* لندن من كاثرين بالدوين رويترز:
قالت وزيرة بريطانية ان الولايات المتحدة وبريطانيا لم تتوقعا او تستعدا للانهيار السريع للحكومة والخدمات العامة في العراق والذي ادى الى انتشار الفوضى في شوارعها.
وقالت كلير شورت وزيرة التنمية الدولية البريطانية والتي كانت قد هددت بالاستقالة بسبب الحرب ان الوضع الانساني في العراق «مقلق للغاية» ويرجع ذلك جزئياً الى اعمال السلب والعنف التي عمت ارجاء بغداد حيث لم يكن للقوات الموجودة هناك اي سيطرة عليها.
وقالت شورت في مؤتمر صحفي «من الواضح اننا لم نستعد لإمكانية انهيار النظام بهذه السرعة وللانهيار التام في كافة الخدمات العامة ولهذا النوع من الفوضى. كان يجب علينا القيام بعمل افضل مما قمنا به».
وقالت شورت ان اعمال النهب والفوضى في بغداد التي تبسط القوات الامريكية سيطرتها عليها كانت عنيفة وتجاوزت كافة التوقعات.
واضافت ان القوات الامريكية والبريطانية تنتهك معاهدات جنيف ولاهاي لإخفاقهم في استعادة النظام او مساعدة الادارة المدنية على الوقوف على اقدامها.وقالت شورت «هناك الكثير الذي يجب عمله. الموقف يبعث على القلق يجب علينا وبأسرع ما يمكن استعادة النظام بما يمكن الناس من الحصول على المياه والطاقة الكهربائية مما يساعد الانظمة الطبية على العمل من جديد».
وقالت شورت ان الضباط الامريكيين والبريطانيين امتلكوا حساً صادقاً نبأهم بأن الحملة العسكرية ستنتهي سريعاً. وزعمت ان اصابة الاهداف بدقة في محاولة لتجنب ايقاع ضحايا بين المدنيين كان افضل مما كان عليه الحال في الصراعات السابقة.
واشارت شورت الى ضرورة اعادة برنامج الامم المتحدة الخاص بالنفط مقابل الغذاء للعمل بشكل يسير فالكثير من الاشخاص سيصبحون بلا طعام بحلول نهاية ابريل نيسان الحالي.
ودعت شورت كافة الدول لمساعدة العراق على اعادة هيكلة ديونه من خلال نادي دائني باريس بطريقة سخية تكفيه لوقوف على قدميه من جديد.
وستحضر شورت نهاية الاسبوع الحالي اجتماعات البنك و صندوق النقد الدوليين في واشنطن حيث رفع صندوق النقد من احتمالات اعادة هيكلة اواسقاط بعض الديون المستحقة على العراق.
وقالت شورت ان دور الامم المتحدة في عراق ما بعد الحرب هو «ايجاد طريقة تؤدي الى تنصيب حكومة شرعية» وكذلك توفير المساعدات الانسانية ورفع العقوبات. وقالت ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لن يدعما اعادة إعمار العراق الا في حال مصادقة الامم المتحدة على السلطة الانتقالية الجديدة في العراق.
وكانت شورت قد هددت بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء توني بلير اذا خاضت بريطايا الحرب دون دعم من المنظمة الدولية لكنها عادت وتراجعت عن موقفها.
وجاءت تعليقات شورت المناهضة للحرب في الوقت الذي كان فيه بلير يتعرض لوابل من الانتقادات الحادة من حزبه والرأي العام بسبب خططه للحرب.
ورفضت الوزيرة البريطانية القول ما اذا كانت متمسكة بتعليقاتها السابقة القائلة بأن موقف بلير المؤيد للامريكيين بشأن العراق كان «متهوراً».
لكنها سئلت عن الضحايا بين المدنيين فقالت «لا اعتقد ان مقتل اي انسان هو ثمن نستطيع دفعه».
|