* بغداد - د . حميد عبد الله:
الرقابة الصارمة التي شملت كل شيء في العراق في عهد صدام ضربت طوقاً حديدياً على العمل الدرامي والسينمائي، حتى ان أفلاماً قد أُنتجت بالكامل ولكنها منعت من العرض بسبب تقارير (أمنية) كتبت ضد المخرج أو السينارست بتهمة عدم ولائهما (لخط الحزب والثورة) وهي العبارة التي كانت تكفي لإيصال من يُتهم بها الى أقبية الأمن وحتى الى حبل المشنقة. المخرج العراقي محمد شكري جميل كشف جانباً من الرقابة البعثية التي تسببت في (وأد) مشاريع أفلام سينمائية كان يمكن أن تشكِّل نقلة في السينما العراقية. يقول شكري جميل إنه بدأ بإخراج فيلم (السلاح الأسود) الذي تدور قصته حول ثورة العشرين للكاتب عبد الرحمن الربيعي، وكان السيناريو الذي قدمه ثامر مهدي غاية في الإتقان والروعة إلا ان التقارير الحزبية أجهضته حيث اتهمنا أنا وثامر مهدي بأننا نخرج فيلماً شيوعياً بأموال بعثية، ذلك لأن جزءاً من مشاهد الفيلم تدور في مدينة الناصرية قرب أحد معامل الثلج حيث يقع بيت (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي.
وعن تدخلات المسؤولين العراقيين في العمل السينمائي يقول شكري جميل : إن عزة الدوري تدخل في سيناريو فيلم (القادسية) وأضاف اليه مشاهد تسيء للفرس لكن الفنانين صلاح أبو سيف وسعاد حسني رفضا هذا التدخل وقررا ترك العمل في الفيلم غير أن زيادة أجريهما أثنتهما عن القرار، كذلك تدخل عزة الدوري في فيلم (اليرموك) الذي كتبه السينارست العالمي جارلس وود وتوقف إنتاج الفيلم على الرغم من إنفاق 250 ألف دولار على السيناريو فقط.
|