Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدراسة وقلق الاختبارات الدراسة وقلق الاختبارات
د. زيد بن محمد الرماني/ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

لاشك ان المعرفة نور والجهل ظلام، ولا غرو أن يكون العلم منارة لهداية البشر على مرّ الشهور وكرّ الدهور.
العلمُ يرفعُ بيتاً لا عماد له
والجهلُ يهدمُ بيت العز والشرف
ومن هنا كانت دعوة ربنا عز وجل لرسولنا عليه السلام: {وقل ربي زدني علماً} [طه: 114] ، بل لقد أكد سبحانه على حقيقة الطريق الموصل إلى العلم وهو تقوى الله فقال تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [البقرة: 282]. ولذا كان أولى الناس خشية لله عز وجل هم العلماء يقول تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: 28].
وقد أنعم الله تعالى على طالب العلم بتيسير الأمور وبركة الأيام ونفع الأنام وهداية الناس، وتربية الناشئة وتوجيه البشرية لخيرها في الدنيا والآخرة، يقول عليه السلام: «ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله تعالى به طريقاً إلى الجنة» رواه مسلم.
وعلى هذا النهج سار أبناؤنا الطلبة وبناتنا الطالبات إذ كان حلم الطالبات دوما أثناء مراحل التعليم العام خاصة أن يصبحن طالبات يشار إليهن بالبنان، وكان أهالي أولئك الطالبات يأملون في بناتهن أن يكن مبدعات متفوقات دراسياً.
وغير خافٍ ما تحظى به طلبات اليوم من توافر وسائل طلب العلم النظرية والتطبيقية، إلى جانب الوسائل التقنية والاتصالات والمواصلات.
ولكن للأسف، فقد أشارت إحدى الاستبيانات الحديثة إلى أن متوسط ما تقرأه معظم الطالبات هو ثلاث صفحات يومياً فقط، وذلك نظراً لازدحام جدولهن اليومي بأمور أخرى ربما كانت أكثر أهمية من الدراسة في نظر تلك الطالبات.
إن قلق الاختبارات يتجدد مع كل اختبار، سواء كان دراسيا أو وظيفيا، بيْدَ أن الجاد المنظم لا يعنيه هذا القلق كثيرا، فقد أمضى من أيامه وأسابيعه وأشهره الوقت الكافي للاستذكار والمراجعة والاستعداد لأي اختبار.
لقد قيل: مَنْ جدّ وجد ومنْ زرع حصد، وقيل: عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان، وقيل: منْ طلب العلا سهر الليالي.إن هذه الأقوال تؤكد ضرورة الاستعداد المبكر والمذاكرة الجادة والمتابعة الدقيقة، حتى لا تضطر الطالبة إلى أن تكتوي بنار القلق.
أخواتي الطالبات: قيل: اسأل مجرِّب. لذا فإني أوصيكن بأن تسألن أخواتكن وزميلاتكن ومعلماتكن عن جدوى التنظيم والاستذكار المبكر وعن مآسي الكسل والتواني، اسألنهن عن تحصيلهن عن معدلاتهن، عن مستوياتهن، واعرفن الأسباب التي أوصلت المتفوقة الى ذرى التفوق، وهوت بالكسولة إلى مستنقع التأخر والتقهقر.
ختاماً أقول: إن الدراسة والعلم مكسب وأيّ مكسب فهما الطريق الصحيح للمعرفة النيّرة، بيد أن طريق العلم يستلزم إعداد العدة والاستذكار والمراجعة، حتى نسلم من قلق الاختبارات ونكون جيلاً مؤمناً من المثقفات الواعيات الحريصات على الجد والنظام، يقول عليه الصلاة والسلام: «ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاً بما يصنع» رواه الترمذي وصححه. وابن ماجه واللفظ له والحاكم وابن حبان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved