* الرياض صالح الفالح سعد العجيبان:
أكد معالي وزير خارجية دولة قطر رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني اهتمام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعراق والشعب العراقي وحرصها على تحقيق الاستقرار والأمن في العراق معبرا عن أسف دول المجلس لما يحصل في العراق من انفلات أمني متمنيا أن تتم السيطرة على هذا الوضع بشكل سريع، وأوضح معاليه في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء أعمال الدورة الاستثنائية السابعة والعشرين للمجلس الوزارى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت مساء أمس في الرياض أن الاجتماع عقد لمتابعة الموقف في العراق بعد غياب السلطة العراقية وتغيير الوضع في العراق مبينا أن المجلس منذ دورته الطارئة التي تمت في الكويت انتهاء بجلسته الاستكمالية يتابع جميع التطورات في العراق بشكل يومي ومستمر.
وفي رد على سؤال حول موقف دول المجلس من الحكومة التي ستحكم العراق في الفترة الانتقالية عبر معاليه عن أمله في أن تكون هناك إدارة مدنية من الشعب العراقي بأسرع وقت ممكن وأن يكون هناك نوع من الاتفاق العراقي حول حكومة وطنية عراقية تجمع كل الأطراف في العراق ولو تكون بشكل انتقالي للوصول إلى عمل دستور يرتضيه الشعب العراقي لإدارة هذه الأمور.
وأوضح معاليه في هذا السياق بأن المجلس تدارس موقف دول مجلس التعاون من الحكومة العراقية مبينا أنه تم الاتفاق على القيام بشيء إيجابي للعراق، ورأى معاليه أنه يمكن التعامل مع الحكومة في العراق إذا كان هناك برنامج لإخلاء السلطة وتسلميها للعراقيين بأسرع وقت ممكن لأن الهدف هو الوصول إلى نتيجة في هذا الموضوع، وفي إجابة على سؤال حول مسألة الديون العراقية بين معاليه أن التطورات التي ستكون في العراق ستحدد موقف دول مجلس التعاون من هذه المسألة.
وعن الدور الذي يجب أن تضطلع به القوات الأمريكية لتحقيق الأمن في العراق لفت معالي وزير خارجية دولة قطر إلى أن اتفاقية جنيف ألزمت المحتل بتنظيم الأمن وتحقيق الاستقرار مؤكدا ضرورة تشكيل حكومة عراقية مؤقتة في ظل هذاالظرف وقال: «الشعب العراقي لن يرضى بحكومة تديره من الخارج لفترة طويلة ممكن يقبلها بشكل مؤقت.. ولكن يجب أن نحرص أن تنتقل هذه الإدارة إلى العراقيين» وفي رد على سؤال عن موقف دول المجلس من التهديدات الأمريكية لسوريا أكد معاليه رفض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التهديدات الموجهة لسوريا باعتبارها دولة شقيقة وعضو في الجامعة العربية وقال «نعتقد أن هذا التهديد يجب أن يتوقف وسوريا دولة لا نعتقد أنها تسعى لتصعيد موقف ونحن نطلب من الجانب الأمريكي والجانب البريطاني إذا كان هناك اتهامات أن تكون هناك مباحثات بينهم وبين سوريا لحل أي إشكال يقع.. ودول المجلس ناقشت هذا الموضوع اليوم ونحن نرفض أي مساس بأمن سوريا».
وحول موقف دول المجلس في حالة حدوث عدوان على سوريا قال «نحن لا نعتقد أن هناك عدواناً يحضر لسوريا وسوريا دولة عربية شقيقة وأي شيء يمسها يمس الدول العربية ككل وفيما يتعلق بإرسال وفود رسمية تمثل دول المجلس إلى العراق رأى معاليه أن الوقت لا يزال مبكرا على هذا الأمر وأن هذا الموضوع يحتاج إلى أن تستقر الأمور.
وأجاب معاليه على سؤال حول دور دول المجلس في مستقبل العراق قائلا «العراق قريب من مجلس التعاون وتوجد أواصر بين العراق ودول مجلس التعاون.. والعراق كان له في السابق علاقات بشكل أو بآخر مع دول المجلس في برامج كثيرة والعراق دائما مرحب به في المظلة الخليجية»، وأكد معاليه في رد على سؤال يتعلق بقضية الأسرى الكويتيين في العراق بأن هذه المسألة محل اهتمام دول المجلس، وحول مؤتمر الأطراف العراقية الذي عقد في مدينة الناصرية قال معالي وزير خارجية دولة قطر «أنا أعتقد أن مؤتمر الناصرية لن يكون آخر مؤتمر سيكون هناك مؤتمرات أخرى لاحقة في مناطق أخرى .. وبعد هذه الحرب السريعة وهذه الفوضى في العراق لابد أن نتوقع أن تكون هناك وجهات نظر.. المهم أن تكون هناك نية لبناء العراق سواء من الطرف المحتل أو من العراق»، وعما إذا كان المجلس قد تدارس انعكاسات الحرب على العراق على دول المجلس قال «أى حرب ستترك آثارا.. الحرب العراقية الإيرانية تركت آثاراً على المنطقة واحتلال الكويت ترك آثارا على المنطقة وآيضا هذه الحرب ستترك آثارا على المنطقة.. المهم أن نتعامل بشكل جدي مع الأحداث التي تجري حولنا.. يجب أن يكون لنا منظور واضح».
وفي رد على سؤال يتعلق بالمعونات التي ستقدمها دول المجلس للعراق بين أن المجلس ناقش هذا الأمر مشيرا إلى أن دول المجلس تشارك حاليا في تقديم المساعدات للعراق.
وفي إجابة على سؤال حول ما إذا كان وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد بحثوا طرح آليه معينة لتسريع خروج القوات الأمريكية والبريطانية من العراق أفاد معاليه أن المجلس بحث هذا الموضوع وأنه تم طرح بعض الأفكار مبينا أن دولة الرئاسة ستقوم بالاتصال بأمريكا وبريطانيا لمحاولة فهم الموضوع، وحول إذا ما كان الاستفتاء الذي سيجري في قطر لتغيير الدستور سيعني أنه تكون هناك مملكة جديدة على غرار ما حصل في البحرين أوضح معاليه أن الدستور الموجود في قطر هو دستور مؤقت معبرا عن اعتقاده بأن أمير قطر لا يفكر في أن تكون قطر مملكة، ورأى معاليه في إجابة على سؤال تعلق بإعفاء وزارة الدفاع الأمريكية لقواتها الجوية من عملياتها في العراق أن هذا مؤشر إيجابي أن ترجع القوات إلى بلدها ويستتب الأمن في المنطقة.
|