في المؤتمر الأوروبي المتوسطي وخلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى رام الله وزيارة منسق الأمم المتحدة لعملية السلام إلى بيروت تعززت خلال كل هذه الاحداث والزيارات المواقف المتقاربة الأوروبية العربية تجاه التسوية من خلال اظهار المساندة، خصوصاً، للموقف الفلسطيني من خطة الطريق.
ففي بيروت أشار تيري لارسن منسق الأمم المتحدة لعملية السلام إلى أن عدداً من الخطوات التي تتضمنها خريطة الطريق تم تنفيذها من الجانب الفلسطيني حتى قبل أن يبدأ العد التنازلي للتنفيذ.. وهذه ملاحظة تسجل لصالح الجانب الفلسطيني.
ونشير إلى أن مراقبة تنفيذ خطوات الخريطة هي أمر تضطلع به كافة الاطراف التي أعدت هذه الخريطة المتمثلة في اللجنة الرباعية المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وعلى النقيض من التقارب العربي الأوروبي تحاول إسرائيل ابعاد أي دور أوروبي في مراقبة التنفيذ بل أي دور غير أمريكي وذلك بسبب المواقف الموضوعية للاتحاد الأوروبي بصفة عامة من هذا الصراع.
وضمن هذه المواقف الإسرائيلية نشير إلى رفض شارون المسبق لمقابلة وزير الخارجية الفرنسي قبل زيارته للمنطقة فيما التقى الوزير الفرنسي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مؤكدا بذلك على دور الرئيس الفلسطيني وهو دور تحاول تهميشه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وخلال الاجتماع الأوروبي المتوسطي في جزيرة كريت تبلور بوضوح التقارب العربي الأوروبي تجاه خريطة الطريق مع تأكيد الطرفين على ضرورة عدم التعديل في الخطة.
وبينما تحظى اسرائيل بدعم أمريكي لمواقفها بما في ذلك ما ابدته واشنطن من تفهم لاعتراضات إسرائيل على الخريطة، وهو أمر يعني ضمن اشياء عديدة امكانية التعديل، فان الجانب الفلسطيني والعربي بشكل عام يحتاج إلي حليف قوي لمساندة مواقفه الإيجابية تجاه هذه الخريطة ويثمن هذه المواقف باعتبار انها اضافة حقيقية للسلام وسعى جاد باتجاهه، ويؤمل أن تكون أوروبا دائماً تؤدي هذا الدور ليتحقق قدر من التوازن مع الجانب الآخر على الرغم من الثقل الكبير للدور الأمريكي.
|