** تباينت اتجاهات الصحافة العالمية في تناولها للأحداث الجارية في العراق عسكريا وسياسيا وفقا لتباين مصالح الدول ومواقفها من الحرب في الأساس. فبينما ترى الصحف البريطانية مثلا أن النصر أصبح قاب قوسين أو أدنى، لكنه مكلف وملطخ بدماء الأطفال والنساء، ومشوه بعدم العثور على أسلحة الدمار الشامل.تقول الصحافة الأمريكية أن أهداف الحرب على حافة التحقيق، وأن القوات الأمريكية على مقربة من النصر الحاسم. أما الصحف الفرنسية والروسية فتركز على أن الإدارتين الأمريكية والبريطانية ستفوقان بعد الحرب على واقع غير مرغوب فيه، سواء على مستوى شعور العراقيين بكافة طوائفهم تجاه المعتدين، أو على الصعيد العربي والاسلامي، وركزت على أن مهمة بوش و بلير ستكون الأصعب والأشد تعقيدا بعد أن تسكت أصوات المدافع، فيما
تشير الصحف التركية الى ظهور تغيير واضح في الموقف الأمريكي تجاه أنقرة مؤخرا. وترى أن التنسيق الذي يتم بين واشنطون والأكراد يخالف ما اتفق عليه
قبل الحرب .**
البوسطن جلوب
تابعت الصحيفة اهتمامها اليومي بالأحداث في العراق وقالت تحت عنوان «الطائرات الأمريكية تضرب أهدافاً قيادية» إن مسؤولين عسكريين قالوا إن الطائرات الأمريكية العسكرية تقوم حالياً بقصف أهداف قيادية، في اشارة إلى المباني التي يتمركز فيها أركان النظام العراقي. وأشارت نقلاً عن قادة ميدانيين إلى أنه من المحتمل أن يكون الرئيس صدام حسين وكل من عدي وقصي قد قتلوا في أحد المباني الرئيسية التي تم تدميرها.
ولفتت إلى أن المعامل الأمريكية تقوم حالياً بتحليل مكونات العبوات التي عثر عليها وتشير الدلائل إلى أن بها مواد ربما تكون كيميائية وكان قد تم العثور عليها وسط العراق، وتابعت «البوسطن جلوب» معلقة على ذلك «ان المحتويات تعطي اشارة قوية على وجود ترسانة من الأسلحة المحظورة والتي بسببها قامت كل من أمريكا وبريطانيا بشن الحرب على العراق.
وبعنوان «رامسفيلد وباول مختلفان حول النهاية» قالت بعد أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الحرب: «أعلن كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أن القاعدة العدائية في العراق على وشك الانهيار غير أنه لم يصرح علانية بتحقيق النصر، وذكرت الصحيفة أن هناك خلافاً بين وجهتي نظر كل من رامسفيلد وباول حول الوضع بعد انتهاء الحرب والإدارة التي سيعهد إليها مهام تسيير الأمور هناك فضلاً عن الأولويات، إذ يرى رامسفيلد أن يتم تسليم كافة الأمور للحكومة الجديدة عدا الشؤون الدفاعية والاستخبارات».
وأكدت الصحيفة أن الخلاف قائم كذلك بين كل من أوروبا وأمريكا حول هذه الجزئية، فأوروبا بما في ذلك بريطانيا ترغب في أن تلعب الأمم المتحدة دوراً رئيسياً في إدارة الحكومة العراقية الجديدة، غير أن بوش أبدى رغبته في أن تقوم واشنطن وحلفاؤها بالسيطرة على كل شيء في العراق عدا الجوانب الانسانية من مساعدات وأغذية وخلافه.
وقالت الصحيفة إن الجدل حول حقيقة ما بعد الحرب قد تصاعد عقب دخول القوات الأمريكية إلى بغداد دون مقاومة عنيفة فيما سيطرت القوات البريطانية على البصرة.
شيكاغو صن - تايمز
في صدر صفحتها الأولى طالعتنا الجريدة بخبر جاء عنوانه «الضربات تستهدف صدام وابنيه» وقالت إن الهجمات الجوية الحالية على بغداد تستهدف الرئيس صدام ونجليه لكن الصحيفة لم تؤكد ما إذا كانت إحدى الهجمات قد وضعت نهاية لصدام حسين أم لا.
ونشرت الصحيفة بالصفحة الأولى صورة لمجموعة من البراميل القديمة وعلقت تحتها بالقول إنه يعتقد أن بها مواد كيماوية وهذه العبوات وجدت بالقرب من مدينة كربلاء.
وتحت عنوان آخر الأنباء قالت إن الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد خصصا معظم وقت اجتماعهما في بلفاست لمناقشة قضية العراق ما بعد الحرب ومن غير المتوقع أن يكون قد تم التغلب أو تجاوز الخلافات القائمة بينهما بشأن ذلك.
ونقلت الصحيفة تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أكد فيها أن الرئيس صدام لم يعد يسيطر على معظم العراق، كما قالت إن معلومات استخباراتية نقلت لمسؤولين عسكريين أمريكيين حول اجتماع صدام حسين وكبار معاونيه وولديه في أحد القصور الرئاسية وأنه تم على الوجه ضرب الموقع بشكل مكثف.
وفي خبر انساني أوضحت أن مستشفيات بغداد كاملة العدد ونقلت عن مصادر بالصليب الأحمر القول بأن أعداد الضحايا والمصابين في العاصمة العراقية كبيرة جداً لدرجة أن المستشفيات أوقفت عمليات حصر وتعداد الداخلين إليها.
وتحت عنوان «القوات الأمريكية تحاصر بغداد» كتبت تقول إن الجنود الأمريكيين يتصرفون وكأنهم في بيوتهم، فبعد استيلائهم على أحد القصور الرئاسية قاموا باستخدام دورات المياه والأواني الزجاجية الفاخرة والطفايات وغيرها من المقتنيات الثمينة، ووصفت الصحيفة قصراً آخر قالت إنه أصبح تحت الأنقاض كما أن المسابح والنوافير أصبحت جافة تماماً لا مياه فيها بعد أن أصبح القصر خراباً.
وكتب مارك سكيرتيك وجاري ويسبي من العاملين بالجريدة بعنوان «صدام ليس أول الزعماء الذين لهم أشباه» قالا فيه ان هناك تقارير كثيرة تؤكد بأن هناك رؤساء قد استخدموا أشباه أثناء فترة حكمهم وذلك لأغراض أمنية، فمثلاً أدولف هتلر الزعيم النازي الألماني كان له أشباه كثيرون كان من بينهم ابن أخيه وكان يقوم بمهام هتلر من حيث تحية الجماهير التي كانت تصطف بالقرب بيرجوف.
وأيضاً وينستون تشيرشل، لكن ليس في الظهور الجماهيري وإنما في إلقاء خطبة في الراديو.
نيويورك تايمز
قالت الصحيفة إن العاصمة العراقية تحولت إلى ساحة قتال، فطلقات الرصاص تدوي في أنحاء بغداد والمعارك بين وحدات الحرس الجمهوري والقوات الأمريكية لا تزال مستمرة، كما أن الهجمات الجوية على حالها منذ بدء الحرب وذكرت أن وحدات عراقية خاصة ومسلحين موجودون في مناطق حيوية مثل الشوارع والجسور.
وتابعت: إن هناك دلائل بوجود مقاومة عنيفة من العراقيين الذين يستعدون حالياً للقيام بهجوم مضاد.
وفي تحليل بقلم الكاتبة جودي ويلجورن وآدم ناجورني قالا فيه إن الرأي العام الأمريكي يبدي قدراً من التسامح إزاء ضحايا الحرب الأمريكيين. وأشار إلى أن محصلة القتلى في الجانب الأمريكي بلغت «88» حتى الآن وهذه المحصلة قد أذهلت الكثيرين بما في ذلك صحفيان كانا يتناولان الطعام في إحدى الكافتيريات على ضفاف نهر شيكاغو حيث قال أحدهما إن المحصلة قليلة بينما رأت الأخرى أنها كبيرة.
وتناول التحليل بعض الاحصائيات الأخرى عن الضحايا الأمريكيين الذين تجاوزوا الحدود القصوى حيث سقط في أسبوع واحد حوالي مائتين في حرب فيتنام و146 في حرب الخليج الثانية.
كريستيان ساينس مونتيور
اهتمت الصحيفة كالعادة بما يجري في بغداد والبصرة والشمال العراقي عامة، وقالت في مقال افتتاحي لها أنه يجب على المواطنين العراقيين الثورة على نظام الرئيس صدام حسين، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية اسقطت تمثالاً كبيراً لصدام بالقرب من وسط بغداد مما يعني أن الانتصار قادم للقوات الأنجلو أمريكية وأن سقوط الديكتاتورية بات وشيكاً.
وأشارت إلى أن سرعة قيام العراقيين بالمساعدة في الاطاحة بالرئيس صدام حسين تمثل علامة على التقدم في هذا الطريق بنفس أهمية قتل ابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم «علي الكيماوي» في مدينة البصرة جنوب العراق.
وذكرت أن الكثير من عرب العراق، عكس الأكراد في الشمال، ينتظرون ما هو أكثر من التأكد من ازالة صدام من السلطة حتى يقفوا علناً في صف الأمريكيين والبريطانيين.
وتابعت إن العراقيين لا يزالون يشعرون بهاجس الخوف الذي تملكهم مدة ثلاثة عقود ولحظة كسر طوق هذا الهاجس فسوف يدعمون القوات المشتركة ويساعدونها في مسعاها لإسقاط النظام ورموزه وتخليص البلاد من كابوس مخيف.
وقالت الصحف افتتاحيتها إنه من الوهم الحديث عن ضغوط من جانب واحد، فالضغوط الأمريكية بالحرب والسياسة على دول المنطقة تقابلها الضغوط العربية والأمريكية على واشنطن، عبر مقاومة الاحتلال خلال الحرب على العراق وبعده، وأنه إذا كان في الإدارة الأمريكية من يتصور أن العراق هو النموذج أو الدرس الذي يعرف كل طرف بعده ما يحدث له إذا رفض مطالب واشنطن فإن فيها من يرى الدرس هو العكس، أي أن الطريق الوحيد لتفادي عمل عسكري أمريكي هو بناء ترسانة عسكرية بسرعة وجعل الهجوم الأمريكي مكلفاً جداً لواشنطن. ولا شك أن التهديد الأمريكي لسوريا - كما تقول الصحيفة - يأتي في سياق الضغط وسط حرب تريد واشنطن من خلالها عزل العراق ومنع أية مساعدة له أو تضامن معه لتسهيل القضاء على النظام كما يكشف عن الفصول المقبلة من الحرب وأهدافها وقالت الصحيفة إن الخلاف بين أركان الإدارة الأمريكية ليس على تغيير المنطقة أو إعادة تشكيلها بل على التغيير بالقوة أو بالضغط السياسي في ظل القوة، وأن هناك داخل البيت الأبيض من يصر على توسيع الحرب في حين أن هناك من يرى أن التعامل مع كل بلد له أسلوب مختلف.
|