* طهران الوكالات:
فرقت قوات الامن الايرانية بالهراوات تظاهرة بدأت الليلة قبل الماضية الى فجر امس الاربعاء شارك فيها آلاف الاشخاص في طهران هي الاولى منذ اشهر في ايران التي تشهد توترا في الداخل وتتعرض لضغوط خارجية كبيرة منذ الحرب في العراق. وانضم الكثيرون للتظاهرة بعد ان استمعوا الى محطات فضائية يديرها ايرانيون معارضون في الولايات المتحدة تحثهم على التظاهر.
وقامت اعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب يساندها رجال باللباس المدني بضرب الجموع التي احتشدت حول المدينة الجامعية في وسط العاصمة. وقال شاهدعيان ان قنابل مسيلة للدموع القيت على المتظاهرين.وقال مسؤول في محافظة طهران في تصريحات بثتها وكالة الانباء الطلابية ان تظاهرة الطلاب ليل الثلاثاء الاربعاء جاءت بسبب مشروع «لخصخصة الجامعات» يثير قلقهم.
وقال مدير الشؤون السياسية والامنية في المحافظة علي طعالة انه «من الممكن ان يشكل هذا النوع من القضايا مع اقتراب ذكرى التاسع من تموز/يوليو حجة لحوادث من هذا النوع».ودعا الطلاب الى «تفهم الوضع في البلاد والعمل على منع تصعيد حركتهم».
ويبدو ان المتظاهرين تدفقوا على المدينة الجامعية بعد ان عرفوا ان مئات الطلاب يتظاهرون فيها.
وقال سكان ان احتجاجاً طلابياً بشأن خطط لخصخصة الجامعات تحول الى مظاهرة سياسية لنحو ثلاثة الاف شخص تجمعوا لدى سماع ان الشرطة طوقت نزل الطلبة.
وردد الحشد «يجب اطلاق سراح السجناء السياسيين» في ساحة قرب جامعة طهران. واطلق آخرون هتافات معادية للمحافظين في ايران. وقال سكان ان الهتافات كانت الاكثر تطرفا منذ الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح التي وقعت منذ اربعة اعوام.
وقال كثير من الناس انهم تجمعوا بعد ان سمعوا نداءات من قنوات تلفزيونية فضائية لمنفيين ايرانيين مقرهم الولايات المتحدة للذهاب الى الحرم الجامعي بعد الاحتجاجات الطلابية هناك يوم الثلاثاء.
غير ان مئات من الشرطة سدوا طريقهم وقاموا بالحراسة حول مساكن الطلاب الجامعية التي وقعت فيها الاحتجاجات الطلابية يوم الثلاثاء.
وقال الشهود ان بعض المحتجين اشعلوا حرائق في الشوارع.
وقالت بروين وهي ربة بيت عمرها 46 عاما «سمعت ان الطلبة تجمعوا بعد نداءات من التلفزيون». واضافت «جئت الى هنا لأرسل رسالة الى (وزير الخارجية الامريكي) كولن باول مفادها اننا نريد التغيير».
وتجمع بذلك ايرانيون من كل الاعمار والطبقات الاجتماعية وبعضهم مع عائلاتهم في هذا الحي السكني الذي تقيم فيه الطبقات الوسطى بدءا من منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء.
وقد اطلقوا ابواق سياراتهم او تركوها في وسط الشارع لينضموا الى المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد قادة البلاد. مطالبين بالافراج عن «السجناء السياسيين» او مؤكدين دعمهم للطلاب الذين يشكلون رأس حربة المعارضة في البلاد.
وأكد المشاركون في التظاهرة التي استمرت ثلاث ساعات «لم تعد المدافع والدبابات والباسيدج (ميليشيا المتطوعين) تخيفنا».
وادت التظاهرة الى اغلاق الشوارع التي اضرمت النار على ارصفة بعضها. واحرقت دراجات بينما تحطم زجاج واجهات مصارف وخربت غرف للاتصالات الهاتفية واقتلعت لوحات للسير قبل ان تتدخل قوات الامن في وقت لاحق.
وهذه التظاهرة الاحتجاجية هي الاولى منذ التجمعات الطلابية التي جرت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر ومطلع كانون الاول) ديسمبر. وهي تأتي في جو من التوتر السياسي الحاد والضغوط الاميركية المتصاعدة منذ نهاية الحرب على العراق.
وكان طلاب ايرانيون تظاهروا حينذاك احتجاجا على الحكم بالاعدام على الاصلاحي هاشم اغاجاري. وقد تمكنت السلطات الايرانية من احتواء حركة الاحتجاج التي لم تمتد الى الشارع عمليا واقتصرت على الحرم الجامعي.
وقد دعا مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي الاحد الطلاب الى «المحافظة على الهدوء» لإفشال «الخطة الشيطانية» للاميركيين الذين يريدون استغلال ذكرى التظاهرات الطلابية التي جرت في 1999 لزعزعة استقرار النظام الاسلامي.
وقد ظل وسط طهران طيلة ثلاثة ايام في تموز/يوليو 1999 مسرحا لتظاهرات مناهضة للسلطة في اعقاب تدخل وحدات الشرطة ضد الطلاب في جامعة طهران بسبب تظاهرة صغيرة ضد حظر صحيفة «سلام» الاصلاحية. واعلن رسميا عن مقتل طالب في هذه المواجهات واعتقال المئات الآخرين.
* الأمم المتحدة من ايفلين ليوبولد رويترز:
قرر مجلس الامن الدولي عقد جلسة علنية اليوم الخميس يعقبها تصويت على مشروع قرار من شأنه استثناء جنود حفظ السلام الامريكيين من المحاكمة امام المحكمة الجنائية الدولية الجديدة.
ورغم الشكوك المحيطة بمشروع القرار المثير للجدل فمن المتوقع ان يوافق المجلس عليه بسهولة نظراً لقلق الاعضاء من خوض مواجهة جديدة مع ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بعد رفضهم اعطاء تفويض لواشنطن بغزو العراق.
ولكن لم يتضح ان كانت المانيا وربما فرنسا ستعبران عن اعتراضهما بالامتناع عن التصويت بدلاً من التصويت بالموافقة.
وكان مجلس الامن وافق العام الماضي بإجماع الدول الخمس عشرة الاعضاء بعدما هددت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مهام حفظ السلام التابعة للامم المتحدة واحدة تلو الاخرى.
|