اخرجوا من حفرة الحقد الخطيرهْ
وافتحوا بوَّابةَ الحبِّ الكبيرَهْ
اخرجوا من خندق الوهم فإِني
لا أرى في عُمْقِه إِلا شرورَهْ
هذه الأحداثُ قد مدَّتْ يديها
تحمل البَغْيَ، إلينا وسعيرَهْ
تحمل الفتنةَ، إِني لأَراها
في قلوبٍ فَقدتْ نور البصيرَهْ
عُجِنتْ فتنةُ هذا العصر ليلاً
وبصمتٍ، وُضِعَتْ فيها الخميرَهْ
وأَُعدّتْ للمساكين طعاماً
أَطْعَموا منه فقيراً وفقيرهْ
أَكلوا منها على الجوع، فلَّما
سكن الجوعُ، سَمَا قَدْرُ المَضيرهْ
خَسِرَ الظالمُ، كم يُلْقي شِباكاً
في طريق الخير، كم يُبدي نُفورَهْ
حَسَداً من عندهم جاروا علينا
بأباطيلَ وأخبارٍ مُثيرَهْ
صنعوا تِمْثالَ إِرهابٍ، وقالوا:
سَجَّلَ المسلمُ في الأرض حُضوره
يادُعاةَ الوَهم في الأرض رويداً
فدروبُ الوَهم في الدنيا عسيرَهْ
رُبَّ دَعْوَى أَنْجَبَتْ فتنةَ عَصْرٍ
عكَّرَتْ من نبعنا الصافي نَميرَهْ
كذبَ الغربُ علينا حين نادى
أنَّ في إِسلامنا سرَّ الخُطورَهْ
إِنّما إِسلامُنا خيرٌ لعصرٍ
شربَ الكأس التي زادتْ غرورَهْ
لا تقولوا: أمةُ الإسلام ماتتْ
إنَّ أصواتَ الملايين جَهيرَهْ
أمتي، فيها قلوبٌ خافقاتٌ
وعقولٌ بِهُدَاها مُستنيرَهْ
روضُها يستقبل الغيثَ ويُعطي
للعطاشى ماءَه، يُهدي زهورَهْ
هي كالغيث إذا أمطر أرضاً
شقَّ وجهَ الأرضِ عن رأس «الشعيرَهْ»
رُبَّ غيمٍ في زمان القيظ، عِشْنا
ليلةً من غيثه الصافي مِطيرَهْ
قلْ لمن يحتقر اللَّيْثَ، تقدَّمْ
حينما تسمع عن قُرْبٍ زئيرَهْ
أرضُنا كالِعقدِ، منظوماً بسلكٍ
ذهبي، لم ترَ الدنيا نَظِيرَهْ
هو عِقْدٌ يَبْهَرُ الناظرَ حُسْناً
وصفاءً، يسلبُ المرءَ شعورَهْ
سِلْكُه من ذهب الإسلام يبقى
صافياً، جَوْهَرُهُ يَبْعَثُ نورَهْ
هو بالأمن وبالإيمان أضحى
لوحةً، تَمْلَؤُها أجملُ صُورَهْ
أرضُنا مَهْوَىَ قلوبِ الناس، فيها
يجبرُ الإِحسانُ أرواحاً كسيرَهْ
اسألوا الكعبةَ فيها عن جموعٍ
لم تزل تسعى إلى البيت، غَفيرَهْ
أرضُنا أرضُ كتاب الله، فيها
كَمُلَتْ دائرةُ الوحي الأخيرَهْ
شَهِدَتْ مَبْعَثَ خير الناس لمَّا
تمَّمَ الأخلاقَ في أكرمِ سِيْرَهْ
يَئِسَ الشيطانُ أنْ يُعْبَدَ فيها
فانبرى يطلب تفريقَ العَشيرَهْ
فاحذروا أنّ يُوقد الشيطانُ فيكم
لَهَبَ التَّحريش يا أهلَ الجزيرَهْ
اجمعوا الآراء كي تبني كياناً
دونَه تهوي الأساطيلُ المُغيرَهْ
فلصوصُ الأمنِ في الدنيا كثيرٌ
وعيون الحقد في الناس كثيرَهْ
أيها المُبْحِرُ في الفتنةِ مَهْلاً
بحرُها يقتل مَنْ ينوي عُبُورَهْ
لُجَّةُ الفتنةِ لا يخرج منها
من مشى فيها، ولم يسمَعْ نذيرَهْ
كلُّنا في هذه الأرض، وَفَاءٌ
ودروبٌ من تآخينا يسيرَهْ
كلُّنا في هذه الأرض، علينا
واجباتُ السَّعي في دعم المسيرَهْ
يا عناقيدَ الضياءِ، الأرضُ تُلقي
نَظْرةً مما تعاني مستجيرَهْ
أشرقي من أرضنا فجراً منيراً
يملأ الدنيا بأفكارٍ منيرَهْ
فتِّقي أَكمام وَرْدِ الحبِّ حتى
يجدَ البائسُ والشَّاكي عَبيرَهْ
نحن كالشمس وضوحاً، كيف تَخْفَى
حينما ترفَعُها كفُّ الظَّهيرَهْ؟!
ربَّما يَصطخِب الموجُ، ولكنْ
كيف يخشى الموجَ مَنْ مَدَّ جسورَه؟!
نَحنُ بالله، وهل يَخْشَى ضياعاً
مَنْ يكونُ الله في الدنيا نَصيرَهْ؟!