* لندن أ ش أ:
تقدم 70 نائبا بريطانيا (من بينهم 53 نائبا عن حزب العمال الحاكم) بطلب الى مجلس العموم البريطاني يطالبون فيه باستجواب بلير حول ملفه الذي زعم امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها حتى الآن.وقالت مصادر برلمانية بريطانية يوم الثلاثاء ان النواب (المتوقع ان يتزايد عددهم طالبوا) بلير بإثبات صحة ادلته المزعومة وتعهدوا بالاستمرار في حملة تستهدف فضح اكاذيبه بشأن تلك الاسلحة.
وأشارت المصادر (التي فضَّلت عدم كشف هويتها) ان رئيس الوزراء البريطاني يواجه ضغوطاً برلمانية وقانونية واعلامية شديدة نتيجة لفشل القوات البريطانية والأميركية في العثور على اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق وعجزه عن تفسير الغموض والتناقض في مبررات الحرب.
وأوضحت المصادر ان جولة بلير في منطقة الخليج والتي تضم زيارة للكويت والعراق والتي ستتزامن مع جولة مشابهة للرئيس الامريكي جورج بوش تستهدف التقليل من تلك الضغوط الداخلية المتزايدة حول هذا الموضوع .
وكانت صحيفة الاندبندنت قد شنت في مقالها الافتتاحي هجوما قاسيا على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسبب فشل قوات التحالف في العثور حتى الآن على أسلحة الدمار الشامل التي شنت من أجلها الحرب على العراق.
وتحت عنوان لا نستطيع تركهم يفلتون بها فندت الصحيفة الخطاب الشهير الذي ألقاه بلير أمام البرلمان البريطاني في مارس الماضي وقبل يومين من شن الحرب على العراق والذي قالت إنه أحد أشهر وأهم الخطب السياسية في حياة بلير.
وأوردت الصحيفة الفقرات الهامة التي لجأ فيها بلير الى حجج سطحية على حد قول الصحيفة للتدليل على وجود أسلحة دمار شامل في العراق استنادا الى معلومات استخباراتية رافضاً الكشف عن مصادر هذه المعلومات ومتجاهلاً في الوقت نفسه كل الآراء التي دلَّت على أن العراق كان يتعاون بالفعل مع مفتشي الأمم المتحدة ومنها رأي وزير الخارجية الأسبق روبن كوك الذي أكد نجاح سياسة احتواء النظام العراقي.
وأضافت الصحيفة ان قمة الاثارة جاءت في الجزء الأخير من الخطاب والذي أشار فيه الى امكانية حصول التنظيمات الارهابية على أسلحة الدمار الشامل العراقية مما يشكل خطرا على الأمن العالمي، متجاهلاً أن الجماعات الارهابية ليست في حاجة إلى أسلحة دمار شامل لشن هجمات ضد أي أهداف.
وأوضحت الاندبندنت ان بلير بعد ان انتهت الحرب اتخذ موقفا مغايرا وحين أكد انه لا داعي للعجلة للعثور على هذه الاسلحة فيما قال وزير الخارجية جاك سترو انه ليس من المهم العثور عليها ولكن يجب الا يفلتوا بفعلتهم.
وأكدت الصحيفة ان ماجاء في خطاب بلير المشحون عشية الحرب له ثلاثة تفسيرات الاول ان بلير كان يكذب والثاني انه قفز الى استنتاجات خطيرة بناء على معطيات ساذجة ومعلومات قديمة وكلا السببين قد يدمر مستقبله السياسي.
اما السبب الثالث وفقا للاندبندنت فهو ان الاسلحة موجودة بالفعل وفي هذه الحالة على بوش وبلير العثور عليها وعرضها على العالم بأسرع وقت ممكن والا فإن احدا لن يصدق بلير عندما يتكلم مرة أخرى.
|