* الرياض د. محمد سالم:
على مدى يومين متتاليين عُقد في رحاب جامعة الملك سعود وبتنظيم من كلية التربية ندوة بناء المناهج «الأسس والمنطلقات» برعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وحضور معالي الدكتور عبدالله الفيصل مدير جامعة الملك سعود.وقد بلغت الأعمال المقدمة للندوة 42 بحثاً وورقة عمل تم عرضها ومناقشتها من خلال تسع جلسات، وقد تنوعت المواضيع التي تناولتها البحوث وأوراق العمل حول مناهج ومقررات دراسية في 13 دولة من دول قارات العالم الخمس وبخمس لغات. وشارك في تقديم البحوث وأوراق العمل نخبة من الباحثين الاكاديميين والباحثات من دول عربية متعددة اضافة الى المملكة العربية السعودية، وقد توصلت الندوة الى عدد من الحقائق العلمية من أهمها انه يوجد بين شعوب العالم ارث مشترك من الثقافة والقيم العامة يُستشف من بين سطور المناهج المدرسية التي تحمل الى جانب علومها المحضة قدر من القيم والثقافة العامة.. لكن لكل شعب أساليبه المميزة في التعبير عن أرثه الثقافي والحضاري والقيمي. وتسير أهداف الشعوب عبر مناهجها التعليمية في خطوط متوازية كي تخدم ثوابت العلم المتشابهة وتتقاطع أحياناً لتعزز خصوصية الثقافات المتغايرة. وقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك ان القيم التي يبثها الإسلام لا تتعارض مع معظم ما ورد في النصوص التي تم تحليلها في المناهج والمقررات المدرسية، مع بعض الاختلاف الطفيف في الأطر الهيكلية لعموم الثقافات. وابرزت البحوث دور اللغة العربية في تنمية الوازع الديني لدى الطلاب. وكشف تحليل الكتب المدرسية التي تدرس في المجتمعات الغربية عن الحضورالطاغي للأفكار والرموز الدينية والحضارية للثقافة الغربية، وانعكس ذلك على محتويات الكتب التي توافقت مع الأسس العقدية والفلسفية والاجتماعية لتلك المجتمعات. وظهر في ثنايا محتوى بعض الكتب المدرسية غير المباشرة التي تضمنتها هذه الكتب لبعض الدول الغربية واسرائيل تهم للمجتمعات الإسلامية من كونها تمجد الأنافي مقابل الآخر وسيادة ثقافة الحرب مقابل السلام. واظهرت نتائج البحوث والدراسات احتواء الكتب المدرسية على عدد من القيم السياسية والاجتماعية والثقافية والدولية. واتسم بعضها بالانحياز وعدم الحياء في عرضه للمعلومات وكذلك بالاهمال والتشويه والتحريف لكثير منها. واتضح من تحليل بعض الكتب المدرسية فيما يسمى بالكيان الإسرائيلي اهتمامها بثقافة العنف وابراز سمو العرق اليهودي دون غيره من الشعوب، كما تحظى بدعم الدولة وتقوم سياستها التعليمية ومناهجها الدراسية بغرس الكراهية والعداء للآخر خاصة العرب واعتبارهم اغيار.
ولوحظ من خلال تحليل الكتب المدرسية حرص ما يسمى بالكيان الإسرائيلي على ان تكون الكتب والمقررات المدرسية باللغة العبرية رغم ان هذه اللغة قد ماتت عبر قرون طويلة ويحاولون احياءها مرة أخرى!!
|