اللوموند:
بلهجة غاضبة تجاه ما يحدث ببغداد وتحت عنوان: «النيران القاتلة» كتبت الصحيفة تقول: أخطر ما يمكن استعراضه في مثل هذه الحرب هو قتل المدنيين بحجة الخطأ وقتل الإعلاميين بحجة الشك .
الأمريكيون فعلوا حتى الآن ما أرادوا فعله، أعلنوا الحرب بزمنها ومكانها، وظروفها، وأطلقوا قنابلهم على الأسواق وعلى الأحياء السكنية دون تمييز، ولكنهم الآن. يوجهون مدافعهم إلى الصحافيين.. أليست هذه علامة من علامات اغتيال الحقيقة داخل الحرب؟
وتواصل متهمة الأمريكيين: ليس بمقدور الأمريكان أن يقتلوا الحقيقة، قد يفعلوا ذلك عسكريا ولكنهم أبدا لن يفعلوا ذلك إعلاميا. لأن قصف فندق بحجة أنهم يشكون بوجود مقاتلين فيه لهو العذر الأقبح.
فمن قتل طفلا لن يتورع على قتل صحفي حمل كاميراته لتصوير الجريمة الشنعاء.. مسألة العراق صارت حربا أخرى . وأي حرب.. إنها الحرب على الحقيقة..
لوفيغارو:
ركزت هي الأخرى على عملية حصار وقتل الصحفيين وكتبت تحت عنوان «قتل الحقيقة» تقول: كل العالم يمكنه الآن أن يعترض على ما يفعله الأمريكيون في العراق. يمكننا أن نقول لهم: اسمعوا لقد بدأتم تشعروننا بالقرف. فلم تعد الحرب تثير أكثر من الغثيان أمام «ديمقراطيتكم» المحمولة على طائرة ب 52 الحربية!
و تضيف الصحيفة : ما حدث في فندق فلسطين أكبر من الكابوس.. لقد دخلت الحرب مقر الصحفيين. وقتلت منهم من جاءوا يبحثون عن حقيقة النزاع لإيصاله إلى شعوبهم المنتفضة ضد الحرب.. لكن حقيقة النزاع تبدو الآن أكثر جنونا و دموية أمام جثث الصحافيين الذين كانوا هدفا لرشاشات المدفعية الأمريكية.. سيعود هؤلاء إلى ديارهم في النعوش ليحكوا الحقيقة الوحيدة التي تبقت لسردها: أمريكا جاءت تحمل الموت إلى العراق من اللحظة التي قررت فيها اغتيال الحقيقة.. !
لوماتان:
تناولت مسألة اختفاء صدام حسين واحتمال القضاء عليه وقالت: التأكيدات الأمريكية أنها قضت على الرئيس العراقي وابنيه تأتي في وقت اختفت فيه كل وسائل الاتصال العراقية.. توقف البث الإذاعي والتلفزيوني العراقي معناه أن الجهات الوحيدة التي ستتكلم عن الحرب هي الجهة الأمريكية. وأن مصير الرئيس العراقي يبقى مجهولا. إلى أن يتم التأكد من ذلك إذا انتهت الحرب بالسرعة التي صار يتكلم عنها أصحاب القرار في البيت الأبيض و بريطانيا. المهم أنهم استولوا على مناطق استراتيجية في العراق، وأن حرب بغداد لن تكون أكثر من أمر واقع. لأن تضييق الخناق على العاصمة هو في النهاية تضييق الخناق على ما تبقى من نظام يبدو فوضويا وغير مستقر. وأكثر من ذلك غير متفاهم فيما بينه.. فهل انتهى زمن صدام حسين حقا؟
فرانس سوار:
تتساءل مستغربة عن المسار الذي آلت إليه الحرب بهذا الايقاع المتسارع وكتبت تقول: من كان يصدق قبل أسبوع. قبل يومين. قبل يوم واحد. أن العلم الأمريكي يرفرف فوق قصر صدام حسين ببغداد..؟ من كان يصدق أن تتوقف الجيوش العراقية عن المقاومة. وأن تطير الطائرات الأمريكية فوق العراق على مسافات منخفضة لتمارس طيرانها البهلواني تحت سماء بغداد؟ لكن هذا الذي جرى فعلا..لا ردة فعل و لا هجمات مضادة ..
الأمريكيون يتقدمون ببطء و ثبات. مقتربين من المناطق التي جاءوا أصلا للسيطرة عليها. و لكن.. أليس هذا الكلام أجمل من الحقيقة؟ أليس هذا الاستسلام الظاهري سوى وجه خفي من حرب ربما يراد من خلالها استدراج الأمريكيين إلى المذبحة.
ليبيراسيون:
بعنوان: نشوة النصر علقت الصحيفة على الترتيبات الأمريكية المرتقبة قائلة: صقور الإدارة الأمريكية كتبوا السيناريو جيدا و الذي لا يشبه في شيء ذلك الذي رأيناه في كوسوفو، وأفغانستان وتيمور الشرقية، إنه سيناريو الإنقاذ الارتجالي الذي يعطي الحكم للجنرال الأمريكي «غارنر» لمدة تتراوح بين السنةإلى السنة والنصف. أين ستبقى قوات التحالف لضمان الأمن في البلاد بينما ستشرف الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية العادية للشعب العراقي.
لومانيتي :
تحت عنوان «لمن الدور القادم؟» تقول : عندما سئل كولن باول من قبل صحفي أمريكي عما ستفعله أمريكا بعد الانتهاء من العراق.
قال ضاحكا: سنمضي إلى الهدف التالي .. وتعلق الصحيفة: هكذا يفكر وزير الخارجية الأمريكي. ومن خلفه كل الصقور. عن الهدف التالي. أو بعبارة أوضح الضحية التالية؟
المشكلة أن ابتسامة وزير الخارجية الأمريكي وهو يقول: الهدف التالي تعني أن الحرب تبدو ممتعة بالنسبة لهؤلاء. وأن ثمة حقا دول أخرى ستسقط بعد العراق في المنطقة. لأن الحرب بهذا الشكل باتت مسلية للصقور الأمريكيين..
و تتابع : لم نستغرب هذا أبدا. لأننا نعرف أن عبارة أقطاب الشر تعني الكثير. والأهم أنها تشكل وجهة أمريكية نحو الحرب.
|