* غزة واشنطن الوكالات:
دعت السلطة الفلسطينية أمس الأربعاء الإدارة الاميركية إلى الافراج الفوري عن محمد عباس «أبو العباس» الأمين العام لجبهة تحرير فلسطين الذي اعتقلته القوات الاميركية في بغداد.
وطالب صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن هذا الناشط الفلسطيني الذي تتهمه واشنطن بتدبير خطف السفينة الايطالية أكيلي لاورو عام 1985 .
وكان الجيش الامريكي قد أعلن مساء الثلاثاء أن قوات أمريكية خاصة اعتقلت أبو العباس خلال غارة في جنوب العراق مساء الاثنين.
وقال عريقات لرويترز «نحن نطالب الولايات المتحدة الامريكية بإطلاق سراح أبو العباس، هم يعلمون تماما أن لا حق لهم في اعتقاله».
وأضاف انه حسب الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي المؤقت الموقع في 28 من سبتمبر أيلول عام 1995 فانه لا يجوز اعتقال أو محاكمة أي من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية على أي عمل قام به قبل 13 سبتمبر عام 1993 تاريخ توقيع اتفاق أوسلو للسلام.
وقال عريقات «لقد وقع عن الجانب الامريكي الرئيس بيل كلينتون ووزير خارجيته وارن كريستوفر وعن الجانب الاسرائيلي «رئيس الوزراء انذاك» اسحق رابين و«وزير الخارجية شمعون» بيريس وعن منظمة التحرير الرئيس ياسر عرفات وأبو مازن».
ومضى قائلاً «وبالتالي فلقد حضر أبو العباس إلى غزة وحضر اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني عام 1996 وقد دخل غزة بتنسيق مع اسرائيل».
وأضاف «لذلك فاننا نطالب الولايات المتحدة بسرعة الافراج عنه تطبيقا لاتفاقيات السلام التي قامت هي برعايتها والتوقيع عليها».
وكانت السفينة أكيلي لاورو قد خطفت في شرق البحر المتوسط وقتل خلال العملية عجوز أمريكي قعيد يدعى ليون كلينجوفر.
وأعلنت القيادة الاميركية الوسطى ان ابو العباس تم اعتقاله ليل 14 نيسان ابريل خلال عملية في جنوب بغداد نفذتها القوات الخاصة التابعة للتحالف مدعومة بجنود من فرقة المشاة الثالثة الاميركية.
وقال العسكريون الاميركيون ان «اعتقال أبو العباس يقضي على قسم من الشبكة الإرهابية التي كان العراق يدعمها ويشكل انتصاراً جديداً في الحرب العالمية ضد الإرهاب».
وقد ذكرت وسائل الاعلام الاميركية ان أبو العباس حاول بعد اندلاع الحرب في العراق في 20 آذار مارس اللجوء إلى سوريا لكن السلطات السورية رفضت استقباله.
وردا على سؤال ماذا سيحدث الآن لأبو العباس قال المتحدث باسم القيادة المركزية الرائد براد بارتلت «ستقام العدالة». ولم يسهب فيما يعنيه.
قضى أبو العباس معظم السبعة عشر عاماً الماضية في العراق بعيداً عن متناول المسؤولين الامريكيين والايطاليين. وفي ايطاليا صدر في حقه حكم بالسجن مدى الحياة وهو مطلوب في الولايات المتحدة فيما يتصل بخطف السفينة أكيلي لاورو.
وقد ترددت أنباء في يناير كانون الثاني بان أبو العباس في مصر للمشاركة في محادثات لانهاء هجمات الفلسطينيين على المدنيين في اسرائيل لكن السلطات المصرية نفت انه في البلاد.
ومن جهته استنكر بسام درويش العضو القيادي بجبهة التحرير الفلسطينية والناطق الاعلامي في غزة اعتقال أبو العباس واصفاً ذلك بأنه «محاولة أمريكية لاستهداف القيادة الفلسطينية وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية».
وأعرب درويش عن تخوفه من أن يفتح اعتقال أبو العباس الباب لاعتقالات أخرى قد تطال مسؤولين وأمناء عامين لفصائل سياسية فلسطينية مختلفة خارج الأراضي الفلسطينية.
وقال لرويترز «يبدو أن الولايات المتحدة سارعت كالعادة بالاستجابة للمطالب الاسرائيلية بملاحقة قادة النضال الفلسطيني».
وأضاف «ان اعتقال أبو العباس يعارض الالتزامات الامريكية تجاه عملية السلام ولكنه يتناغم مع الخطوات القمعية من قبل اسرائيل تجاه شعبنا».
وتابع درويش قائلاً «ان المساهمة الوحيدة لأبو العباس في قضية أكيلي لاورو هي تدخله لايجاد حل سلمي لها».
وقال ان أبو العباس كان ينوي حينذاك معاقبة المسؤولين عن العملية والتحقيق في ملابساتها الا أن الاجراءات الامريكية التي اتخذت وقتها عرقلت هذه الجهود.
وأضاف «اعتقال أبو العباس محاولة للاساءة للنضال الفلسطيني ومحاولة يائسة لمحاكمة جزء هام من تاريخ شعبنا العظيم».
وتابع «ان الاعتقال هو عمل مستغرب علما بأن القضاء الامريكي قد قام بإغلاق ملف القضية عام 1996 بقرار من وزير العدل الامريكي آنذاك».
|