* الرياض- واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وقوف المملكةالعربية السعودية مع الشعب العراقي ليتجاوز محنته وتقديم كل ما يمكن من مساعدات إنسانية واغاثية وغيرها لينعم بحياة معيشية كريمة آمنة.
جاء ذلك في كلمة لسمو وزير الداخلية إلى الاجتماع التشاوري الرابع لاصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القاها نيابة عن سموه معالي وكيل الوزارة الدكتور احمد بن محمد السالم.
وفيما يلي نص كلمة سموه . . معالي الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة للشئون الداخلية وعضو مجلس الوزراء رئيس الاجتماع الرابع التشاوري .. اصحاب المعالي الزملاء. . الاخوة الحضور .. يسعدني بداية ان ابعث اليكم من بلاد الحرمين الشريفين اطيب التحيات واصدق المنى بلقاء موفق بإذن الله .. وغني عن القول اهمية وجدوى التعاون الامني بين دولنا المتجاورة المرتبطة بحدود ومنافذ متعددة التي يعبر من خلالها يوميا الاف من ابنائنا الخليجيين والكثير من منتجات بلداننا .. لذا فإنه من مصلحة شعوب منطقتنا ومن اجل امنها ورفاهيتها وازدهارها ان تكون بين دولنا علاقات امنية قوية تترجمها الافعال قبل الاقوال ولعل ما يؤرقنا كثيرا في منطقةالخليج في الوقت الحاضر ما تعانيه جارتنا بلاد الرافدين من تردٍ في الاوضاع الامنية تصيب الشعب العراقي بحالة من الرعب والخوف واللا استقرار وفي هذاالمقام نؤكد وقوفنا إلى جانب ابنائنا العراقيين ليتجاوزوا محنتهم وتقديم كل ما يمكن من مساعدات انسانية واغاثية وغيرها لينعموا بحياة معيشية كريمة آمنة.
الاخوة الاعزاء . . ان ظاهرة الارهاب التي اجتاحت مختلف دول العالم وباتت اليوم شغله الشاغل طالما حذرنا من خطورتها وانعكاساتها على امن وسلامة الشعوب وتكررت نداءاتنا لمزيد من التعاون الامني والقضائي مع العالم الغربي في مواجهة هذه الظاهرة التي لا دين لها ولا جنس ولا تعرف زمانا أو مكانا الا ان تلك النداءات لم تلق اذانا صاغية فقبل حادث سبتمبر لعام 2001 م اتخذنا كدول عربية مجتمعة من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب سياسات وخططا وبرامج لمكافحة الارهاب لم يسبقنا إليها الاخرون ولعل ما يحضرني الآن هو ما توصلنا إليه في عام 1998م من اتفاقية عربية لمكافحة الارهاب في اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب تشرفت برئاسته ولعلكم - اصحاب المعالي - تتذكرون ما بذلته المملكة من جهود في استصدار قرارات عن المجلس للتصدي لجريمة الارهاب وغيرها من الجرائم الاخرى . . ولا غرابة في ان تأتي المملكة في طليعة الدول التي تقاوم الارهاب وتحاربه لأن الحكم فيها يستمد سلطته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واللذين هما دستور البلاد ومنهج الحياة وهما خير سلاح في مواجهة عناصر الارهاب والتخريب والفساد . . وهؤلاء الذين يروعون الامنين ويسفكون دماء الابرياءالمسالمين باسم الإسلام وتحت ردائه ابعد ما يكونون عنه واجهل ما يكونون بتعاليمه وقيمه السمحة. . كيف لا ؟ والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه { أّنَّهٍ مّن قّتّلّ نّفًسْا بٌغّيًرٌ نّفًسُ أّوً فّسّادُ فٌي الأّّرًضٌ فّكّأّنَّمّا قّتّلّ الناس جّمٌيعْا } فالاسلام هو نقيض للارهاب تماما والخلط بينهما فيه تجنٍ على عقيدتنا واساءة لديننا الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والتآخي والتآزر ونبذ كل انواع العنف والقسوة والحقد والكراهية.
وان كان ثمة خلل او تقصير فهو يكمن في الممارسات المتطرفة والمتزمتة من قبل البعض للدين الإسلامي وتطبيقاته وليس الدين في حد ذاته.كذلك نحن نميز بين الارهاب الذي يجب ادانته ومحاربته وبين حق الشعوب في الكفاح المشروع من اجل مقاومة قوى الاحتلال والعدوان وتحرير اراضيها واسترداد حقوقها وفقا للمواثيق والاعراف الدولية.ومن هنا يأتي تعاطفنا مع الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل كرامته وحريته واستقلاله ويتعرض في سبيل ذلك لكل انواع الاضطهاد والقتل والتشريد والتعذيب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الاخوة الحضور . . ان تحديات الامن جسيمة وعظيمة في ضوء المتغيرات والتطورات المتلاحقة وتسارع خطى الاجرام المنظم ولا يمكن لنا مواجهة هذه التحديات والحد من مخاطرها الا من خلال سعينا الجاد والحثيث على تطبيق الامن بمفهومه الشامل الذي يتطلب التعاون الايجابي والبناء ما بين الاجهزة الامنية من جهة والاجهزة الاعلامية والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية من جهة اخرى.
وهذه الاجهزة والفعاليات يجب ان تعمل في توافق وانسجام نحو هدف واحد مشترك الا وهو تعزيز دعائم الامن في بلدنا والبعد عن كل ما يعكر صفوه ويثير الفتن والقلاقل ويضعف من متانة وتماسك قواه الداخلية.
الاخوة الاعزاء . . ارجو من المولى عز وجل ان يجعل في لقائكم هذا كل الخير والبركة وان يتيح لكم فرصة التشاور وتبادل الاراء والافكار بما يعزز من مسيرةالعمل المشترك لدول مجلس التعاون ويساعد على تحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا في مجتمع خليجي اكثر امنا وازدهارا يكمل بعضه البعض في شتى نواحي الحياة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|