قلمي لا يستطيع وصف مشاعري.. حركتي شلَّت من هول ما سمعت.. أفكاري وقفت واجمة أمام ما رأيت من إرهاب على أرض الحرمين.. الحزن والهم عاثا فسادا في قلبي المسكين..
إن هذه المملكة بفضل من الله وكرم منه سبحانه تحظى بمكانة كبيرة لما فيها من الحرمين الشريفين، ولما فيها من تطبيق لشريعة الرحمن سبحانه وتعالى.
نحن بفضل الله عشنا على ثرى هذه الأرض، وتربينا في كنفها، الأرض هي أمنا، والسماء برحمة ربنا تظللنا.. نحن - بإذن الله - جيل آت سنعلن للعالم أجمع أن ديننا ليس دين إرهاب، وأن يد الإرهاب التي لا ترحم امتدت إلينا، واختطفت من شبابنا ومن أبناء الجاليات الإسلامية وكذلك من المعاهدين، كما أنها لن تتوانى عن تدمير ممتلكاتنا، فهي يد آثمة لا ترحم صغيراً ولا تقدر كبيراً، هي يد تلوثت بلوثة هذا العصر..
إن ما حصل في بلادنا - بلاد الحرمين - أمر منكر، بل هو عمل إجرامي، الإسلام منه بريء، لا يمثلنا ولا يمثل ديننا.. فقد أضاء انفجار المجمعات ليل الرياض.. هذا هو الإرهاب - كما أسلفت - قتل أبرياء ليس لهم ذنب..
إن كان هناك من يتشدق بالإسلام ويقول إنه يدافع عنه، ويقوم بأعمال إرهابية لقتل أعداء الدين، فنوجه له النصيحة، ونقول له: تبصّر وانظر من قتلت، لقد قتلت أناساً موحِّدين، لقد قتلت أناساً مسلمين، الإسلام بريء منك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو اجتمع أهل السماوات والأرض على قتل امرئ مسلم لكبهم الله على وجوههم في النار»، هذا هو هدينا.. فلأي دين تنتسب أنت؟!
دم المسلم حرام كحرمة البلد الحرام، وكذا دم المعاهد حرام، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة»، بقتل المعاهد لم يرح رائحة الجنة، فكيف بدخولها إذن؟!
الإرهاب لا يعرف للعدل طريقاً، وليس للرحمة مكان بين جنباته، هو لا يفرق بين كبير وصغير - لا يعرف من الدنيا إلا بهجتها -..
إن الإرهاب لا يعرف للإنسان حقاً، همه إشباع رغباته بقتل الناس، وانتهاك حرماتهم، ورؤية الدماء تسيل..
إن الإرهاب عالمي يجب على دول العالم بأسرها التفتيش عنه، والبحث عمن يموِّله ويدعمه.إن كان بزعم من فجَّر ودعم التفجير وناصره أنه سيزعزع أمن بلدنا فهو مخطئ، لأننا بحمد الله بشريعة الله محكومين، ولشريعته سبحانه مطبقين، سلاحنا إيماننا، طريقنا رسمه لنا قرآننا وسنَّة نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
هناك من مرق على الإسلام، وتطاول عليه، وادَّعى بأنه دين إرهاب وتطرف، وأنه دين لا يرحم..
هنا كان لزاما علينا مواجهة الخصوم، وإخبارهم أن ديننا دين وسطية، وأننا لسنا إرهابيين، فلو كنا إرهابيين لما امتدت يده الآثمة لنا وسلبت منا أبناءنا وشبابنا.
هنا أرض الخير، وهنا نبع الخير، لن ينال منا أعداؤنا وحسادنا، ولن يستطيعوا حتى استفزازنا لأن هدينا الكتاب والسنة، وطريقنا بإذن الله الطريق السوي.
قال تعالى:{وّعّسّى" أّن تّكًرّهٍوا شّيًئْا وّهٍوّ خّيًرِ لَّكٍمً}
لعل ما حدث خير لنا!!، لنثبت للعالم أن ديننا دين سلام ووسطية، وأننا لسنا أهلاً للإرهاب، ولنثبت مدى تلاحمنا مع القيادة.
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
مها السلوم
|