من صحيح العبارات أن هذا الوطن يشتمل على خيرات وفيرة منَّ الله تعالى بها عليه على مر العصور ، ولعل من الثروات الموجودة المفقودة لو جاز التعبير تلك النعمة التي أوجدها الله تعالى في صدر كل أم ، ألا وهي حليب الأم ، ذلك الحليب الذي لا تضاهيه مادة أخرى مهما تفننت المصانع والمعامل في إنتاجها وتقليدها لخلق الله .
لطالما تحدث الأطباء عن فوائد الإرضاع الطبيعي ، ولطالما أكدوا على ذلك ، حتى إن القاصي والداني صار يعرف تلك الفوائد ، أو بعضها على الأقل ، ورغم ذلك ولأسباب قد نجهل بعضها لا تزال بعض الأمهات لدينا يترددن في تقديم نعمة خلقت من أجل أبنائهن وصحة فلذات أكبادهن .
إن الحمادي بسعيه الدؤوب نحو تقديم أفضل خدمة صحية ممكنة إنما يعتمد باستراتيجيته الناحية العلمية والتي لا تحيد قيد أنملة عن أخلاقيات هذا المجتمع المسلم الفاضلة ، تلك الإستراتيجية عبرنا عنها بأسلوبنا الحضاري على الدوام ، ولعل برنامج الحمادي لدعم وتشجيع الإرضاع الطبيعي هي إحدى تلك الخطوات المباركة التي نعمل عليها ، فبرنامجنا هو جزء من مجهود وطني كبير لجعل الإرضاع الطبيعية حالة وطنية تعني الأمة ككل ، ولكل هذا سخرنا إمكانياتنا البشرية من أطباء وكوادر وتمريض وإمكانياتنا المادية بعيداً عن أي عمل تجاري قد يفيد الشركات ويضر بعملية الإرضاع ، ودعمنا كل ذلك بالإرشادات العلمية المركزة وذلك بمجهود مكثف شمل المستشفى عموماً ، وأقسام النسائية والتوليد والأطفال وحديثي الولادة ، بحيث صارت الخطوات تنفذ يومياً ، وتتابع بشكل دؤوب ، وتجاوز الأمر حدود المستشفى لتكون لنا مشاركاتنا العلمية بأوراق عمل في مؤتمرات وندوات بخصوص الإرضاع الطبيعي، وما هذا إلا ضمن سلسلة البرامج التثقيفية المتواصلة التي يقدمها المستشفى خدمة لأبناء المجتمع قاطبة.
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة
|