Thursday 29th may,2003 11200العدد الخميس 28 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
بوش في المنطقة لدعم خارطة الطريق أم لدعم شارون...؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

خطا الرئيس الأمريكي جورج بوش خطوة متقدمة لدعم مبادرته لتحقيق تسوية في الشرق الأوسط تنهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وألقى بكامل ثقله الشخصي والسياسي لإنجاح «خارطة الطريق»، حيث يشارك ولأول مرة في المفاوضات المباشرة لتفعيل هذه المبادرة، إذ يعتزم عقد قمتين في المنطقة وفي مكان غير بعيد عن موقع الصراع، إذ ترشح كل من شرم الشيخ والعقبة لمكان لعقد هاتين القمتين، وكلتا المدينتين لا تبعدان سوى كيلومترات قليلة فهما مدينتان حدوديتان لفلسطين ساحة الصراع، ويسعى الرئيس بوش في القمة الأولى التي ستجمعه برئيس الوزراء الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي شارون إلى تقريب وجهات نظر الطرفين، وفي القمة الثانية التي ستجمع الرئيس بوش ببعض القادة العرب المؤثرين يسعى الرئيس الأمريكي إلى طلب دعمهم ومساعدتهم لإنجاح الخطة التي كسبت زخماً بعد إعلان الفلسطينيين والإسرائيليين موافقتهما عليها رغم الاعتراضات الإسرائيلية التي تقلصت من مئة اعتراض - كما كان يقول شارون - إلى اثني عشر اعتراضاً تمثَّلت كما كشف عنها مدير مكتب شارون إلى الإدارة الأمريكية في الآتي:
1 أن يعمل الفلسطينيون على منع الإرهاب وإحباط العمليات وحل البنى التحتية للإرهاب وفقا لخطتي تينيت وزيني، ولا تفرض قيود على نشاطات الجيش الإسرائيلي ضد الإرهاب.
2 التقدم في تطبيق الخطة لن يكون إلا وفقاً لأداء الطرفين، وليس وفقا لجداول زمنية.
3 الرقابة على تطبيق الخطة ستكون بيد الولايات المتحدة وليس بيد الرباعية الدولية.
4 الدولة الفلسطينية ستقوم في حدود مؤقتة فقط باتفاق مع إسرائيل وفقط بعد الوقف المطلق للإرهاب وتغيير القيادة الفلسطينية. الدولة ستكون مجردة تماماً من السلاح.
5 يعلن الفلسطينيون بأن إسرائيل هي «دولة يهودية» (وهكذا يتنازلون عن «حق العودة»)، أو أن تلغى التصريحات الابتدائية للطرفين.
6 إنهاء المسيرة باتفاق دائم يؤدي إلى إنهاء النزاع ووضع حد للمطالب المتبادلة.
7 كل تسوية تتحقق في مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
8 لن يكون تدخل خارجي في مسائل الاتفاق الدائم.
9 الخطة ستقوم على أساس قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 فقط، وليس على «المبادرة السعودية» (التي تدعو إلى انسحاب إسرائيلي من كل المناطق).
10 السلطة الفلسطينية تجتاز إصلاحاً شاملاً.
11 الجيش الإسرائيلي ينتشر خارج مناطق السلطة وفقاً للظروف الأمنية.
12 الدول العربية تساعد المسيرة وتعمل ضد الإرهاب.
ويظهر من خلال نشر هذه الاعتراضات سعي شارون إلى وقف التآكل في صفوف حكومته اليمينية التي يعارض عدد من أعضائها الخطة بكاملها، حيث قرر عضوا كنيست من حزب الاتحاد القومي الاستقالة من الحكومة فوراً وهما أوري أريئيل وتسفي هندل من حركة «تقوما» المشاركة في حزب الاتحاد القومي. كما انضم إليهما عضو الكنيست اليميني المتطرف أرييه الداد من حزب موليدت العنصري المتطرف. ويؤيِّد هؤلاء الثلاثة الاستقالة فوراً من الحكومة الإسرائيلية في أعقاب موافقة الحكومة على «خريطة الطريق».
أما وزراء الاتحاد القومي (افيغدور ليبرمان، وبني ايلون) فيؤيِّدون الاستمرار بالحكومة. ويتشكَّل حزب الاتحاد القومي من 7 أعضاء، الأمر الذي يعني أن 5 منهم يؤيِّدون البقاء في الحكومة.
وقال افيغدور ليبرمان إنه سيبقى في الحكومة رغم معارضته خارطة الطريق حتى لا يمهد الطريق لانضمام حزب العمل إلى الحكومة.
وقال نائب الوزير، تسفي هندل، إن «خارطة الطريق» هي وثيقة خطيرة، ويضيف: «إنني على ثقة بأن السم الذي اخترق جدران مكتب رئيس الحكومة أيضاً، سرعان ما سيتلاشى، إذ إننا في صدد قرار إقامة «دولة إرهاب» حسب زعمه.
أما رئيس كتلة «هئيحود هليئومي» من حزب «يسرائيل بعليا»، أفيغدر ليبرمان، فقد جزم بأن وزراء «هئيحود هليئومي» سيتركون صفوف الحكومة فقط في حال بدأت تحركات جوهرية على أرض الواقع.
وكان ليبرمان قد قال مؤخراً «إنه طالما أن الأقوال سيدة الموقف وليست الأفعال فسنبقى داخل الحكومة».
وينظم مجلس المستوطات الصهيونية المتطرفة في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرة حاشدة في مدينة القدس المحتلة تحت شعار «أوسلو يثبت أن منح الإرهاب دولة هو أمر ممنوع»، وذلك احتجاجاً على مصادقة الحكومة الإسرائيلية على خارطة الطريق.
ويعتزم المنظمون دعوة وزراء وأعضاء كنيست من الليكود والحزب الوطني اليهودي المتدين (المفدال) ومن حزب «هئيحود هليئومي» (الاتحاد الوطني إسرائيل بيتنا) الذين صوتوا ضد خارطة الطريق.
ويهدف منظو المظاهرة بهذه الخطوة إلى تشكيل ما أطلقوا عليه «الحائط السياسي» المضاد لرئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون.
وأفاد مصدر في مجلس المستوطنات: «إن الهدف هو أن يقوم، على سبيل المثال، سكان مستوطنة «عوفرا» بحملة أطرق الباب في مدينة القدس ويعرضون أفلاماً وأشرطة فيديو لشرح لماذا خارطة الطريق سيئة لإسرائيل.
أمام كل هذه التحركات يحاول بوش دعم شارون في وجه المعارضة اليمينية ولذا حضر إلى المنطقة لإنجاح خطته، ولكن السؤال هل ينجح بوش في إقناع شارون بتنفيذ الخطة، أم أن شارون سيستغل اعتراضات اليمينيين لتقليص «خطة الطريق» وتفريغها من محتوياتها الجوهرية لتصبح بلا معنى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved