يسعى كثير من السيدات والفتيات ممن يعانين من مرض السمنة المفرطة إلى إنقاص أوزانهن بحثاً عن الرشاقة والجمال ، إلا أن الدراسات الطبية المتخصصة أثبتت أن التخلص من السمنة يعني تجنب الكثير من الأمراض ، بل وعلاج عدد كبير من الأمراض المستعصية وفي مقدمتها السكر والضغط ، وتقليل احتمالات الإصابة بالسرطانات إلى أدنى حد ، شريطة اتباع الطرق الصحية للتخلص من السمنة .
د. عاطف البصاص استشاري جراحة المناظير بمستشفى الحمادي بالرياض يؤكد أن إحدى الدراسات الطبية التي أجريت على عدد من الحالات المرضية بالسكر وضغط الدم أثبتت أن تخفيض الوزن لدى الشخص بنسبة (20 %) من الوزن الأصلي فأكثر يؤدي إلى تحسن كبير عند مرضى السكر ونقص كبير في حاجتهم إلى أدوية السكر ، نفس الشيء بالنسبة لمرضى الضغط الذين تقل حاجتهم لأدوية الضغط مع انخفاض أوزانهم لأكثر من (20 %) من الوزن الأصلي ونفس الأمر ينطبق على مرضى تصلب الشرايين والذبحة الصدرية ، وغيرها من الأمراض الأخرى ، حيث ثبت وجود علاقة بين السمنة المفرطة ببعض السرطانات عند النساء ، منها سرطان الثدي ، والرحم ، وسرطان المبيض وسرطان القولون عند الرجال .
ويضاعف من أهمية التخلص من السمنة المفرطة ما يؤكده الدكتور عاطف البصاص في أن إحدى الدراسات الإحصائية أجريت ونشرت في مجلة طبية عالمية متخصصة في عام 1996م أثبتت ارتفاع نسبة السمنة بالمجتمع السعودي ، وأن هذه النسبة تعد ضمن مجموعة أعلى نسبة سمنة مفرطة في العالم ، حيث تبلغ نسبة السمنة لدى السيدات السعوديات (24 %) في حين تصل عند الرجال إلى (20 %) وهي نسبة عالية جداً مقارنة بالدول الأخرى ، حيث إن نسبة السمنة المفرطة في اليابان لا تتجاوز (2 ،7 %) ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية (13 ،5 %) ، وفي هولندا (11 %) وفي أستراليا (11 ،1 %) .
ويضيف الدكتور البصاص أن التقارير الطبية العالمية المعنية أثبتت التأثير الخطير للسمنة المفرطة على الصحة العامة وعلاقتها الوثيقة بالعديد من الأمراض المختلفة التي قد تؤدي بعضها إلى الوفاة المبكرة ، وبينت تلك الدراسات أن السمنة لها أسباب متعددة فهي إضافة إلى كونها تعتبر إحدى الأمراض المعقدة ترتبط بعلاقة وثيقة بطبيعة الحياة الاجتماعية والبيئية ، وتركيبات الجينات وغيرها من الأسباب الأخرى .
وأبان استشاري جراحة المناظير بمستشفى الحمادي بالرياض أن من أهم الأمراض التي عرفت بعلاقتها الوثيقة بالسمنة ، مرض التهاب وتآكل المفاصل الذي يصل إلى حد الاحتياج إلى تبديل المفاصل ، كذلك أمراض السكر والضغط وأمراض تصلب الشرايين والذبحات الصدرية ، وحالات العقم عند السيدات إضافة إلى فقدان الثقة بالنفس ، وحالات العزلة والاكتئاب النفسي ، وغير ذلك من الأمراض الأخرى التي لا يمكن حصرها ويكفي أن يذكر أنه في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية يتم صرف (8 %) من ميزانيتها الصحية على الأمراض المتعلقة بالسمنة المفرطة.
ويشير الدكتور البصاص إلى أن أفضل طرق التخلص من السمنة دون أي مضاعفات خطرة هي:
أولاً : تغيير طريقة الحياة ومحاولة تخفيف الوزن عن طريق ممارسة الرياضة المنتظمة واتباع نظام حركي منتظم .
ثانياً: اتباع الحمية بتخفيض كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص يومياً لأقل من (1 ،500) كيلو كالوري في اليوم الواحد ، والبعض يخفض السعرات الحرارية إلى أقل من (800) كيلو كالوري .
ثالثاً: استعمال الأدوية المحبطة للشهية أو الأدوية المخفضة لامتصاص الدهون ، وهي إحدى الوسائل الفعالة ، إلا أن الصعوبة تكمن في المحافظة على هذه الطريقة لفترة طويلة .
رابعاً: طريقة الجراحة ، وتعتبر من أقدم الطرق المستعملة ، وهي فعالة في تخفيض الوزن إلى الوزن المناسب للمريض ، وعن طريق الجراحة الحديثة التي تستخدم فيها المنظار يمكن إجراء العمليات التالية:
أ - استعمال الحزام المعدي الموزون ، وقد استعملت هذه الطريقة قبل عشر سنوات في أوروبا ، إلا أن نسبة نجاح هذه الطريقة في خفض الوزن قليلة جداً ، وخاصة على المدى البعيد إضافة إلى مضاعفاتها الكثيرة .
ب- عملية تصغير المعدة الطولي، وهي تعتمد على تصغير القدرة الاستيعابية للمعدة إلى ما يقارب 20 % وعزل الجزء الأكبر من المعدة دون إزالته ، وبالتالي تقل حاسة الجوع عند الإنسان ، ويشعر بالشبع بسرعة جداً ، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن بصفة منتظمة وجيدة ومريحة .
ج - عملية توصيل المعدة بالأمعاء ، وهي تعتمد على عاملين أساسيين هما تصغير حجم المعدة إلى حوالي (20 %) من حجمها الأساسي وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة مباشرة ، وبالتالي تقليل امتصاص المواد الغذائية إلى (50 %) من القيمة الأساسية ، وتعتبر هذه الطريقة إحدى الطرق الفعالة جداً في تخفيف الوزن .
|