Thursday 29th may,2003 11200العدد الخميس 28 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أشارك د. الهويمل وأضم صوتي إلى صوته أشارك د. الهويمل وأضم صوتي إلى صوته

في يوم الثلاثاء 12/3/1424هـ تحدث الدكتور حسن بن فهد الهويمل في جريدتنا الجزيرة بمقال تحت عنوان:{قٍلً هّذٌهٌ سّبٌيلٌي أّدًعٍو إلّى اللهٌ عّلّى" بّصٌيرّةُ أّنّا وّمّنٌ اتَّبّعّنٌي} [يوسف: 108] وكان الباعث على المقال فيما يبدو لي هي مقالة لبعض الكتاب انتقد فيها المعلم وممارسته الدعوة داخل المدرسة وانتقد ايضاً الكثافة الدعوية التي تمارس في بلادنا ولو ان الكاتب انتقد بعض التطبيقات او بعض الممارسات او بعض الاساليب المستخدمة في الدعوة لما حدث هذا الاشكال ولكنه عمم المسألة ووسع القضية فتناول المعلم وانتقد المشروع الدعوي الذي اقامته وزارة الشئون الاسلامية تحت شعار «كن داعياً» حتى فواتير الكهرباء طالما نقد الكاتب. والدكتور حسن اجاد في عرضه وفي طرحه ولكنني اجدها فرصة هنا لأشاركه هذا الطرح لأن الدعوة الى الله حقيقة هي اصل رسالة المعلم والمسلم عموماً بل هي مشروعنا الحضاري الذي نحاور ونناقش به الامم ولن نرقى ونتقدم حتى نفهم هذا الخطاب الذي هو بحاجة الى دراية وحكمة واسلوب راقٍ بالعرض والطرح وما انتشر الاسلام واضاءت حضارته الامم الا عن طريق هذا الخطاب.. والدعوة الى الله مشروع واسع وميدان فسيح لا يقتصر على ممارسة ضيقة او يتوقف عند تطبيق خاطئ.. الدعوة الى الله مشروع حياتي متكامل متوازن يدعو الى الخير والى الرقي بالدنيا والآخرة.. يدعو الى عمارة الكون وسعادة وجمال الحياة فالاسلام جاء ليحيي القلوب ويسعد النفوس ويرقي بالمجتمعات ويشيد الحضارات حضارة القيم والمبادئ.. حضارة الخير والسعادة والصلاح حضارة.. ان يعيش الناس براحة وطمأنينة وسلام وهذا الدين نعمة للبشر ومنحة من الله سبحانه وتعالى فهو نظام حياة وقانون سعادة، منهج متكامل لا تستطيعه ولا تدركه عقول البشر البسيطة الضعيفة.. والمسلم بمشروعه السامي النير مباركاً اينما حل {وّجّعّلّنٌي مٍبّارّكْا أّيًنّ مّا كٍنتٍ} [مريم: 31] فهذه القيمة والفكرة السامية الراقية المتحضرة التي يحملها تشع وتعم اضاءتها سائر المكان وينتشر خيرها ويعم نفعها لأن هذه الدين السماوي «الاسلام» غرس في نفسية المسلم وفطرته حب الخير والبعد عن كل الطرق الموصلة الى «الشر» فأنّى اتجه العبد المسلم سواء كان معلماً او موظفاً او حتى رجلاً عامياً لا يقرأ ولا يكتب فهو رسول هذا الدين ومعلم هذا الخير يحمل في داخله عقيدة الاسلام ويبلغ ما تعلمه وما يفهمه عن هذا الدين «بلغوا عني ولو آية» كما قال الصادق المصدوق عليه افضل الصلاة واتم التسليم فكلنا دعاة وكلنا نريد الخير ونأخذ بأيدي الناس الى الصراط السوي ونحذرهم ونبعدهم عن كل الطرق المنحرفة الملتوية المظلمة. الجامعة والمدرسة سوق تربوي دعوي كبير ومن هنا جاءت رسالة المعلم عظيمة ومسؤولية كبيرة فالمدرسة بمثابة الارض الطيبة والطالب هو البذرة التي تتخلق داخل هذه الارض واما العلم فيأتي دوره ويأتي مجال دعوته وتربيته وهو متابعة تطورات وتفلق هذه البذرة فيراعيها ويساعد على نماء سوقها واخضرارها بمدها وتزويدها بالعناصر شتى التي تقويها وتدفعها للايناع والانتاج. المعلم مشروع دعوي وتربوي واسع لا تتوقف مهمته وتفرغ كل طاقته عند الوعظ وتوزيع الكتيب والشريط المزهد بالدنيا والمرغب بالآخرة هذا جانب مهم ويحث عليه ديننا الحنيف «كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل» او كما قال عليه الصلاة والسلام ولكن هناك جوانب تكاملية اخرى مهمة بل هي صحيحة في تربية وتأصيل النشء ايضا في بناء شخصيتهم والارتقاء بأفكارهم وعقولهم ومن اعمق الاشياء في التربية ويجب على «المعلم» ان ينتبه لها ويهتم بها وخاصة في المراحل الاولية من تعليمنا هي المبادئ والقيم والاخلاق السامية التي يمتلئ بها ويتأسس عليها ديننا الحنيف لانها هي الارض والاساس في تكوين وبناء شخصية الطالب وهي كذلك مصدر تفوقه ونجاحه في دنياه وآخرته ويذكر ان «كبي» احد العلماء القريبين المتخصصين في البحث عن النجاح امضى من عمره 25 سنة يبحث عن اسرار هذا النجاح فوجد ان الذي يقف خلف نجاح الفرد هو هذه المبادئ السامية مثل الصدق والامانة والعدل.. الخ وقد دعا اليها وحث عليها ديننا الاسلامي منذ زمن قبل ان يعرفها «كبي» ويمضي من عمره 25 سنة في البحث عنها.فالمعلم يجب ان يمثل «المرجعية» ومصدر القدوة في ارض المدرسة وامام الطالب ويساهم في غرس المبادئ والقيم التي تضيء مستقبل الطالب وترسم طريق حياته وسعادته الاخروية والدنيوية ولا يكون عمله آلياً خاوي الروح والمعنى بحيث يعطي بقدر ساعات الاتفاق والشرط بينه و بين الوزارة.. المعلم ارقى من ذلك واسمى ففي داخله تضيء عقيدة الاسلام وحمل مسؤولية وامانة كبيرة وهي ان يصنع جيلاً ويؤسس لحضارة ويبني امة.. المعلم لا يتوقف عطاؤه ولا يختزل ويختصر عند معلومة او مسألة يوضحها ويوصلها للطالب.. المعلم داخل المدرسة وفي قاعة الدروس عطاء متجدد وينبوع يتدفق لا ينفد ولا ينضب والمعلم الذي يكون المنهج وفقراته هو مصدر الارتباط والعلاقة بينه وبين الطالب فلا يناقش ويحاور ويقيس عقلياتهم ومستوى تفكيرهم ولا يتعمق في نفسياتهم ويحرك ويفعل طاقاتهم الابتكارية والابداعية ويفهم سلوكياتهم..يغير ويقوم السلوك المختل والعادات السيئة ويحرك ويشجع على العادات الحسنة الايجابية التي تسهم في بناء وتقوية الشخصية.. المعلم الذي بهذا الشكل توقف دوره عند مسألة يوضحها لا يدرك معنى الرسالة العظيمة والامانة الكبيرة التي تحمل مسؤولياتها ولا يدرك قيمة مهنته ومكانتها ودورها الفاعل في تنشئة الجيل وبناء المجتمع وتكوين الامة وصناعة الحضارة وفي الاخير فان اليهود خمساً وعشرين مليوناً يعملون الليل والنهار لصالح امتهم اليهودية وينتمون لها ويتفانون في خدمتها حتى استطاعوا ان يجعلوا من هذه الاقلية المشتتة المطاردة من قبل العالم تسود وتسيطر على العالم وتمتلك مقدراته اليوم بينما نحن المسلمين يصل عددنا الى مليار ومئتين ومعنا الدين الحق عقيدة الاسلام ومع ذلك لا تجدنا الا في مؤخرة الامم ضعفاً وذلاً وهواناً وذلك بسبب الانقسامات والاقتتال الذي نحييه فيما بيننا دائماً ندور حول انفسنا ونزيد من جراحاتنا بهذه الخلافات التي تجد سوقاً رائجة في مجتمعنا المسلم.. اتمنى من امتنا المسلمة ان تنبذ كل خلافاتها وتوحد صفوفها وتنظم بيتها المبعثر وتتماسك وتكون كتلة وقوة كما كانت في السابق حتى لا يشق صفها المفرض ولا يستطيع زعزعتها واختراق جدارها العدو.

خالد عبدالعزيز الحمادا ثانوية الامير عبدالله - بريدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved