* كتب- عبدالكريم الجاسر:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رعى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء اليوم المباراة الختامية على كأس سمو ولي العهد بين فريقي الهلال من الرياض والاهلي من جدة وذلك على استاد الملك فهد الدولي بالرياض.
وكان في استقبال سموه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيزالرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وصاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم واعضاء مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ولدى وصول سموه عزف السلام الملكي ثم بدئ الشوط الثاني من المباراة، وانتهت المباراة بفوز فريق نادي الهلال بهدف مقابل لا شيء سجله محمد الشلهوب. وبعد نهاية المباراة تشرف حكام اللقاء بالسلام على سمو الامير سلمان بن عبدالعزيزواستلام ميدالياتهم التذكارية ثم تسلم سموه من رئيس نادي الاهلي الدكتور عبدالرزاق ابو داوود درع النادي تقديراً لسموه. اثرها سلم سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز الميداليات الفضية لرئيس ولاعبي النادي الاهلي وجائزة حصولهم على المركز الثاني، ثم تسلم سموه هدية تذكارية من صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس نادي الهلال بعدها سلم سمو أمير منطقة الرياض كأس سمو ولي العهد لكرة القدم والميداليات الذهبية لفريق نادي الهلال وجائزة حصولهم على المركز الاول.
وفي الختام عزف السلام الملكي ثم غادر سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز بمثلما استقبل به من حفاوة وتكريم.
عاد الهلال زعيماً للكرة السعودية عاد الأزرق بطلاً متوجاً وتوهج نجومه مساء أمس في درة الملاعب.. توهج نجوم الأزرق وأكدوا مجدداً ان شمس الزعيم لا تغيب عن البطولات في كل الظروف والأحوال.. بهدف وحيد للنجم الكبير محمد الشلهوب فرض الهلاليون فريقهم بطلاً لكأس ولي العهد.. بهدف ذهبي من القدم الذهبية للنجم الصغير عاد كأس ولي العهد هلالياً خالصاً.. تفوق وهزم فريقاً رائعاً ومنظماً وكبيراً هو الأهلي.. الأهلي الذي قدم نجومه مباراة كبيرة وشاطروا الهلال اللعب الممتع والأداء المثير.. فقد كان الأهلي هو الآخر يستحق الكأس بما يضمه من نجوم وما يقدمه من مستويات رائعة لكن الغلبة كانت لفريق البطولات والزعيم السعودي الذي قدم لاعبوه نموذجاً رائعاً في التضحية والاخلاص والاصرار.. فقدم النجوم بقيادة مدربهم الهولندي القدير ادمويس مباراة تكتيكية كبيرة وتحركات مدروسة وأداء منظم وتكتيكاً ممتازاً وكرة عصرية وحديثة كانت خير ختام لهذه المسابقة الغالية..
المباراة جاءت تكتيكية وشهدت نضجاً فنياً من قبل الفريقين .. فالهلال كان الأكثر استحواذا على الكرة والأكثر خطورة ومحاولة للتهديف وصاحب المبادرة باستمرار.
فيما لعب الفريق الأهلاوي بطريقته المعتادة باللعب الدفاعي المكثف والاعتماد على قدرات أفراده الفردية هجومياً.
لكن المشعل ظل وحيداً في المقدمة وتأثر بعدم ظهور بركات بمستواه المعتاد وسلبية بوشعيب لتنعدم الخطورة على مرمى الدعيع فترات طويلة باستثناء محاولات خجولة بين الفينة والأخرى في حين كان النتيف تحت الضغط الهلالي طوال المباراة وتصدى للمحاولات الهلالية العديدة قبل ان ينهار من تسديدة المطيري القوية التي أكملها الشلهوب في الشباك مانحاً فريقه كأس الذهب ومعيداً الأزرق لأجواء البطولات والانتصارات هذا الموسم وهو يحمل لقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حتى الآن.
اللقاء جاء مثيراً وجيداً وان افتقد للأهداف .. فإن الفريقين عوضا الجماهير باللعب الجماعي الممتاز والمتكافئ وسط الميدان، ولولا الهدف الهلالي الذي جاء اثر كرة ثابتة لوصلت المباراة لضربات الجزاء الترجيحية وهو ما سعى له الأهلاويون مقابل الاهدار المتواصل للهجمات الهلالية غير المضمونة.
ولذلك فقد كان الحسم من كرة هلالية ثابتة أكدت أن الهلال معين لا ينضب للبطولات ليزف الهلاليون فريقهم البطل زعيماً دائماً للكرة السعودية.
الشوط الأول
بدأ الفريقان بأفضل تشكيل لديهما.. حيث لعب للهلال الدعيع في المرمى وأمامه الرباعي، عزيز، خليل، الشريدة، والمطيري وفي الوسط لعب بدرا والخثران في العمق وفي الأطراف الشلهوب ناحية اليسار وأندريه في اليمين وفي المقدمة الجمعان وخلفه نواف وبطريقة لعب تقترب من 4/3/3.
فيما لعب للأهلي النتيف في المرمى وأمامه الثلاثي بدره والقاضي وعبدربه وفي الأطراف عبدالغني ناحية اليسار والزهراني في اليمين.
ولعب في الوسط الواكد والسويد ومعهما بركات الذي يتحرك خلف المهاجمين تارة ناحية الجهة اليمنى وأخرى خلف رأس الحربة.. وفي المقدمة بوشعيب والمشعل مع تبادل الاثنين التحرك في الجناح الأيسر.
واستهل الفريقان المباراة باندفاع هجومي للأهلي وخصوصاً ناحية اليسار للاستفادة من اهتزاز الظهير الهلالي الأيمن عزيز.. ورغم ان أول هجمة في المباراة كانت هلالية بعرضية المطيري أمام الجمعان والتي اصطادها النتيف في الدقيقة الأولى إلا ان المشعل مرر الكرة الأخطر حينما تسرب ناحية اليسار ومرر عرضية أرضية تجاوزت الجميع بما فيهم بركات.
وكانت هاتان الهجمتان بداية حقيقية للعب هجومي منظم من الفريقين وبعد مضي ال 10 دقائق الأولى ظهر تفوق الفريق الهلالي وخطورة هجماته فمرر الخثران أخطر كرة هلالية تجاوز بها المدافعين والحارس ليضعها أندريه برأسه خارج المرمى الخالي في الدقيقة 16 وقدم الفريقان أداء منظماً وسط الميدان وهجمات منسقة هنا وهناك مع تفوق هلالي واضح في الوصول لمرمى النتيف.. حيث اعتمد الهلاليون على التحضير للاعب المندفع من الخلف ومن ثم التسديد من خارج المنطقة وشكلت هذه الطريقة خطورة حقيقية فالشلهوب لعب في الجهة اليسرى عند الهجمات المرتدة مع الانتقال للعمق لمساندة الجمعان فيما لعب أندريه في الوسط والعمق بشكل أكبر.
بينما لعب الأهلي في ملعبه معظم فترات هذا الشوط واعتمد على الكرات الطويلة للمهاجمين وخصوصاً في الجناح الأيسر... واختفت الخطورة الأهلاوية مع تراجع اللاعبين للوقوف أمام الزحف الهلالي حيث تكدس اللاعبون في العمق بتواجد السويد والواكد أمام ثلاثي قلب الدفاع وهذا ما أثر على المهاجمين مع اختفاء محمد بركات حتى الدقائق العشر الأخيرة من هذا الشوط والتي شهدت صحوة أهلاوية ونجاح الفريق في مبادلة الهلال اللعب وإحراج خط دفاعه.
وكان واضحاً ان المباراة متكافئة إلى حد كبير نتيجة عدم وجود خطورة حقيقية على المرميين رغم تفوق الهلال في المحاولات الهجومية الجادة.. ولذلك تركزت الخطورة في الكرات الثابتة والضربات الركنية.
وافتقد الفريق الأهلاوي لخدمات قائده حسين عبدالغني الذي سقط على كتفه فاضطر للخروج ودخول العيد بدلا منه..
وامتاز أداء الفريقين باللعب السريع والكرات المضمونة للاعب البعيد عن الرقابة..
لكن هجمات الأهلي احتاجت مجهوداً مضاعفاً من المهاجمين الذين أضطروا للعودة لطلب الكرة أمام تراجع لاعبي الوسط وهو النمط الذي سار عليه الأداء معظم فترات هذا الشوط لينتهي سلبياً من دون أهداف.
الشوط الثاني
* شوط اللقاء الثاني لم يختلف كثيراً عن سابقه غير أن الأهلي تحرر قليلاً وبدأ في اللعب الهجومي وخصوصاً في بدايته.. فيما تراجع الهلاليون في تحرك تكتيكي لسحب الدفاع الأهلاوي المتكتل وبالتالي شن الهجمات المعاكسة.. وظلت هجمات الأهلي التي يقودها المشعل هي الأخطر لفريقه بعد أن مرر أكثر من مرة ناحية اليسار ومنها حول كرة ولا أجمل للعبدلي المتقدم لكنه لعبها بجوار القائم. وبعد 11 دقيقة من هذا الشوط أجرى أديموس أول تغييراته بخروج نواف التمياط ودخول سامي الجابر لتدعيم الوسط الهجومي وتموين لاعبي العمق المتقدم الجمعان ثم تلاه بدخول سوفو مكان الجمعان ليتحرك الهجوم الهلالي ويواجه الدفاع الأهلاوي ضغطاً متواصلاً بتحرك سوفو المستمر واطلاق المدافعين لكن الخطورة كما قلنا لم تكن بتلك الدرجة التي تسمح بهز الشباك نظراً لنجاح مدافعي الأهلي في تنظيف منطقتهم جيداً وعدم وجود العدد الكافي من لاعبي الهلال داخل المنطقة.. وانحصر اللعب وسط الميدان فترات طويلة في الدفاع الهلالي المتقدم نجح في رقابة مهاجمي الأهلي وشكل مع خط الوسط حزاماً منظماً أجاد أفراده تبادل أدوارهم في الرقابة ومواجهة الهجمة.. وهو ما جعل المرمى الهلالي بعيداً جداً عن أي محاولات خطرة.. لكن التفوق الهلالي كان لا بد أن يثمر هدفاً وهو ما حدث بالفعل..
د. 36 هدف الذهب
فبعد كرة خطأ على بعد 30 ياردة لمصلحة سامي الجابر نفذها المطيري صاروخاً أرضياً زاحفاً تصدى له النتيف لكن الكرة ارتدت للشلهوب المتابع الذي لعبها أرضية صعبة في الزاوية الضيقة من تحت النتيف داخل الشباك الأهلاوية هدفاً هلالياً ثميناً أجرى بعده المدرب الأهلاوي تغييرين هجوميين بدخول المحمدي والجيزاني مكان الزهراني وعبدربه.. واندفع الأهلي بغية التعديل وسنحت فرصة جيدة للمحمدي بعد هجمة سريعة لكنه لعبها في أحضان الدعيع ثم جهز الجيزاني كرة برأسه للمشعل لكنه سددها ضعيفة بجوار القائم ليعود اللعب للوسط وتسنح فرصة أخيرة للهلال حين مرر سامي كرة ساقطة لسوفو ليواجه النتيف لكنه سددها ضعيفة بجوار القائم وبشكل متسرع لتمضي الدقائق بعد ذلك حتى أعلن حكم اللقاء نهايته بفوز هلالي ويتوج الزعيم بطلاً لكأس ولي العهد.
من المباراة
* قاد اللقاء الحكم علي المطلق وساعده جمعان الزهراني وعلي الطريفي وقد أدار اللقاء بشكل ممتاز ومنح بطاقات صفراء لكل من عزيز والجمعان من الهلال والعبدلي والزهراني من الأهلي.
* الفريق الأهلاوي قدّم مباراة كبيرة وخسر بشرف فيما ظهر الهلال في أفضل حالاته هذا الموسم وقدم كرة حديثة رائعة توجها باللقب الأول هذا الموسم.
* لمسات المدرب الهلالي كانت واضحة جداً وجاءت تغييراته مؤثرة رغم أنها اقتصرت على المراكز المحددة مسبقاً.
* جماهير غفيرة حضرت اللقاء واستمتعت بنهائي مثالي.
* الفوز الهلالي جاء تتويجاً للجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة الهلالية لانتشال الفريق وإعادته لوضعه المعتاد.
|