رغم التطورات العديدة التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة فيما يتعلق بدراسة المبيضين متعددي الأكياس فإن السبب مازال غير معروف بشكل تام لكنه على الأرجح أنه مرض متعدد الأسباب أي هناك عدة أسباب تساهم في إحداث هذه الحالة الشائعة التي تنجم عن تداخل أسباب موجودة بالبيئة وعادات الطعام وأسباب غدية إضافة للاستعداد الوراثي وبشكل عام هناك خلل في عمل الهرمونات بحيث تزداد الهرمونات الذكرية في جسم الانثى مما يؤدي لزيادة كتلة الجسم والوزن وبناء العضلات وظهور الأشعار خاصة في الوجه والصدر وظهور حب الشباب وتساقط في أشعار الرأس وحدوث خلل في الدورة الشهرية بحيث تتباعد الدورات الشهرية عن بعضها وأحياناً تنقطع الدورات لفترات طويلة وإن أهملت الحالة دون علاج يستفحل تأثير الهرمونات الذكرية على جسم الأنثى وقد يحدث تراجع في صفات الأنوثة وظهور علامات الاسترجال مثل ثخانة الصوت.
أما تأثير هذا المرض على العقم فكما ذكرنا فإن الهرمونات الذكرية تزداد أيضاً على مستوى المبيضين وتؤدي لسماكة في جدار المبيضين وتسبب توقف نمو البويضات عند مرحلة معينة مما يؤدي لتراكم البويضات في المبيضين على شكل حويصلات صغيرة تتوضع تحت القشرة السميكة للمبيضين وبعد فترة يتضخم المبيضان وتؤدي حالة انعدام التبويض هذه إلى نقص الخصوبة عند المرأة وبالتالي العقم أوتأخر الإنجاب إضافة لإحداثها خللاً في الدورة كما ذكرنا آنفاً.
والجدير بالذكر أنها حالة لاتسبب الألم، أما بحال وجود أكياس مترافقة مع ألم فإن الحالة تختلف عن تكيس المبيضين.
أما كيف يتم الكشف عن هذه الحالة بشكل مبكر فإنني أنصح الآنسات والسيدات اللاتي يشكين من خلل في الدورة الشهرية أوظهور الأشعار في الأماكن غير المعتادة على الوجه بمراجعة الاختصاصيين لإجراء مزيد من الكشوفات على حالتهن خاصة التصوير بالأمواج فوق الصوتية «الأشعة الصوتية أوالسونار» للمبيضين وإجراء التحاليل الهرمونية التي تساعد بالكشف عن هذه الحالة ومعالجتها مبكراً.
أما ماهي المعالجات فأحب أن أنوه طالما هناك علاقة بين الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية أي مايحيط بنا وعادات الطعام خاصة السيئة وباعتبار أن الاستعداد الوراثي لايمكن تغييره فمن المفيد الابتعاد عن عادات الطعام السيئة كالشراهة في الأكل والابتعاد عن الإكثار من السكريات والدهون كالحلويات والشكولاتة والآيس كريم .
والوقاية من البدانة بالإكثار من التمارين الرياضية والفعالية الجسدية التي يمكن ممارستها حتى داخل المنزل وتأتي فائدة التمارين بأنها تحرق الحريرات التي تأتي من تناول الغذاء عوضاً عن تراكم هذه السعرات الحرارية في الجسم .
أما إصلاح خلل الهرمونات المرافق فيتم عند الآنسات بمعاكسة الهرمونات الذكرية وتأثيراتها وتنظيم الدورة بالمنظمات اللطيفة إن لزم الأمر.
أما عند المتزوجات يختلف العلاج باختلاف الشكاية فاللاتي يشكين من خلل الدورة فيمكن تنظيمها أيضاً، أما اللاتي يتشكين من تأثير الهرمونات الذكرية كظهور الأشعار فيمكن معاكسة هذه التأثيرات بالأدوية المناسبة، أما اللاتي يتشكين من العقم وانعدام التبويض فيمكن استعمال منشطات التبويض ومنها الكلوميد الذي يستعمل في الحالات الخفيفة ولفترة معينة أما في حالة فشل الكلوميد فيفضل متابعة الحالة لدى الاختصاصين بمساعدة الإنجاب إذ إن الحالة تحتاج لمتابعة التبويض بالتحاليل والتصوير وفي حالة تأخر الإنجاب لفترة طويلة لابد من مساعدة الإنجاب بالوسائل المتاحة.
( * ) استشاري النساء والولادة وطفل الأنبوب والعقم
|