* عرعر - فايز الحويفي - سلطان القاران/ تصوير - السيد حسن:
نجونا من الموت عندما سقطت ثلاثة صواريخ بالقرب منا وعشنا خوفاً لم نعشه من قبل حتى وطأت أقدامنا أرض الحرمين بلادنا بلاد الأمن والاستقرار مع فلذات أكبادنا وشريكات حياتنا..
هكذا تحدث ل«الجزيرة» احمد عبدالعزيز العضيب وشقيقه فيصل الذي يصغره سناً في بداية سرده للمخاطر التي واجهتهما في طريقهم للعراق أثناء الحرب.
ويضيف أحمد: راودتنا فكرة الذهاب إلى العراق بعد ان قرأنا خبراً لاحد المواطنين السعوديين الذي قام باحضار زوجته بأمر من وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود فقد قررنا الذهاب الى العراق لاحضار زوجاتنا وفلذات اكبادنا من اجل ان يعيشوا بيننا في ظل الأمن والاستقرار، واستقللنا سيارتنا وذهبنا الى الاردن «منفذ الرويشد» ورغم النصائح المتكررة التي كانت تردنا من الكثيرين حول عدم الدخول الى العراق لخطورة الوضع هناك وتم التحقيق معنا من قبل السلطات الأردنية عن سبب الدخول الى العراق في هذه الأيام ثم افرج عنا فذهبنا الى سوريا للدخول من هناك عبر المنفذ السوري وقد لاحظنا هدوء المنفذ ولم يكن هناك سوى سائقي السيارات الذين يحملون العراقيين العائدين الى العراق. وللحقيقة - يضيف أحمد -: لم نشاهد أي معوقات اوصعوبات أثناء دخولنا عبر المنفذ السوري، وبعد ذلك اقبلنا على المنفذ العراقي وقد كان الطريق مليئا بالسيارات العراقية التي تعرضت للقصف الجوي وعند دخولنا المنفذ العراقي تم اعطاؤنا ورقة خارجية ودفعنا مبلغ 100 دولار لكل فيزه ولم يختم على جوازنا من قبل العراق.
وكنا نحصل على الوقود عن طريق المواطنين الذين كانوا يخزنون البنزين ويبيعون اللتر بدولار حيث كانت العملة السائدة هي الدولار وعندما حاولنا ان «نصرف» نقودنا لم نستطع إلا عن طريق بغداد.
وقبل ان نتحرك من النقطة رأينا عائلة عراقية طلب منها جندي أمريكي الوقوف فرفضوا فأطلق عليهم النار فنفقوا كلهم وكانت العائلة مكونة من امرأتين وثلاثة أولاد.
وعندما دخلنا الى بغداد رأينا عدداً من الجثث متفحمة في الشوارع وعندما حاولت الصرف على عملة الدولار وصفوا لي محلا لديه صرافة، ذهبت اليه فقال لا يوجد لدي صرف هنا ولكن اذهب معي الى البيت حتى اصرف لك وعندما ذهبنا الى البيت فقامت قوات من حزب البعث وطلبوا منا الانبطاح على الارض وقاموا بتفتيشنا.
وبعد ان دخلنا المنفذ العراقي ذهبنا الى الرطبة ثم اتجهنا الى الرمادي التي كانت هدفنا وفيها زوجاتنا وكنا نسلك الطريق الصحراوية لم نستطع ان نسلك الطرق المسفلتة لان اغلبها كان قد طاله الدمار، وعندما اقبلنا على زوجاتنا لم يصدقن أعينهن فبدأت الدموع تعبر عن الفرح.
وأثناء رحلتنا هذه كنا نسمع القصف جواً والخوف ملازماً ليلاً ونهاراً وكنا بالنهار نرى الأدخنة من كل جهة وقد ضرب قصر صدام حسين بالرمادي وكان يحترق حيث امكننا رؤية اللهب يتصاعد منه، ثم دخلنا بغداد من أجل ان نأخذ أوراق ثبوت الزوجية التي كانت عند اقرباء زوجاتنا هناك وعندما دخلنا الى بغداد وجدنا نقطة تفتيش عراقية داخل بغداد وطلبوا منا الاثبات وكان التفتيش قاسيا ودقيقا جداً وسألنا الجنود عن سبب المجيء الى هنا فأوضحت لهم الوضع وحجزونا لمدة ثلاث ساعات ولم ننفك منهم حتى اقتسمنا معهم فلوسنا قاموا بعدها باطلاق سراحنا ولكن كان معنا جوال الثريا مع العلم بأن الحكومة العراقية كانت قد رصدت خمسة ملايين دينار عراقي للذي يقتل شخص معه جوال الثريا ولكن نجونا ولله الحمد.
طريق العودة
ذهبنا الى الرمادي بعد ان حصلنا على أوراقنا الثبوتية ثم قررنا من هناك الذهاب الى السعودية وذهبنا بعد صلاة الفجر وعندما وصلنا الى المنفذ السعودي منفذ جديدة عرعر استقبلنا حرس الحدود السعودي وقال انتم بأمان ودخلنا المنفذ الذي استغرق مدة جلوسنا فيه 12 ساعة حتى جاء الاذن من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ال سعود وزير الداخلية. وبهذا انتهت هذه الرحلة العصيبة التي كنا فيها اقرب الى الموت في أكثر من موقع.
|