عندما يتم تكريم الاستاذ عبد الله فإن التكريم يطال الادب والفكر في المملكة، لأن الاستاذ عبد الله من رموز الادب هنا، فقد قدم الاستاذ الكثير من العطاء للادب سواء على المستوى المحلي او الاقليمي، ورأس النادي الادبي بالرياض مدة من الزمن، والنادي بدوره اعطى للأدب والفكر الشيء الذي نعرفه، فلا غرابة ان يتم تكريم واكرام الاديب اللبيب الذي هو اهل لذلك.
وقد عرفت الاستاذ عبد الله رجلا متواضعا لين المعشر بشوشا، فهو لا يحمل داء الكبر او التعالي، وهذا ما جعله قريبا من قلوب تلاميذه الكثيرين، وله فضل كبير في تقديم عدد من الادباء الى القارىء العربي وخاصة في مؤلفه عن شعراء المملكة ممن كانوا من جيله او قبله.
وهذا العمل في حد ذاته جهد يشكر عليه الاستاذ عبد الله، بحيث جاء في زمن كان الناس يريدون من يجمع او يسلط الضوء على شعراء من المملكة، فكان الاستاذ هو السباق لذلك.
وأذكر منذ اكثر من عشرين سنة، وقد كنت في بداياتي الادبية ان كتبت عن الشاعر محمد بن عثيمين -رحمه الله-، وتساءلت في تلك المقالة في مجلة اليمامة عن سر تفوق ابن عثيمين حسب معايير زمنه وبيئته، فثارت معركة ادبية بيني وبين الدكتور المتزن ناصر الدخيل، وطال شرر تلك المعركة حتى دخل فيها كثيرون من الادباء، فما كان من استاذي عبد الله بن ادريس الا ان تدخل بقلمه نافيا بعض ما اثير ضدي من بعض الكتاب، فكان ذلك موقفا لا انساه له -اطال الله في عمره-، وهو موقف الاديب العاقل المتزن في فكره وقلمه وتعامله.
يستحق الاستاذ عبد الله بن ادريس هذا التكريم، وهي سمة جيدة ان ننحى ذلك المنحى لمن قدموا الجهد والوقت والفكر للوطن على اية طريقة سواء شعراً او نثرا او أي شأن من شؤون الادب والفكر، وهي لفتة جميلة ومؤثرة للاديب ذاته تعطيه الاعتبار ويحس ان هناك من يقدر جهوده وزمنية فكره.
سعيد جدا بهذا التكريم للرجل الذي كان يحيط تلاميذه بكثير من الاحتواء للمهارات وتنميتها بشكل متزن وعقلاني بعيداً عن التشنج والرغاء، وهذه ميزة الاستاذ عبد الله بن ادريس فهو يقدم بهدوء ويوجه بأدب جم، ومن هنا كثر تلاميذه الذين يرون فيه اخا كبيرا وابا حانيا واستاذا قدوة لهم وفقه الله..ووفق الله الجميع
|