كثيرا مايصور العالم الخارجي بلادنا وكأنها آبار للنفط ليس أكثر، وكثيراً مما يتصوره البعض لايمكن تغييره إلا بجهد حقيقي وعمل فعلي مدعم بحقائق ووقائع تزيل الزيف، وتظهر الأمر على وجهه الصحيح.
لقد تطورت بلادنا - والحمد لله - وعلى كافة الصعد وفي مختلف مجالات الحياة، ولعل الثقافة والعلوم هي من الأمثلة الناصعة البياض على التقدم الذي وصلنا إليه، لقد أضحت بلادنا منارات للعلم، وأصبحنا نرى الجامعات الشامخة بعلومها وأبنائها في كل أرجاء بلادنا، كما أصبحت المعاهد ومراكز العلم والتعليم حقائق منتشرة حيثما وجهنا أنظارنا، لقد دخلنا بالفعل عالم المعلوماتية «الإنترنت» وعصر الحاسوب «الكمبيوتر» بكل قوة واقتدار ومن الباب الواسع، أما النشر والتأليف والبحث فباعنا فيها طويل، ويشهد لنا بذلك البعيد قبل القريب.
إن ماذكرناه حقائق، ولكن الزمن يسير ولايتوقف، لذلك علينا ليس الوقوف عند ما أنجزناه بل النظر للمستقبل وتدعيم مالدينا والإضافة إليه بحيث نواكب تطورات العالم ولانتخلف عنها، وهنا تكمن مسؤولية كل واحد منا، وحسب موقعه للإسهام بصورة مشرقة ودائمة الإشعاع لبلادنا وخصوصاً في المجال الثقافي والعلمي، لقد قدم مستشفى الحمادي مايرجو أن يكون لائقاً به وتعبيراً عن محبته لهذا المجتمع الطيب، حيث كانت له مشاركاته الواسعة في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والاجتماعات على اختلافها، كما نشر العديد من السلاسل الطبية التثقيفية والعديد من الكتب والنشرات العلمية، بالإضافة لدورية الحمادي الطبية، وكذلك خدمة طبيب على الإنترنت، وكلها وصل صداها لخارج المملكة، ولمختلف أصقاع العالم مظهرة وجهاً منيراً لبلادنا، ومقدمة
ساهمة متواضعة لوطن أغلى من الروح.
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة
| 
