* دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
ضمن تنشيط التحرك الدبلوماسي الأوروبي باتجاه سورية، وصل وزير الخارجية الإيطالي إلى دمشق للتباحث حول عدد كبير من المسائل الإقليمية، وأكد مصدر دبلوماسي أوروبي في دمشق أن الاتحاد الأوروبي يبلور مبادرة لإطلاق المسار السوري - الإسرائيلي. وقال المصدر في حديث للجزيرة إن هذا الأمر ما زال في بدايته، ولكن معظم دول الاتحاد مقتنعون بضرورة البحث في هذه المسألة، مبيناً أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى سورية ستركز على هذا الموضوع، خاصة وأن إيطاليا ستترأس المجموعة الأوروبية خلال الدورة القادمة. وربط المصدر بين زيارة الوزير الإيطالي واتصال الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالرئيس السوري بشار الأسد، موضحاً أن دول الاتحاد ستكثف خلال الأسابيع القادمة من تحركها السياسي تجاه المنطقة، وذلك لمتابعة ما طالبت به دول الثمانية بإيجاد تسوية ما بين سورية وإسرائيل. وبين المصدر أن مباحثات الوزير الإيطالي ستتناول في دمشق:
- الخيارات المتاحة من أجل فتح عملية التسوية من جديد، فدول الاتحاد الأوروبي تعرف الموقف السوري لكنها في نفس الوقت تسعى لإيجاد آلية مشتركة مع دمشق لترجمة هذا الموقف قبل عرضه على باقي الأطراف.
- معرفة الدور السوري في مرحلة ما بعد الحرب على العراق، على الأخص فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن ودمشق. فإيطاليا والاتحاد الأوروبي تملك رؤية لا تتوافق بالكامل مع ما تريده الإدارة الأمريكية، ولكنها في نفس الوقت تسعى لعدم التصعيد في هذا المجال. وهي أيضاً لا تريد لعب دور الوسيط، لذلك فإن ما يريد الوزير الإيطالي معرفته يرتبط بنوعية المطالب الأمريكية وردود دمشق عليها.
- إعادة التعامل مع الملف السوري وفق إطار جديد، يأخذ بعين الاعتبار الوضع الجديد في المنطقة. وهذا الأمر يعني حسب نفس المصدر زيادة الاهتمام الأوروبي بدمشق، والتعاون معها في ظل الوضع الإقليمي المعقد. وقال المصدر أن إيطاليا التي كان لها موقفها الخاص أثناء الحرب على العراق، تقدر تماما المخاوف السورية التي سبقت الحرب، وتعرف أيضا رغبة دمشق في الحفاظ على استقرار المنطقة؛ مما يدفعها اليوم للتعامل بشكل جدي مع احتياجات التسوية.
وقال المصدر إن الاتحاد الأوروبي لم يقم حتى الآن بتقييم ما يمكن أن تسفر عنه خطة الطريق، ولم يحاول التعامل بشكل مباشر مع الجهود الأمريكية في قمتي شرم الشيخ والعقبة، وهذا يؤشر على أن دول الاتحاد تسعى لدور آخر ربما لا يتناقض مع ما تقوم الولايات المتحدة به، لكنه يخلق توازنا أكثر فاعلية خاصة مع دمشق وبيروت. وشدد المصدر على أن الدبلوماسية الإيطالية لها موقع خاص في الوقت الحاضر، وهي قادرة على لعب دور أساسي في العلاقة مع دمشق، مبينا أن العلاقات الثنائية ستشهد تطوراً أيضاً بعد هذه الزيارة.
|