حقيقة لا أجد من العبارات والديباجات ما يمكن أن أقوله بمناسبة تحقيق الزعيم لكأس سمو ولي العهد الأمين (حفظه الله)، إذ لم يدع هذا العملاق لأي متحدث أو محلل أو معلق مهما أوتي من بيان ما يمكن أن يضيفه في مناسبة كبيرة كهذه أضحت من الأمور الاعتيادية جداً بالنسبة لمنوسبيه وأنصاره.. حتى وإن شكلت عند الآخرين أحد أهم المنعطفات التاريخية.. وهي تستحق أن تكون كذلك وإلا لما سعى لها الكل.
** إن قائمة الألقاب التي يتشرف الهلال بتحقيقها من الرحابة والسموق والوفرة أيضاً، مع تتابع تحقيق المزيد بحيث لم تبق لأحد ما يقوله من كلام ربما يكون له الوقع والصدى في أماكن أخرى.
** فلقد استنزف العملاق الأزرق من خلال سلسلة منجزاته العامرة والطويلة كل المفردات، واستحوذ على عيون الشعر وأجزل القوافي، ولذلك لم يعد لأي بليغ أو مفوه ما يمكن أن يقوله، اللهم إلا في حالة واحدة فقط ألا وهي ترديد ما سبق أن ردد وقيل على مدى «42» مناسبة كبرى كان هذا الزعيم هو سيدها وحامل لوائها.
** لقد أضحت مفردات «مبروك» وأخواتها من التكرار في القاموس الأزرق بحيث لم تعد تشغل أو تحتل من الحيز والمساحة الزرقاء أكبر من حجمها الطبيعي في عرف الكبار جداً نتيجة لتعدد وتكرار تبادلها.
** ويبقى الحديث عن نهائي الكأس الكبير والغالي من الثراء بحيث يتيح لكل من شاء أن يتناول الجانب الذي يريده من جوانبه الإيجابية المتعددة.
** وكون الجميع قد أجمع على نموذجية ذلك النهائي من كافة النواحي، لذلك لم يعد ثمة ما يدعو إلى الخوض في أي من التفاصيل المعتادة سواء الفنية أو التكتيكية، أو نجومية هذا أو ذاك من عناصر الفريقين، أو قدرة هذا المدرب أو ذاك على توظيف عناصر فريقه التوظيف الأمثل.
** وسأتجاوز ذلك كله لأشير فقط لبعض الملامح الإيجابية الأخرى.. والتي من أبرزها التسامي فوق الصغائر.. وتجلي المثالية والروح الرياضية على كافة المستويات من كلا الفريقين سواء داخل الملعب أو خارجه، وفي كافة المراحل سواء قبل اللقاء أو أثناءه أو بعده.
** وتوج ذلك من حيث النموذجية والحضارية اللافتة في التعاطي مع الحدث والمناسبة اختفاء الضوضاء والزحام والغوغائية التي عادة ما شاهدناها في مناسبات سابقة لأطراف أخرى على المنصة أثناء التتويج.. حيث شاهدنا المنصة آنذاك تتحول إلى أشبه ما تكون بأحد الحراجات الشعبية ساعة الذروة، والسبب أنه تم دعوة الجيران وجيران الجيران والأصدقاء لصعود المنصة إلى درجة نفاد الميداليات قبل أن ينتصف عدد الحضور من المستحقين والمدعويين.
** فلم نشاهد ليلة تتويج الزعيم على المنصة سوى نفر قليل جداً جداً من الكوادر الإدارية والفنية إضافة إلى لاعبي الفريقين، ما جعلني أجزم بأن الميداليات قد فاضت واستمتع الحضور والمشاهدون بمراسم تتويج خالية من الفوضوية.
** فتحية للهلال والأهلي، والمزيد والمزيد من الدروس، فهناك الكثير ممن هم بحاجة إلى الدروس والتأهيل في كيفية التعامل مع المناسبات الكبيرة عندما تقذف بهم الصدف إلى تلك الأماكن الرفيعة.
اليوم يتجدد لقاء الكبار
** الليلة تتجدد المتعة الكروية بلقاء يجمع بطل كأس سمو ولي العهد الأمين (هلال آسيا) ووصيفه قلعة الكؤوس وبطل العرب (الأهلي).
** لقاء الليلة يأتي في إطار منافسات البطولة الأكبر بعد أن أسدل الستار على منافسات البطولة الأعلى.. ولقاء الليلة يأتي بعد أسبوع من أحداث لقاء قمة الكأس بكل ما تخلله من لمحات فنية ورياضية وتنافسية غاية في الابداع والروعة، أعادت إلى المدرجات حيويتها وبهجتها، وإلى الروح الرياضية وهيبة الكرة الخضراء جزءاً كبيراً مما افتقدته على مدى عدة مواسم وعدة مراحل.
** فإذا كانت صفحة الكأس لهذا الموسم قد طويت من خلال ذلك اللقاء الممهور بأرقى الفنيات، فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن عجلة الإبداع والعطاء المتدفق قد توقفت، بل هو يعني بالضرورة أن ذلك أحد أقوى المؤشرات، على ارتفاع وتيرة الأداء الراقي، فضلاً عن كون مجمل الإيجابيات التي تجسدت وتخللت لقاء النهائي كانت بمثابة أقوى المحفزات صوب التطلع إلى ما هو أرقى وأجمل.
** لذلك أتوقع أن يحفل لقاء الليلة بالكثير من اللمحات التكتيكية والفنية والمهارية التي لا تتوفر إلا عند الهلال والأهلي بصرف النظر عن النتيجة.
والدعوة مفتوحة للبقية لاستيعاب المحاضرة جيداً والاستفادة القصوى من محتواها، فليس ثمة ما يعيب في الاستفادة من تجارب وخبرة وقدرات الكبار.
شوارد
الزملاء (حبشي وعدنان وعلي) وكل من لف لفهم (هاردلك)..!!
* بمشاهدة نهائي الكأس مرة ثانية وثالثة وجدت - من وجهة نظر خاصة - أن بعض الأقلام المحسوبة على الأهلي وبعض من يحبونه أيضاً ومن معهم من «كذابي الزفة» قد تجنوا على الأهلي كثيراً حين جردوه من أبسط حقوقه كفريق بطل (؟!).
* تابعوا ودققوا الكرات التي يشارك فيها ترينيو سواء هوائية أو أرضية لتتأكوا من أنه يجيد الضرب على الأرجل وعلى الرأس والأكتاف أكثر مما يجيد تسجيل الأهداف(؟!).
* دلق أحد الزملاء في هذه الصحيفة سلسلة من التساؤلات التي تقطر مرارة تتعلق بأحوال فريقه مع البطولات.. ثم أجاب على مجمل تساؤلاته في نهاية مقاله دون أن يدري، وتلك مأساة ألا يدري المرء أنه يدري (؟!!).
* أثبت تحكيم نهائي الكأس وللمرة الألف أن (العلة) لا تنحصر جميعها في أخطاء الحكام بقدر ما هي (صناعة) خاصة بإدارات أندية معينة، وفي تصرفات نفر قليل من حملة الصافرة ارتضوا لأنفسهم الارتهان إلى عوامل الفشل بانصياعهم لسبب أو لآخر لتأثيرات وتوجهات تلك الإدارات فسقطوا.. وبناء عليه فأنه لم يعد من اللائق بمن يعنيهم الأمر السكوت أكثر على ما يجري بعد أن تجلت الأمور وانكشف المستور، وتحددت مصادر القلاقل وإن كانت معروفة سلفاً.
دعوة رياضية مجانية
إذا تقطعت بك السبل.. وحاصرك الظلام، وتكالبت عليك المنغصات فانتظر ضوء الهلال.
|