تحقيق :فهد الشملاني
تمثل عملية التسوق الجزء الأكبر من إنفاق المستهلك الذي يعتبر مؤشراً رئيسياً لقياس حالة الانتعاش أو الركود الاقتصادي، وحيث إن التسوق أصبح عند البعض هواية أو متعة، وعادة عند البعض الآخر، فبالتالي أصبح المستهلك يلعب دوراً أساسياً في إنعاش العديد من القطاعات .. وهو ما قادنا إلى جولة لمعرفة آراء المستهلكين فيما تقدمه الأسواق والمراكز التجارية المتخصصة وهي التي تبيع كل شيء تحت سقف واحد، وكذلك التعرف على مستوى التميُّز الذي يطمح إليه المستهلك ويتطلع لرؤيته في هذه الأسواق وفي المقابل معرفة الفرق بين مدى الإقبال على هذه الأسواق مقارنة بغيرها، إضافة إلى القدرة الشرائية ومعها توفير الوقت والجهد.. واستطلعنا في ذلك آراء الباعة والمستهلكين وكان لنا هذا التحقيق.
في البداية يقول بشار محمد وجيه البائع في أحد المحلات التجارية عن مدى الفرق في الإقبال على الأسواق المتخصصة مقارنة بالأسواق العامة، إن هناك فرقاً كبيراً بين الجهتين، حيث يعتبر الإقبال على الأسواق االمتخصصة أكثر بكثير منه عن الأسواق العامة، لأن المتسوق الذي يقصد الأسواق المتخصصة سيجد ما يريد من السلع على اختلاف أنواعها تحت سقف واحد لأنه قصد سوقاً متخصصاً، عكس ما قد يواجهه من عناء البحث إذا ما قصد الأسواق العامة.
ويرى أن اقبال المشترين على الأسواق المتخصصة له عوامل متعددة أهمها الخدمات التي توفرها هذه الأسواق، مثل مواقف السيارات، والتكييف، وجودة المعروضات، والتجوال بأمان أكثر داخل هذه الأسواق خاصة بالنسبة للعوائل، وكذلك ما توفره من خدمات ترفيهية وغيرها للمتسوقين، وبالنسبة للإقبال على الشراء أو التسوق من المراكز التجارية، يقول وجيه إنه يتم غالباً من الراغبين في الشراء بقطاع التجزئة، فكما ذكرنا بأن المتسوق يفضل المراكز التجارية المتخصصة، فكذلك من يرغب منهم في الشراء بالجملة فهو سيفضل لا محالة التوجه إلى المحلات أو المراكز المتخصصة في البيع بالجملة.
وعن التنوع في المعروضات في الأسواق المتخصصة ودوره في إقبال المتسوقين على هذه الأسواق، يؤكد أن هذا عامل أساسي فكلما تنوعت المعروضات بالمراكز التجارية استطاعت استقطاب عدد أكبر من المتسوقين وهذا لا يعارض ما ذكرناه من أهمية هذه النوعية من الأسواق وما تقدمه لزبائنها من خدمات، حيث تشتمل الأسواق المتخصصة على نوعين، نوع يتخصص في مجال واحد مثل حراج الكمبيوتر، والآخر يتمثل في العديد من الأسواق المتخصصة التي تحتوي على عدة تخصصات، مثلاً: قسم لأدوات الكمبيوتر، وقسم للإلكترونيات وهي من الأسواق المفضلة لدى المتسوقين.
ويتفق مشعل الدبيان مع وجيه، في أن الفرق كبير بين الاقبال على الأسواق المتخصصة والعامة، معزياً ذلك إلى تميز الأسواق المتخصصة عن غيرها بالبضائع أو السلع المعروضة، بالاضافة إلى كفاءة البائعين فيها مقارنة بغيرهم، وذلك لما يتلقونه من تدريبات وتميزهم بخبرة ناتجة عن الممارسة العملية، بالاضافة إلى أن هذه الاسواق تختار كفاءات عالية، لأنها تعلم أن قدرة البائع على الإقناع مع حسن معاملته للمتسوقين، هما العامل الأول يليه جودة البضائع ثم الخدمات الاخرى مثل مواقف السيارات والاهتمام بنظافة السوق وأمنه.
ويرى الدبيان ان الاقبال في الغالب على الشراء على المراكز التجارية المخصصة دون غيرها خاصة بالنسبة للراغبين في الشراء بالتجزئة، وإن كانت بعض هذه الاسواق توفر خدمة أو نظام البيع بالجملة، لأن معظم المتسوقين أفراد وليسوا شركات وإذا ما شهدنا عمليات شراء بنظام الجملة يكون المشتري غالباً إما يمثل شركة أو محلات تجارية صغرى.
ويعتقد أن التنوع في المعروضات من العوامل التي تساعد على زيادة المتسوقين، ولكنه لا يعني زيادة المبيعات لأن بعض المتسوقين يفضلون التسوق من مراكز تجارية متخصصة كمراكز الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية أو الملابس وغيرها، وفي أسواق مركز اكسترا التجاري قابلنا البائع ماجد السالمي وزميله سطان السبيعي اللذين أكدا على أن الاقبال على الاسواق المتخصصة مقارنة بغيرها لا يقارن حيث أوضحا أن الناس الآن تعيش في عصر السرعة، ولا وقت لها كي تنتقل من متجر لآخر لاقتناء حاجاتها، ولذلك فإن الاسواق المتخصصة تسهل عملية التسوق، ولا تحتاج سوى لمعرفة نوع احتياجاتك ثم التوجه إلى سوق متخصص لتشتري كل ما ترغب، وضرب لنا مثلاً بمعرض إكسترا للإلكترونيات حيث قال: إذا كنت ترغب بشيء يتعلق بالأدوات الإلكترونية أو الكهربائية وقصدت معرض إكسترا فلن تتجه بعده إلى أي متجر أو خلافه لأنك ستجد كل ما تحتاجه تحت سقف واحد.
ومن جانبه أفاد عبده علي الحميدي الذي يعمل في نفس المعرض أن المتسوقين يقبلون على الأسواق المتخصصة لأنها غالباً ما تتواجد في مواقع مميزة مما يجعل التوجه إليها نزهة بالاضافة إلى توفر العنصر الأمني،
والأهم من ذلك حرية الاختيار في مثل هذه الاسواق إذ انها لا تفرض عليك سلعة معينة بل توفر مختلف الأنواع والأسعار والاختيار للمتسوق.
وبعد ذلك استطلعنا آراء المستهلكين والمتسوقين حول رأيهم في التسوق بالأسواق المتخصصة أو العامة فيقول مالك سالم المالكي إن الأسواق المتخصصة هي الافضل بدون أدنى شك وذلك لما توفره من احتياجات ومن ثم ما توفره من وقت للمتسوق، حيث ان المستهلك ينطلق إلى الاسواق بعد أن يحدد السلعة التي يرغب فيها وحتى ان كان يرغب في التجوال وأخذ فكرة عن المعروضات فقط، فهو كذلك يختار سوقاً متخصصاً، وعن مدى ما تساهم به مثل هذه المجمعات التجارية المتخصصة في توفير احتياجاته قال المالكي إن هذا يتوقف على نوعية هذه الأسواق من حيث انها متخصصة ومتعددة الخدمات، أم مختصة في منتج واحد وإن كانت عموماً تفي بالغرض في كلتا الحالتين، وعن الفوائد التي يمكن أن تحققها مثل هذه الاسواق للمشتري من حيث حرية الاختيار بالنسبة لانواع وماركات المعروضات المختلفة قال إن الجميع يعرف أن الأسواق المتخصصة هي الافضل من غيرها من ناحية الماركات والمعروضات إذ يكفي أنها تحمي المستهلك من التقليد والماركات المزيفة،
وأكد فيصل عبيد الحربي ما جاء في حديث المالكي مضيفاً أن مسألة توفير الأسواق المتخصصة لوقت المتسوقين لافتا إلى أنه في السابق كان المتسوق يحتاج إلى حوالي أسبوع لاتمام التسوق إذا ما تنوعت متطلباته من ملابس والكترونيات وأثاث وغيرها، إلا انه بانتشار مثل هذه الاسواق أصبح اليوم الواحد كافياً للتبضع مهما تنوعت المتطلبات بالاضافة إلى أن الاسواق المتخصصة تحمي المتسوقين من التقليد والتلاعب في الأسعار فكل شيء واضح سواء سعر السلعة أو نوعها واسمها التجاري.
وفي ختام جولتنا قابلنا عبدالله بن جمعة في أسواق اكسترا للإلكترونيات وأوضح أن الأسواق المتخصصة معروف عنها كونها أفضل من غيرها ولا مجال للمقارنة إذ انها تطورت كثيراً، فاكسترا مثلاً، اقتبست فكرتها من أشهر معارض الإلكترونيات في أمريكا وكندا وقدمت للمتسوق السعودي بالشكل الذي يتناسب مع احتياجاته وتقاليده مشيراً إلى أن هذا التطور جاء مواتياً لما عرفته المملكة من نمو اقتصادي وتقدم في جميع المجالات وأصبحت مثل هذه الأسواق رمزاً من رموز الحضارة والتقدم في قطاع التجزئة.
| 
