ليس أكيداً أن كل ما يكتب يقرأ.. وليس مؤكداً أن ما قرئ أخذ بما جاء فيه.. لكن بالتأكيد ومن المؤكد أن الافكار المخلصة لا بد وأن تأخذ ولو في المستقبل حقها من الدراسة الجادة.. وتنال نصيبها من تفهم المسؤول قبل القارئ.
هذا الشيء هو الذي يظل في مستوى القدرة على ربط الكاتب بما يعانيه مجتمعه من مشاكل.. ليدغدغ هذه المشاكل.. كمحاولة للوصول الى أساس وإلى حل سريع لها..
والعطاء الطيب يندر ان يجيء قبل المشاكل والآلام.. يندر حتى وان جاء بغير ذلك.. حتى وان تخطى مثل هذه المشاكل وتلك الالام.. ان يكون له المذاق الحلو.. والنكهة الطيبة.. ونادراً جداً أن تتلذذ له.. ان نطرب للحديث عنه.. وان نسعد بما فيه من جوانب مشرقة وأشياء مضيئة..
ماذا أعني..؟!
الكاتب قد لا يكون صوته مسموعاً حين ينادي بفكرة.. ويطالب بمشروع.. ذلك لأن مثل هذه الأفكار وتلك المشاريع.. قد تبدو فوق القدرة.. وقد تبدو دون مستوى التنفيذ.. وفي الحالتين من الأنسب ان تنسى.. وهي ان تعرضت للنسيان وإلى الأبد بالنسبة للحالة الثانية.. فإنها بالنسبة للأولى قد تكون لفترة ولوقت يتحددان بشدة وطأة هذه الأفكار وضرورة تنفيذها.. بعد أن يتوفر من الامكانات والظروف ما يشجع على التنفيذ..
وليس يؤلم ان يتأخر كثيرا الأخذ بالمعقول من الأفكار.. إذا كان مصدر ذلك الرغبة لتجميع الامكانات.. وتوفير الطاقات البشرية منها أو الفنية.. ولكن مرارة الألم تصيب الإنسان حين يشير الى خطأ في تصرف ما، ويطالب بايقافه والاستفادة مما رصد له فيما هو أهم مما لا يحتاج الى تجميع امكانات أو توفير طاقات.. ولا يجد من يسمع صوته.. أو يناقش أفكاره.
لكن وكما قلت فبعد الألم تبرز الجوانب المضيئة في العطاء.. ومن المشاكل تتجسد الأماني.. لتنهزم بعدها كل العراقيل.
|