«نيو استرايت تايمز»
أولت اهتماما واضحا لآخر تطورات الحرب في العراق وأفردت مساحة واسعة لما ارتكبته القوات الأمريكية في حق الاعلاميين الذين سقطوا جراء قصف الصواريخ، ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان «اصوات عديدة وحروب كثيرة» للكاتب «عبد الله احمد» الذي اعتبر ان الضحية الاولى في هذه الحرب هي الحقيقة بعد ان تميزت الحرب من بدايتها بالدعائية، وانتقد الكاتب مساعي أمريكا لتقديم نتائج الحرب للعالم برؤيتها وحسب، واشار الى ما ارتكبته القوات الأنجلو أمريكية من جرائم تجاه مكاتب بعض القنوات الفضائية العربية مما أدى الى سقوط شهداء بين الصحفيين الأمر الذي يعتبر منطقيا بنظر الادارة الأمريكية، كيف والصور المروعة عن الحرب تتصدر صحف وقنوات تلفزيونات الدول الأوربية فكان لابد من بث الرعب في نفوس هؤلاء الجنود الذين أتوا دفاعا عن الحقيقة التي تحاول واشنطن بشتى الطرق على إخراسها.
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب «لي بو بينغ» بعنوان «قد تعيد أوربا القديمة التوازن للعالم أحادي القطب» اعتبر أن التحول الذي حدث جاء بمعارضة ألمانيا للحرب ورفض فرنسا تمرير قرار داخل الأمم المتحدة لجواز استخدام القوة على العراق وتهديدها باستخدام الفيتو، اضافة الى معارضة الصين لهذا العمل. وقال: ان جميع هذه الاحداث مؤشرات لإعادة التوازن الى النظام العالمي، وستكون أوروبا القديمة هذه محطة التي ستقف أمريكا عندها كثيرا في جميع قراراتها في المستقبل القريب الأمر الذي دعا بعض أعضاء الادارة بالمطالبة بإعادة النظر نحو هذه الدول مشيرا الى توازن علاقة امريكا بالصين رغم ما تدعيه من ان الصين تشكل تهديدا للولايات المتحدة، واعتبر الكاتب ان الانقسام الذي حدث في أوربا على اثر الحرب التي تجري بالعراق سيعيد تشكيل كتلتين كما كان في السابق.
ونشرت الصحيفة مقالا آخر بعنوان «الحرب على العراق تؤثر على الجميع» تناولت فيه الأضرار التي سببتها الحرب على العلاقات بين الدول فضلا عن النيران الصديقة التي حصدت أناسا لا علاقة لهم بهذه الحرب بالرغم مما ادعته واشنطن من وعد بنظافة الحرب وقلة الاصابة في اوساط المدنيين واستخدام الأسلحة الذكية، ويشير المقال الى الاعداد الهائلة من الضحايا العراقيين الذين غلب عليهم الاطفال والنساء، ويؤكد المقال ان فترة السلم التي ستعقب الحرب ستكون فترة عصيبة تتخللها تصفية حسابات بين الدول الأمر الذي سيؤثر كثيرا في العلاقات الدولية.
|