مؤكد ان حالة الرعب والذهول التي اصابت جنود الولايات المتحدة الذين غاصت ارجلهم في وحل الاراضي العراقية الصعبة.. ستنعكس وبالاً وسوءاً على الموقف السياسي للادارة الجمهورية الحالية التي وعدت الشعب الامريكي قبل العمليات العسكرية بانتصار سريع ونظيف - اي بلا خسائر تذكر -.
اسطورة السوبر باور.. والانماط النموذجية للبطل الامريكي الخارق القادر على الحاق الهزيمة بجيش كامل دون ان يصاب بخدش واحد في اصبعه الصغير من ذلك النوم الذي درجت استوديوهات هوليود على تسويقها عبر افلامها السينمائية الباهظة التكاليف تتحطم مرة اخرى امام مرأى الملايين من خلال صور القتلى والاسرى وصور الجرحى المنقولين جواً الى قاعدة رامشتاين في المانيا..
هذه النتيجة - المفاجئة على ما يبدو بالنسبة لواشنطن - تفرغ الحرب الامريكية على العراق من مضمون مهم من مضامينها العديدة التي يسعى البيت الابيض الى تحقيقها.. الا وهو اعطاء درس جماعي لشعوب دول المنطقة بل للعالم بأسره في قدرة الولايات المتحدة السوبر باور على الاطاحة بأي نظام او حاكم لا يلتزم الصراط التي ترسمها مؤسسات القرار في واشنطن التي تقترح نفسها عاصمة وحيدة فريدة لعالم القطبية الواحدة الذي طالما حلم جهابذة السياسة الامريكية بتحقيقه تكريساً للتفوق اليانكي المطلق.. ولكن هذا الدرس الامريكي يبدو انه سينقلب على رأس الادارة الامريكية التي بدأت تشعر بالحرج والغيظ الشديد ازاء المقاومة الباسلة التي يبذلها الشعب العراقي البطل في مواجهة آلة الحرب الامريكية الجبارة.
|