إذا ما الحُرُّ جار به الزمانُ
وضاق بهِ على الرحب المكانُ
وكان له أُصيبيةٌ صغارٌ
تُريد حوائجاً وله تدانوُ
وخاف الذُلَّ من سعيٍ مُخيبٍ
بدنياهُ فأين له الأمانُ؟
فَقُل عبدالعزيز زعيمُ أمنٍ
لكّل الغارمينَ ومن يدانُ
يرى دَيناً عليه حقوقَ أهلٍ
ذوي عُسرٍ وغُلبٍ أو يعانوا
ولا تدري بُيمناهُ شمالٌ
إذا أعطى فلله امتنانُ
ومن أعطى لوجه الله طوبى
فأجرُ الله للمُعطي الجنانُ
وزير الخير يا كنز المعالي
ومالك ليس يُكنز أو يصانُ
رجاءُ المُعتفين وغَوثُ أهلٍ
أبا فهدٍ بعزّك لا نُهانُ
كَنثر القمح كفُّك في نداها
لها الحسناتُ أضعاف حسانُ
أَحبّك مُعسرٌ ثقُلت عليه
ديونٌ لا ينوء بها مدانُ
أَحبّك مُقهرٌ بسيوف داءٍ
تضّرع حين أعجزه الطعانُ
أتاك مُكبلٌ بالعوز حرٌ
يُمزّقهُ على الناس الهوانُ
ومن غير الأمير لهم يُلبًّي
أبي فهدٍ، وما خاب الرهانُ
فيانعم الأميرُ أميرُ عزٍ
ربيبُ الأكرمين ومن أعانُوا
جيادك في المرابط صافناتٌ
محمحمةٌ يُجاذبها العنانُ
تُحب الجُرد سابحةً نعاماً
تُزيّنها وجوهٌ لا تُشانُ
وجدُّك فارس الفرسان نجدٌ
كرُمت به فلا عاش الجبانُ
وما ألهتك عن جودٍ جيادٌ
ولا عن ذكر خالقها افتتانُ
وللتاريخ ذاكرةٌ تُنادي
بقلبك لا يطيحُ بها الزمانُ
أأندلسٌ أفيقي من قلوبٍ
لِمجد الغابرين بِها حنانُ
لذا عبدالعزيز أشاد بيتاً
ليُنثر فوق أوروبا الجُمانُ
ومن يُعمر بيوت الله يجزى
بخير الله ما رُفع الأذانُ
جعلت البرّ جُندك في المساعي
تُعينُ أعزّةً كانوا فهانواُ
أرى عبدالعزيز يُضيء نجماً
بأفعالٍ تلمَّسها البنانُ
يَبشُّ بنوره طلق المُحيَّا
على العِلاّت طالبهُ معانُ
صبوح الوجه لا يختالُ تيهاً
ردينيٌ يُضيءُ بهِ السنانُ
لفعل الخير ميالٌ نبيلٌ
إذا ما الغيرُ عن خيرٍ توانوا
فضائلُ بالمروءةِ شامخاتٌ
يُزيّنها فطاب به الزمانُ
ويا ابن الفهد يا نجل المعالي
لكم في خادم الحرمين شانُ
كرُمت بتالدٍ من مجد فهدٍ
بطارف مجدكم شهِد العيانُ
بررتَ الولدين بِحُسنِ نبتٍ
وحُسنُ النبتِ برٌ وارتهانُ
أمير الخير ما راءى بخيرٍ
ولكنّ الكريم له بيانُ
فلا يسطيع من يُعطى سُكوتاً
أتنكر فضلَ ساقيها الجنانُ
أيسكتُ والعطايا سابغاتٌ
عليه بِفضلكم وله لسانُ
سألتُ الله أن يبقيك ذُخراً
لمن حسِب الجهول له القيانُ