* بغداد كمال طه أ ف ب:
تظاهر مئات من موظفي وزارة الإعلام العراقية ومن طلاب كلية الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية في بغداد احتجاجا على قرار الإدارة المدنية الأمريكية حل وزارتي الإعلام والدفاع.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن موظفي وزارة الإعلام تجمعوا أمام مبنى الوزارة الذي استهدفه قصف قوات التحالف الأمريكي البريطاني ثم تعرض للنهب والسلب والحرق، مؤكدين على اللافتات التي رفعوها أنهم «ليسوا أبواق نظام بل مواطنون مدنيون».
كما رفعوا لافتات كتب عليها باللغة الإنكليزية «لماذا نخسر وظائفنا؟» و«أين حقوق الإنسان؟» و«أريد عملي» و«منتسبو وزارة الإعلام يطالبون بصرف رواتبهم وإعادتهم إلى العمل».
وأعلن الحاكم المدني الأمريكي الأعلى للعراق بول بريمر الأسبوع الماضي حل القوات العراقية المسلحة ووزارة الإعلام وغيرها من الهياكل الأمنية التي كانت تابعة لنظام صدام حسين.
وقالت بشرى عبد المهدي العاملة في صحيفة «عراق ديلي» التي كانت تصدر عن الوزارة باللغة الإنكليزية «نحن موظفون نعمل للدولة العراقية ولا نعمل لأي حزب فلماذا يأتي الأمريكيون الذين قالوا في البداية سنحرركم ليطردونا من وظائفنا؟».
وأضافت «كيف لي بعد هذا اليوم أنا أعول بناتي الأربعة»، مؤكدة أن «الأمريكيين إذا استمروا في تصرفاتهم هذه فإنهم لن يكسبوا أصدقاء بعد اليوم بل أعداء ولن يعيشوا بحرية وأمان في هذا البلد».
أما دلشاد أيوب سعيد الموظف في دائرة الإعلام في الوزارة فقد رأى أن«العراقيين المعارضين القادمين من الخارج على ظهر الدبابات الأمريكية مسؤولون عن طردهم من وظائفهم لأنهم يريدون تحقيق مصالحهم الشخصية».
وأضاف «نحن عراقيون نخدم بلدنا سواء كان صدام موجودا أو غير موجود»، متسائلاً «هل ديموقراطية الأمريكيين الموعودة أن يطردوا الموظفين من دوائرهم ويتركوهم من غير مصدر رزق؟».
من جهته أكد رئيس المحررين في وكالة الأنباء العراقية نزار الصافي ضرورة أن يكون الأمريكيون «جادين فعلاً في مساعدة العراقيين على إيجاد وظائف أخرى»، وقال «حتى أوراقنا الشخصية وملفاتنا كلها احترقت ولا نعرف إلى أين نذهب وماذا سنفعل في المستقبل».
من جانبه اعتبر سكرتير تحرير في وكالة الأنباء العراقية فاضل البدراني أن «هذا القرار الذي يشمل 4700 موظف يلحق الضرر بآلاف العائلات».
وتوجه الموظفون سيرا على الأقدام من الوزارة إلى القصر الجمهوري حيث مقر الإدارة الأمريكية، وقد سلموا بول بريمير الحاكم الأمريكي للعراق رسالة أكدوا فيها أنهم «لا يريدون الخمسين دولاراً التي وعدونا بها بل نريد العمل»، على حد قول سعد الحمداني الموظف في دائرة الإعلام.
وأضاف «كنا مضطهدين من النظام السابق والآن لا نريد اضطهادا أكبر من الأمريكيين».
وكانت وزارة الإعلام العراقية تضم دوائر عدة منها وكالة الأنباء العراقية وخمس صحف رسمية («الثورة» و«الجمهورية» و«العراق» و«القادسية» و«عراق ديلي» الناطقة باللغة الإنكليزية).
كما تضم مراكز أبحاث ومجلة «الف باء» ودوائر فرعية عديدة مثل دار الحرية للطباعة ودار الثورة للصحافة.
وأمام القصر الجمهوري أيضا، تظاهر مئات من طلاب كلية الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية احتجاجا على قرار الإدارة المدنية الأمريكية حل هذه الوزارة التي تنتمي كليتهم إليها.
ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها «طلاب وكادر كلية الهندسة العسكرية يتساءلون عن مستقبل كليتهم».
وقال الأستاذ كاظم عبد الشمري لوكالة فرانس برس «نريد عودة الكلية لاستئناف دراستها»، مؤكدا ضرورة «ضم الكلية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أسوة بقرار ضم أطباء وزارة الدفاع إلى وزارة الصحة».
وأضاف أن «كل ما نطالب به هو تحويل جامعاتنا إلى جامعات مدنية لكي نفيد البلد والمجتمع وأن لا نكون مشردين بلا عمل».
وكانت كلية الهندسة العسكرية أسست في 1973، وهي تضم أكثر من ألفي طالب ولا يقل عدد المدرسين فيها عن 300 شخص.
من جهته، قال طالب الدكتوراه في الكلية أمجد جليل إن الكلية كانت «تابعة لوزارة الدفاع وأصبحنا بين يوم وليلة في الشارع رغم عودة جميع طلاب الجامعات والمعاهد العراقية إلى دراستهم».
وأضاف «نريد من الأمريكيين أحد أمرين: إما أن يستأنف العمل بكليتنا أو يتم نقلنا ودمجنا بالكليات المدنية لأننا طلاب هندسة وموادنا الدراسية لا تختلف كثيرا شيئا عن المواد التي يدرسها» طلاب هذه الكلية.
|