Thursday 12th june,2003 11214العدد الخميس 12 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جرثومة الهيليكوباكتر وخطر الإصابة بقرحة المعدة والإثنى عشر جرثومة الهيليكوباكتر وخطر الإصابة بقرحة المعدة والإثنى عشر

أثبتت الدراسات الطبية والمعملية الحديثة وجود علاقة وطيدة بين جرثومة الهيليكوباكتر وأمراض المعدة والإثنى عشر وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، حيث تأكد ولع جرثومة الهيليكوباكتر (والتي تعد من الجراثيم الملتوية) بالنسيج المعدي لدى بني البشر، وتتواجد بكثرة تحت الطبقة السطحية للغشاء المعدي، وسهولة العدوى بها عن طريق الفم من خلال تناول المياه الملوثة بهذه الجرثومة.
وأثبتت الدراسات أن حوالي 90% من البالغين في البلدان الفقيرة مصابون بهذه الجرثومة، بينما تقل نسبة الإصابة أقل بكثير في البلدان المتقدمة.. ويعزى ذلك لضعف مستوى الخدمات الصحية والاهتمام بنظافة مياه الشرب.. كما أن قدرة الجرثومة على إفراز مواد حالة للمخاط المغطي لجدار المعدة، والذي يعتبر أهم عوامل الحماية لها، وإفراز مواد سامة تزيد من الإفراز الحمضى المعدي، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة في المعدة وقرحات متكررة في الإثنى عشرية.. قد تتحول بمرور الزمن إلى خلايا سرطانية خبيثة بالمعدة.
ويوضح د. حسان نجم أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض أهم التظاهرات السريرية للمرض فيقول:
أولاً: الإصابة بالتهاب المعدة المزمن، حيث يحدث تغير والتهاب في الجدار المغطي للمعدة مما يؤدي إلى حدوث آلام خفيفة في منطقة أعلى البطن بعد تناول الطعام مع غثيان وإقياء عسر هضم، وقد تكون أحياناً لا عرضية.
ثانياً: القرحة الإثنى عشرية: وهي حالة شائعة تحدث عند حوالي 15% من البشر، تظهر بشكل تقرح عميق في الطبقة السطحية من القسم الأول للأمعاء التالي مباشرة للمعدة (الإثنى عشرية) ويتظاهر بألم في أعلى البطن يزداد مع الجوع (غالباً يأتي في الليل)، ويخف بتناول الطعام والأدوية المضادة للحموضة، وقد تترافق مع حس حموضة وحرق خلف عظام القَّص وأحياناً غثيان وأقياء.
وبعض هذه الأعراض قد تحدث بشكل دوري ومنتظم حوالي مرتين كل عام وتستمر لمدة أسبوعين حتى يتم التشخيص والعلاج، وفي بعض الأحيان قد تتظاهر القرحة لأول مرة بإحدى اختلاطاتها الهامة مثل النزف الذي يتظاهر بإقياءات دموية بنية اللون مثل بقايا (طحل القهوة) أو على شكل براز زفتي اللون، بالإضافة إلى الإنثقاب الذي يظهر بألم بطني شديد مع تدهور حاد في الحالة العامة للمريض، وهذه الاختلاطات تحتاج لتدبير طبي وعلاجي سريع.
وحول طرق تشخيص المرض وعلاجه يضيف د. نجم عند الاشتباه بوجود المرض يلجأ الطبيب المعالج لإجراء بعض الفحوصات التي تساعد على التشخيص مثل الفحوص الدموية التي تثبت أو تنفي وجود الجرثومة أو المنظار الهضمي العلوي الذي يمكن من رؤية الأذية مباشرة وأخذ خزعات متعددة من الجدار المعدي لإجراء بعض التحاليل والفحوصات النسيجية لإثبات أونفي وجود الجرثومة أما العلاج فأثبتت الدراسات أن الإستئصال التام لهذه الجرثومة من المعدة يساعد على الشفاء التام من القرحة، ولذلك فقد أصبحت الأنظمة العلاجية للقرحة الهضمية تتألف من مضادات حيوية مناسبة مع العلاج التقليدي للقرحة أي ما يعرف (بالمعالجة الثلاثية) التي تعطى بجرعات وفترة محددة يصفها الأخصائي المعالج، وقد يلجأ الأطباء غالباً بعد انتهاء فترة العلاج للتأكد من خلو المعدة من هذه الجرثومة لإجراء بعض الاختبارات مثل اختبار التنفس.. وفي حال استمرار بقائها يجب إعادة العلاج الثلاثي لفترة ثانية،حتى يتم التأكد من عدم وجودها، وذلك للحصول على نسب شفاء عالية بإذن الله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved