أكدت دراسة طبية أجريت على عدد من المرضى بالربو تراجع معدلات الإصابة بالنوبات الفجائية الحادة والمتفاقمة نظراً للتقدم الكبير في وسائل علاج الربو القصبي وإجراءات العناية بمرضى الربو عموماً، إلا أن ذلك لا ينفي وجود مخاطر جسيمة تسببها هذه النوبات الحادة الفجائية المتفاقمة بسبب مقاومتها لوسائل العلاج الاعتيادية.
ويوضح د. محمد موسى عريقات استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الحمادي بالرياض أن هذه النوبات الربوية الفجائية الحادة والمتفاقمة حالة طارئة شديدة الخطورة، ومقاومة للعلاج الذي يستجيب له المريض في الحالات الاعتيادية، مشيراً إلى أنها تظهر غالباً في حالات الربو عند الشباب ومتوسطي العمر من الذين يشكون من أزمات ربو شديدة متكررة نتيجة لعدد من العوامل المسببة أهمها: استعمال المواد والأدوية المعروفة بأنها تسبب حساسية للمريض المصاب بالربو خاصة مسكنات الألم غير الستيروئيديه (كالأسبرين والفولتارين - والبروفين وغيرها)، وكثرة استعمال الأدوية المهدئة لمرضى الربو الذين يشكون من أعراض نفسية والتأخر في استعمال الأدوية المحتوية على الكورتيزون رغم عدم تحسن حالة المريض بعد استعمال كميات عالية من موسعات القصبات الهوائية.
وفيما يتعلق بالأعراض المميزة لهذه النوبات الفجائية يقول د. عريقات:ك تبدأ بالأعراض التنفسية على شكل ضيق حاد في التنفس مع استحالة التكلم والتقشع أو القيام بأي مجهود، وأحياناً تظهر حركة القفص الصدري غير منتظمة وعشوائية، وبالفحص بالسماعة يظهر انعدام أو شبه انعدام للأزيز الربواني المعتاد سماعه في أزمات الربو، وهناك أيضاً الأعراض الدموية القلبية، وهي أعراض غير معتاد عليها في حالات أزمات الربو، وبالتالي فوجودها مدعاة للحذر من خطورة حالة المريض، وتتمثل هذه الأعراض في هبوط ضغط الدم الشرياني وظهور النبض المتناقض، وأحياناً وهط قلبي مع صدمة وازرقاق، وفي بعض الأحيان تتمثل الأعراض الدموية القلبية بأعراض قصور البطين الأيسر، هذا بالإضافة لعدد من الأعراض العصبية وتتمثل في الإرهاق الشديد والنعاس، وهي تمثِّل علامات شديدة الخطورة، وأحياناً تتخلل هذه الأعراض فترات من الهيجان، ويمكن أن تصل الأعراض العصبية إلى حالة الغيبوبة إلى جانب أعراض مخبرية وتتمثل بهبوط نسبة التشبع بالأوكسجين وهبوط نسبة الأوكسجين في الدم الشرياني مع ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في كثير من الأحيان مصحوباً بحماض تنفسي غير معوَّض.
وحول أسلوب العلاج يؤكد استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الحمادي إن حالة نوبة الربو الفجائية الحادة والمتفاقمة عبارة عن حالة مرضية تنفسية شديدة الخطورة وتستوجب العلاج في قسم العناية الفائقة.
وتظهر استجابة سريعة للعلاج في أغلب الأحيان، ولكن وفي بعض الحالات ونتيجة لتأخر العلاج يمكن أن تسوء حالة المريض ويدخل في غيبوبة تامة تؤدي إلى الوفاة.
وهنا تكمن أهمية الوقاية لمنع مثل هذه الحالات، وتتمثل الوقاية في إعطاء المريض المصاب بالربو حقه في العناية الطبية وعدم التردد في استعمال الأدوية المناسبة خاصة عن طريق البخاخات، بالإضافة لاستعمال الأدوية المحتوية على الكورتيزون وعدم التخوف منها لأنها ضرورية في الكثير من حالات الربو وآثارها الجانبية قليلة جداً إذا ما استعملت بطريقة سليمة تحت إشراف طبي مستمر كذلك يحذر من استعمال الأدوية غير الستيروئيدية المخفضة للآلام، والتي ذكرنا أمثلة منها سابقاً وعدم استعمال المهدئات العصبية.
| 
