تستلزم مرحلة ما بعد الولادة القيصرية عدداً من الإجراءات والفحوصات الطبية اللاحقة، والتي تعد جزءاً من العملية القيصرية نظراً لأهميتها لصحة الأم والجنين وتجنب حدوث أية مضاعفات تؤخر الشفاء، وتتنوع اجراءات العناية اللاحقة للعمليات القيصرية ما بين تسكين الألم الناتج عن الجراحة ومراقبة العمليات الحيوية للأم، والتغذية الوريدية والرضاعة.
وتؤكد د. رباب حيزة أخصائية امراض النساء والولادة بمستشفى الحمادي، أن الرعاية اللاحقة للجراحات القيصرية لا تنفصل من ناحية أهميتها عن الجراحة ذاتها، لأن العملية القيصرية تتم الولادة فيها عبر شقين في جدار البطن وجدار الرحم، بعد تعذر الولادة الطبيعية أو تأخرها إلى وقت قد يعرض كلاً من الأم والجنين إلى الخطر.
وتضيف د. رباب حيزة أن العناية اللاحقة للولادة القيصرية تشمل تسكين الألم الذي تشعر به الأم بعد الإفاقة من التخدير، وهذه الآلام قد تكون شديدة وتتطلب إعطاء الأدوية القوية حسب الحالة الصحية للأم، كذلك يجب مراقبة العلامات الحيوية، بفحص الأم كل ساعة لمدة أربع ساعات بعد إجراء الجراحة القيصرية، ثم كل أربع ساعات خلال اليوم الأول لضبط الضغط ومراقبة النبض وجريان البول، ومقدار النزف ودرجة الحرارة وحالة قاع الرحم.
وتشمل العناية اللاحقة «السوائل الوريدية» والتي تعطى للأم خلال اليوم الأول بعد الولادة، وبعدها تصبح الأم قادرة على تحمل السوائل الفموية باستثناء حالات قليلة تستدعي استمرار تغذيتها عبر السوائل الوريدية، كذلك هناك إجراءات مراقبة عملية التبول والتغوط والتخلص من الغازات الناجمة عن اضطراب الأحشاء، حيث يجب إزالة القثطار من المثانة خلال 12 ساعة بعد العملية في وقت الصباح، حيث تكون المريضة قادرة على إفراغ المثانة، يعقبها مساعدة الأم على الحركة، النهوض من الفراش في اليوم الأول بعد العملية، والحركة المبكرة تقلل مرض حدوث الصمة الرثوية والخثار الوريدي، يأتي بعد ذلك إجراءات العناية بالجرح والذي يجب فحصه يومياً، ويفيد في هذا استخدام ضماد رقيق وعادة ما يتم فك الخياطة خلال الأسبوع بعد الجراحة.
ومن إجراءات العناية اللاحقة أيضاً كما تقول د. رباب حيزة ما يتعلق بعملية الرضاعة، حيث يجب حث الأم على الإرضاع الطبيعي بداية من اليوم الثاني للجراحة.
وتؤكد د. رباب حيزة على أهمية التحاليل المخبرية خلال فترة ما بعد الجراحات القيصرية لمعايرة «الهيماتوكريت» والهيمو غلوبين بشكل روتيني في اليوم الثاني للجراحة أو بعدها مباشرة في حالة حدوث أي فقدان للدم بشكل غير طبيعي، وفي حالة ثبوت نقص بالهيماتوكريت يفضل إعطاء مركبات الحديد مع عمليات نقل الدم للأم.
ويمكن للأم عادة مغادرة المستشفى بسلامة الله في اليوم الرابع أو الخامس عقب العملية ما لم يكن هناك مضاعفات، ويصبح باستطاعتها العودة إلى فعاليات الحياة اليومية والبدء في ممارسة الرياضة تدريجياً.
| 
