|
|
كغيري من ملايين العقلاء في هذا العالم المهوس بالهرولة خلف قطب القوة الأوحد، لست مع «الحرب» على العراق ولست مع نظام العراق الساقط، لكنني في ذات الوقت طائعاً مختاراً، مع إعمار العراق بأسرع وقت ليقف «الإنسان العراقي» على قدميه ويساهم في إحياء «الحياة» في بلاده، ليعيد «التوازن» إلى خارطة الحضور العربي، ورغم ان «كعكة» العراق لم يترك منها «القوي» للضعيف إلا «الفتات»، رغم ذلك كله، فإن مستقبل العراق يسكن عيون «الأطفال» هؤلاء الصغار الذين افرزتهم مرحلة الحرب ضحايا وجراحاً وآلاماً وانكساراً؟ مَنْ لهؤلاء الأطفال؟ مَنْ لعراق المستقبل؟ وما نصيب هؤلاء الصغار من «الإعمار» على أيدي قوى التحالف التي حققت نجاحاً عسكرياً، لكنها تركت مستقبل «العراق» دون إعمار حقيقي، إن هؤلاء الأطفال هم العراق الحقيقي، فهل فكرنا في إعادة إعمار «ذواتهم» المدمرة وحاولنا ترميم نفوسهم المنكسرة، واجتهدنا في تضميد جراحهم الداخلية، قبل أن تشغلنا جراحهم الحسدية عن معالجة أعماقهم النفسية لنعيد إليهم شيئاً «التوازن النفسي» ليقفوا صفاً واحداً لبناء عراقهم الجديد، حتى لا يصبحوا في عالم النسيان ضحايا للحقد والكراهية، فيكونوا ألغاماً في أرض المستقبل المجهول أو وقوداً لنيران إرهاب جديد في ظل غياب العدل وتغييب العقل، في عالم أشبه ما يكون بعالم الغاب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |