أعتقد بداية أن أهم المشاكل التي يعاني منها النادي الأهلي تكمن في بعض الأقلام المحسوبة على الكيان الأخضر العريق والتي تمارس النقد بأسلوب مختلف لا يتماشى مع أهم أهداف النقد وهو تقويم الاعوجاج واصلاح الأخطاء.. حيث تقوم كتاباتها على قاعدتين رئيسيتين.. تفخيم الأهلي وتقزيم البقية!! وهم ما جعل بعضهم على سبيل المثال ينعت النادي بالنخبوي وأن أنصاره هم الطبقة الارستقراطية!! وكأن أنصار الأندية الأخرى هم ما دون ذلك في تجن واضح وصريح ولن أذهب هنا احتراماً للقارئ وللذوق العام إلى ذكر ما دون ذلك ومن هم غير النخبوية والارستقراطية ولكن القارئ الفطن يعرف ذلك جيداً و«بضدها تميز الأشياء»!!
أقول: ان المشكلة الحقيقية هي عدم انصراف أولئك للحديث عن الأخطاء والبحث عن أسبابها بل الذهاب مباشرة إلى الهجوم على الآخرين والنيل منهم والتشكيك بانتصاراتهم وهو ما جعل شرفيي الأهلي وإدارييه المعروفين بحرصهم ومثاليتهم لا يأبهون بكتابات البعض التي صارت مجرد «تسالي» عند القراء فقط!!
على سبيل المثال:
يم خسر الأهلي من الهلال في نصف النهائي لعام 1418هـ في الرياض بهدفي التيماوي والتمياط، ذهب بعض الكتَّاب المحسوبين على الأهلي إلى الهجوم على حكم المباراة عبدالعزيز الدخيل لأنه لم يحتسب هدفاً للمهاجم الأهلاوي آنذاك سيرجيو ريكاردو الذي دفع محمد لطف وانفرد بالمرمى..
كما نالوا من الفريق الهلالي ومما قالوه يومها:
-الحكم أدارالمباراة بصافرة سوداء وقميص أسود وقلب أسود!!
واحتجوا على تسيير الهلال لحافلات لنقل جماهيره من أحياء العاصمة لاستاد الملك فهد الدولي!!
ورسم أحدهم كاريكاتيراً ظهر من خلاله فحص بالأشعة للحكم وكان قلبه على شكل «هلال»!!
لكن أحداً منهم لم يتناول أخطاء الحارس سلطان الظاهري والمدافع الخيبري والتي استطاع الهلاليون النفاذ منها للمرمى والتأهل للنهائي!!
ولم يذهب أي منهم للبحث عن أسباب عدم فوز الفريق في مباراة الذهاب في جدة والتي لم يحكمها الدخيل بالطبع..
** الصورة تتكرر هذه المرة بعد أن خسر الأهلي من الاتحاد في اللقاء النهائي مع التأكيد على أن معجب قد أخطأ ونال عقابه بالإيقاف لستة أشهر في إشارة جديدة إلى أن اتحاد الكرة سيظل كما كان يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت خاصة أن معجب قد أخطأ كثيراً في المباراة ولم يحسن الخروج بها إلى بر الأمان.
أقول الصورة تكررت وظل البعض يدافع عن لاعبي الأهلي رغم أخطاء بعضهم التي هزت الفريق وساهمت في سقوطه ليلة النهائي بجانب أخطاء الحكم..
بل إن أحدهم ذهب للتساؤل :«هل يمكن القول الآن بأن الهلال هو الابن المدلل لاتحاد الكرة» في اشارة إلى أن الاتحاد صار هو الفريق المدلل حاليا!! ولا أدري ماذا سيقول الآن بعد إيقاف معجب.. وكم كنت أتمنى أن نقرأ نقداً حقيقياً يقوم على أدلة واضحة وليست مجرد نوازع غير محسوبة بعد الخسارة.
** إن من الغريب هنا أن كاتباً وصف الاتحاد بريال مدريد العرب.
وآخر توقع فوزه صبيحة يوم المباراة مشيراً إلى التوازن الفني بين الفريقين.
وعندما صحت التوقعات هاجوا وماجوا وتحدثوا عن سياسة التعويض وتوزيع البطولات بدون بينة ولا برهان.. ولا أدري مرة أخرى أين ستذهب مثل هذه الاتهامات بعد إيقاف الحكم..
هنا أتساءل.. وغيري أيضاً:
لماذا لم يناقشوا السويد في سبب طرده ا لمستحق وغير المبرر؟
ولماذا سكتو عن تيسير الذي كان بإمكانه صد أي من الأهداف الثلاثة السهلة التي ولجت مرماه؟
ولماذا احتسب معجب ضربة جزاء للأهلي لو كان يريد خسارته كما يردد البعض.. لقد أخطأ معجب كثيراً لكن المؤكد أنه لم يكن يريد فوز فريق على حساب آخر».
إنني وغيري ما زلنا نؤمن بقوة الفريق الأهلاوي ونجومية لاعبيه لكن ذلك لا يعني أنهم منزهون عن الخطأ وأنهم لا يمكن أن يخسروا إلا بمساهمة التحكيم.. وأعتقد أن تكريس مثل هذه القناعات البالية التي يحاول فرضها بعض حملة الأقلام لن يكون في صالح النادي الكبير الذي تسري عليه كغيره من الأندية سنة كرة القدم فوز مرة وخسارة أخرى ويوم لك وآخر عليك وهكذا دواليك..
**وكم أتمنى وقد انطوى اسبوعان على النهائي أن يجلس أولئك بهدوء لمشاهدة المباراة والتعرّف على الأسباب الحقيقية لخسارة الأهلي الذي لم يكن ذلك اليوم يومه والكتابة عن تلك الأسباب بواقعية من أجل الأهلي الذي كان بطلاً وظل بطلاً وسيدوم كذلك بإذن الله.. وترك الحديث عن الأسباب الأخرى وعدم المبالغة في نقد الآخرين والتشكيك في نواياهم لأن ذلك لن يضرهم ولن يفيد قلعة الذهب!!
نقد.. ونقد
لم يعد صعباً ولا غريباً في هذا الوقت أن يتبدل مقياس النقد وتتحول الآراء بمجرد تغيُّر الأشخاص والهيئات ولأن الحال كذلك «وكل يغني على ليلاه» فقد صار البعض يكتب كما يحلو له.. لا كما تفرض الحال والواقع..
** فعندما يخطئ حكم ويستفيد ذلك الفريق فلأن الحكم يريد فوزه ويتبع سياسة توزيع البطولات!!
أما عندما يخطئ الحكم ويستبعد الفريق الآخر فإن الأخطاء شيء طبيعي في عالم التحكيم وعلى الآخرين عدم جعلها شماعة للخسارة!!
** وعندما يدخل إداري من ذلك الفريق للملعب فلا بد من شطبه وجعله عبرة للآخرين.. ولكن إداري الفريق الآخر يدخل الملعب ويفسر الأمر بسعيه لتهدئة اللاعبين وجعلهم يتقبلون قرارات الحكام أياً كانت!!
ويوم يخطئ لاعب الفريق الأول فلا بد من طرده مباشرة لكن للقانون روح ونص وألف تفسير إذا وقع في الخطأ لاعب من الفريق الثاني!!
** وإذا ذهب لاعب الفريق إلى الجماهير المنافسة فإنه يتصرف بحركات لا أخلاقية يجب ردعه بسببها.. لكن صعود لاعبي فريق آخر إلى المدرجات يأتي من باب التفاهم مع الجماهير ومناقشتهم عن أسباب الخسارة ووعدهم بالتعويض في المستقبل!!
وأمام ما سبق لا تكثر المقارنات.. فلن تخرج بنتيجة منطقية منها.. ما دام النقد بهذه الصورة والطبول تقرع لمصلحة أصحابها!!
للتواصل:
| 
