* الرياض - الجزيرة:
حظيت زيارة الوفد السعودي إلى ألمانيا والمشارك لأول مرة في الملتقى الصناعي الاقتصادي العربي الألماني السادس الذي استضافته العاصمة الألمانية برلين مؤخراً و انعقد تحت رعاية معالي وزير الاقتصاد والعمل الألماني بحضور وزير المياه الأردني ورئيس الغرفة التجارية الصناعية الألمانية العربية ونحو 500 رجل أعمال عربي وألماني، بنجاح وتقدير كبير بين الأوساط الاقتصادية والثقافية الألمانية ومن المشاركين في الملتقى الذي دأبت غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالمشاركة مع الجمعية الاتحادية لغرف الصناعة والتجارة الألمانية على الدعوة إليه سنويا وذلك منذ العام 1997م.
وحققت الزيارة أغراضها التجارية والاقتصادية عوضاً عن نجاح الوفد السعودي الذي ترأسه الأستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، في تعزيز صورة المملكة الحضارية والثقافية خارجياً ودورها المؤثر في المحافظة على الاستقرار والسلام العالمي.
وأثنى الأستاذ الجريسي على العلاقات الاقتصادية بين المملكة وألمانيا مؤكداً على أن ألمانيا تعتبر شريكاً اقتصادياً مهماً لألمانيا وعلى حرص قيادتي البلدين الصديقين على تطويرها وتنميتها مشيراً إلى الزيارة الناجحة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى ألمانيا خلال العام 2001م.
وتحدث رئيس مجلس الغرف السعودية في كلمة الافتتاح التي ألقاها في الملتقى عن متانة الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه المملكة رغم كل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي بوجه عام، والظروف الإقليمية على وجه الخصوص.
وبيّن الجريسي في كلمته ما تنعم فيه المملكة في ظل دستورها الإسلامي من استقرار في المجالات كافة وأن الدين الإسلامي على العكس مما يدعيه بعض الأعداء والمغرضين دين يحث على التآخي والمحبة والوئام وأن غير المسلمين عاشوا ويعيشون في كنفه بكل أمان واستقرار حيث إن الدين الإسلامي يكفل حقوق الجميع رجالاً ونساء بصرف النظر عن اختلاف دياناتهم وبين أن أهل الذمة عاشوا على مختلف القرون ويعيشون الآن بين ظهراني المسلمين باستقرار تام وحقوق مكفولة.
وقال إن ما قامت به فئة متطرفة ممن يدعون انتسابهم للإسلام لا يمثل الإسلام ولا المسلمين بأي حال من الأحوال ولا يمكن لمنصف أو عاقل أن يحكم على الإسلام أو المسلمين من خلال هذه الفئة القليلة المتطرفة، وأكد أن الإسلام دين العلم و العدل التسامح ودين البناء، وأوضح الجريسي ما تتمتع به المرأة في المملكة من مكانة مميزة ربما لا تتوافر لمثيلاتها في كثير من الدول الأخرى وبين من خلال الأرقام والحقائق أن 52% من طلبة المدارس من البنات و57% من طلبة الجامعات والمعاهد العليا هم من البنات، وأن المرأة في المملكة وصلت إلى مستوى عال ومتقدم في التعليم مما جعلها تتبوأ مراكز قيادية في الوظائف الحكومية مبينا أن النساء يشغلن 35% من وظائف الدولة ويمتلكن ما يقارب 75% من المدخرات المالية في البنوك ويتمتعن بكامل الحرية التي كفلها الدين الإسلامي.
وتطرق الجريسي إلى ما قامت به المملكة من إعادة لهيكلة الاقتصاد والأجهزة العامة وأوضح أن المملكة ممثلة بقيادتها الحكيمة قامت بإنشاء عدد من الأجهزة المهمة المعنية بتطوير الاقتصاد وقطاع الأعمال مشيراً إلى أن ذلك تضمن قيام المجلس الاقتصادي الأعلى والمجلس الأعلى للبترول والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة وعدد من الوزارات الجديدة وبين أنه تم إعداد نظام جديد للاستثمار كما تم تحديد الضريبة الجمركية ب 5% وأن الهيكلة الجديدة أدت إلى تيسير عدد من الإجراءات بما في ذلك الحصول على الفيزا للمستثمرين الأجانب. وأوضح أن الدولة تقوم بجهود حثيثة لتطوير الآلية الإدارية بأبعادها كافة.
وأكد الجريسي على أن زيارة الوفد السعودي جاءت من أجل زيادة حجم التعاون بين المملكة وألمانيا وأن هدفها يتمثل في تصدير أكبر قدر من المنتجات السعودية إلى درجة متقدمة من حيث النوعية ومنافسة الأسعار وكذلك حث رجال الأعمال الألمان على الاستثمار في المملكة عبر دخولهم في مشاريع صناعية أما مملوكة لهم بالكامل وأما بالمشاركة مع شركاء سعوديين.
وحث رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض رجال الاعمال الالمان لزيادة تعاونهم مع المملكة والدول العربية الأخرى مؤكداً أن رجال الأعمال الألمان يتمتعون باحترام وتقدير كبير في المملكة وموضحاً أن المملكة إلى جانب أنها من الدول المصدرة للنفط فهي تمتلك موارد حيوية أخرى إذ يوجد بها سبعة أنواع من المعادن النادرة إضافة إلى أنها تطورت من دولة منتجة للنفط إلى دولة صناعية وصلت منتجاتها إلى 120 دولة في العالم مؤكداً رغبة المملكة ورجال الأعمال فيها إلى تطوير علاقاتهم الاقتصادية وتبادل الخبرات العلمية والتقنية مع الجانب الألماني في المجالات كافة.
هذا وقد لاقت الكلمة التي ألقاها الجريسي استحساناً وإشادة من الحضور الذي ضم رجال أعمال وحكوميين وإعلاميين، وقد عقب كثير من الحضور على ما تضمنته الكلمة من معلومات معتبرين ما ورد فيها من معلومات بالنسبة لهم شيئاً غير معروف مسبقاً وذكر عدد من رجال الإعلام والصحافة الألمان أن الكلمة كانت واقعية وغير متكلفة وأنها أدت رسالة مهمةجداً في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام و المملكة وعن دول الخليج العربي بوجه عام.
وشهد الملتقى وعلى هامش جلساته أيضاً انعقاد لجنة الحوار السعودي الألماني كما قام الوفد السعودي بزيارة لولاية بادن فير تنبرغ رداً للزيارة التي قام بها وزير الاقتصاد بالولاية إلى المملكة سابقاً كما زار مدينة شتوتجارت وأطلع على المنشآت والفرص الاستثمارية هناك.
يذكر أن عدد المشاريع المشتركة بين المملكة وألمانيا يبلغ 11 مشروعاً بقيمة 2 ،97 مليار ريال منها 5 مشاريع صناعية يبلغ إجمالي تمويلها 2 ،8 مليار فيما بلغت المشاريع غير الصناعية 6 مشاريع بتمويل يصل إلى 153 مليون ريال.
وبلغت حصة الشريك السعودي في تلك المشاريع نحو 71% فيما بلغت حصة الجانب الألماني 29% وبلغت المشاريع الاستثمارية الألمانية في المملكة 6 مشروعات باستثمارات تصل إلى19 مليون ريال فيما بلغت المشاريع المرخصة من قبل الهيئة العامة للاستثمار 17 مشروعاً باستثمارات تصل إلى 2 ،9 مليار ريال.
|