Thursday 29th may,2003 11200العدد الخميس 28 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صحيفة إسرائيلية تنشر اعترافاً صحيفة إسرائيلية تنشر اعترافاً
قوات الاحتلال تقتل الرياضيين وتصفي الكثيرمن أعضاء المنتخب الكروي الفلسطيني

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عمر شوقي:
نشرت صحيفة «كول هزمان» الإسرائيلية أخيراً تقريراً حول اعتراف صريح بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل وتستهدف الشباب الرياضي وتصفي نجوم المنتخب الوطني الفلسطيني بكرة القدم باعتباره رمزاً من رموز الدولة الفلسطينية تحت التأسيس والذي يعتبر الشباب العمود الفقري لها.
وقامت الصحيفة بعرض حصاد الجيش الإسرائيلي للرياضيين الفلسطينيين وقارنت بين وضع كان فيه منتخب فلسطين لكرة القدم محط انظار العالم خاصة في أعقاب حصوله برونزية الدورة العربية التاسعة في الأردن في أول مشاركة له على الصعيد العربي واستقبال الشعب الفلسطيني عناصر المنتخب استقبال الأبطال وحملوهم على الاعناق، وكشف التقرير أيضاً عن محاولات إسرائيلية مكثفة لاختراق المنتخب وحمله على قبول الترويج لمنتجات يدعو الرأي العام العربي لمقاطعتها مثل مشروب الكوكاكولا أو ملابس ديادورا وقد بدأت حملة الاغتيالات الإسرائيلية باغتيال اللاعب طارق القطو لاعب ثقافي طولكرم والمنتخب العسكري الذي بزغ نجمه وكان موهوباً حيث تم تعيينه في جهاز الأمن الوقائي وتكريماً لذكرى الشهيد تم اقامة دورة سنوية تحمل اسمه في مدينته طولكرم التي كان كابتن فريقها وحصل معها أكثر من مرة على العديد من البطولات، ولم يكن القطو الوحيد الذي تعرض للاغتيال من قبل قوات الاحتلال بل هو في الواقع واحد من بين مائتي شهيد فلسطيني رياضي على رأسهم حارس مرمى المنتخب السابق ماجد رضوان الذي تم اغتياله بإطلاق قذيفة دبابة عليه ليسقط على الفور مستشهد معه أحد اصدقائه.
وقد ناقض التقرير الإسرائيلي نفسه عندما برر ارتفاع نسبة الشهداء من الرياضيين البارزين بقوله ان عدداً كبيراً منهم يتم تعيينهم في أجهزة الأمن الفلسطينية ما يعرضهم للاغتيال ثم اعترف التقرير في فقرة تالية بأنه حتى الرياضيين الذين لا يعملون في الأجهزة على الإطلاق كثيراً ما يخرجون للمشاركة في المظاهرات ويعودون لمنازلهم في صناديق الموتى.
وأشار التقرير أن رصاص القتلة الإسرائيليين طال أيضا نجم فريق رام الله صلاح إبراهيم الذي تم تعيينه في الشرطة الفلسطينية كنوع من التكريم له، وكذلك قتل إبراهيم أبو شرار هداف فريق نادي التفاح الرياضي الذي استشهد في مقر الرئاسة في غزة كونه يعمل في قوات حرس الرئيس، كما طال الاستهداف الحكم الدولي الشهير كمال سالم خلال عمله كمسعف في طولكرم فقد أردته قوات الاحتلال لمجرد محاولته تقديم إسعافات أولية لجرحى الانتفاضة رغم أن لباسه واضح ومميز كمسعف ومدرب المنتخب الفلسطيني لكرة اليد جميل الصباغ والذي استشهد في مقر عمله نقيب في القوات البحرية وهو يعتبر من خيرة المدربين حيث حصل على دورة متقدمة قبل أشهر من معهد لايزبيغ من ألمانيا وأشرف على تدريب نادي غزة الرياضي والمنتخب الوطني الفلسطيني لكرة اليد وأيضاً ماهر عبيد ابن 22 ربيعاً وهو البطل الأولمبي صاحب الحزام الأسود في الكراتيه لم يكن أفضل حظاً من أقرانه حيث تم اغتياله في نفس موقع اغتيال الطفل الشهيد محمد الدرة.
فالصحيفة الإسرائيلية كفتنا مؤونة اثبات ان المؤامرة مخططة عندما ذكر أن مسلسل الاغتيالات ضد نجوم الرياضة وصل مؤخراً للأخوين سعيد وعلاء الحلو اللذين تم اغتيالهما بقذيفة داخل فناء منزلهما بغزة، مزقت جسديهما إلى أشلاء فقد كانا نجمين بفريق التفاح في غزة بينما كان الشهيد سعيد ضمن عداد صفوف المنتخب الأول والشهيد علاء تم اختياره ضمن صفوف المنتخب الأولمبي.
واشارت الصحيفة بأن النشاط الرياضي والمسابقات الرسمية في فلسطين متوقف منذ أكثر من عامين والأنظار تترقب الآن بطولة كأس فلسطين بمشاركة 32 فريقاً من غزة، ونظرا لظروف الاحتلال واستمرار المذابح في المدن الفلسطينية والإغلاقات المتواصلة التي أدت إلى تجميدها وستجري فوق سبعة ملاعب من بينها ملعب الشهيد محمد الدرة والذي أثار حفيظة الإسرائيليين اطلاق اسم الشهيد الطفل محمد الدرة الأسطورة على ملعب لكرة القدم في المنطقة الوسطى لمحافظات غزة وهو اسم سيتردد كثيراً في نقل أحداث المباريات وسيعيد للذاكرة والاذهان دائما قصة استشهاده أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
ويبدو أن المخطط الإسرائيلي ضد الرياضة الفلسطينية بشكل عام والمنتخب الوطني الكروي بشكل خاص بدأ في أعقاب النقلة النوعية والمستوى المشرف الذي ظهر به المنتخب الفلسطيني واستضافته فريق نادي الزمالك المصري على ملعب فلسطين في غزة، حيث توجه مخرج إسرائيلي تابع للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي لمرافقة الفريق لعدة أيام قام خلالها بمتابعة وتصوير اللاعبين عن قرب ربما استخدمت هذه الصورة والأفلام في مسلسل الاغتيالات فيما بعد، فلم يعد الفقر وقلة الإمكانيات الحاجز الوحيد أمام الرياضية الفلسطينية فمعظم اللاعبين لا يجدون مورد رزق أو حتى مأوى صحياً لهم الأغلبية تقيم في مخيمات في مساحات لا تزيد على ثلاثين متراً.
وحسب المصادر الإسرائيلية التي تروج بأن منتخب الأقصى تسيطر عليه عناصر إسلامية إرهابية متشددة ولذلك منعت القوات الإسرائيلية لاعبيه من السفر إلى السعودية للمشاركة في دورة الاندية العربية مؤخراً مع أن الصحيفة أوضحت في تقريرها بأنه وفي أعقاب هذه التطورات الدامية وتقطيع أوصال فلسطين تأسس في الضفة الغربية منتخب من أبناء الضفة فقط حمل اسم منتخب القدس بينما تم تجميع منتخب آخر في غزة تحت اسم الاقصى.
وكذلك منعت لاعبين وهم صائب جندية ومحمد الجيش الأول هو قائد المنتخب والثاني هداف المنتخب من السفر للأردن عن طريق معبر رفح للانضمام لصفوف فريقهما كونهما يلعبان كمحترفين في أندية الحسين اربد والجزيرة الأردنيين رغم تدخل العديد من الجهات الرسمية،
وهذا يعتبر نوعاً من الإذلال والهيمنة بعد أن نهض الشباب الفلسطيني بالرياضة والارتقاء بها لمستويات قارية ودولية لما يتمتع به من إرادة وعزيمة قوية تفوق كل تصور ولم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي بالإجراءات التي تتخذها لإعاقة مسيرة الرياضة الفلسطينية وقتل الرياضيين وحرمانهم من السفر وقصف المنشآت الرياضية وتدميرها بل وصل بها الحد لاستغلال المحافل الدولية لوصفهم بالإرهاب لذلك فإن إسرائيل تتخذ كافة الأساليب المشروعة وغير المشروعة لمحاربة الرياضة الفلسطينية بشتى الوسائل والطرق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved