يتساءل المرء في كثير بعد خروجه من موقف عمل جماعي عن سبب نجاح هذا العمل؟
أو عن سبب فشله..
وينسى كثيرون أنَّ اختيار عناصر العمل الجَّماعي من الأهمية بمكان إن أريد لهذا العمل النَّجاح. وأول عوامل نجاحه تجانس الفريق، وتوافقهم ليس في وجهات النَّظر وإلاَّ فإنَّ جديداً لن يأتوا به، ولا في خبراتهم، وإلاَّ فلا إضافةً ستكون، وليس في قدراتهم وإلاَّ فلا تغيير سيحدث...، وإنَّما في أدائهم السُّلوكي، وجزئيات أخلاقهم التَّعاملي، وإحساسهم بالعمل وبالمسؤولية، وقدرتهم على تقبُّل الطَّرف الآخر، واحتمال تغاير الآراء، واختلاف الخبرات، وتفاوت وجهات النَّظر، ورقي إدراكهم بأهمية احترام الآخر. إنَّه إن تحقَّق لأيِّ فريق عمل أعضاء يتمثَّلون خلق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في التَّعامل وبخاصَّة عند احتدام الرَّأي، أو اختلاف المواقف، ويتمثَّلون الأدب عند الاختلاف فإنَّ نجاح نتائج مثل هذه الفرق العاملة فكراً أو سواه سوف تحقِّق لمجتمعها النَّجاح المضمون والنَّتائج الحرية بالأخذ والتَّنفيذ.
أمَّا إن لم ينجح الاختيار في تكوين المجموعة المتجانسة، فإنَّ فشلاً قد يكون ذريعاً في تحقيق الأهداف من عناصر تكوينها. ولعلَّ النَّاجح منهم سيوسم بالفشل إن فشلت بينما لو وضع مع من يجانسه وفق شروط تكوين الفريق فإنَّه حتماً لن يوسم بالفشل أبداً.
ولأنَّ المجتمع يعمل على تنظيم دفاتره العلمية والتَّربوية والثَّقافية و... و... فإنَّ من الأهمية بمكان اختيار عناصر الجماعات اختياراً يليق بالأهداف كي تنجح.
|