* بيروت بقلم محمد سلام «د.ب.أ»:
أرجع مراقبون في بيروت الاستقالة المفاجئة لحكومة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري إلى الحرب الامريكية على العراق، وتداعياتها بالنسبة لكل من لبنان وسوريا.
وكان قد أعلن رسميا مساء «الثلاثاء» أن رئيس الوزراء اللبناني قدم استقالة حكومته المؤلفة من 30 وزيرا بعد قرابة عامين ونصف العام من توليها السلطة.
وجاء في بيان صادر عن الامانة العامة لرئاسة الجمهورية أن الحريري «قدم استقالته، وقبل الرئيس اميل لحود الاستقالة وطلب من الحكومة الاستمرارفي تصريف الاعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة». ولم يوضح البيان سبب استقالة الحكومة، لكن مصادر سياسية قالت إن لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري «غير راضيين عن الحكومة».
مشيرة إلى أنهما يريدان ضم «دماء جديدة وبعض شخصيات المعارضة المسيحية» إلى الحكومة الجديدة. واعتبر المراقبون استقالة حكومة الحريري، المترنحة أصلا تحت وابل من الانتقادات لسياساتها الضريبية، ردة فعل أولى على تداعيات حرب العراق ولاسيما في ضوء الضغوط الامريكية المتزايدة على سوريا.
وكان لبنان، كما سوريا، أعلن في أكثر من مناسبة رسمية دعمه للشعب العراقي ضد التدخل في العراق، وتعرضت سوريا لسيل من الانتقادات الامريكية مؤخرا والتي ركزت على اتهامها بمحاولة تطوير أسلحة دمار شامل وإيواء بعض من رموز نظام صدام حسين، وبتسهيل حركة المتطوعين العرب، لخوض الحرب ضد القوات الامريكية في العراق.
ونفت سوريا التهم الامريكية بشدة، وانبرى سياسيون لبنانيون للدفاع عن موقف دمشق. واصفين الاتهامات الامريكية بأنها «رجع صدى» للموقف الاسرائيلي المعادي لحكومة دمشق، ووفق الدستور اللبناني، فقد بدأ لحود امس «الاربعاء» سلسلة من المشاورات مع الرؤساء السابقين ورؤساء الكتل النيابية لاختيار رئيس جديد للوزراء، على أن يشكل حكومته ويقدم بيانها السياسي لمجلس النواب، وإذا اقترع المجلس لصالح البيان السياسي للحكومة، فإنها تصبح مؤهلة دستوريا لممارسة السلطة التنفيذية.
|