Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أبكيك يا محمد أبكيك يا محمد
محمد يحيى القحطاني

«.. كتبت يوماً أن الموت بيننا.. ولم أكن أعلم حينها أن الموت سيخطف محمد..»
محمد...
رَحَلتُ فَلْم يعُد لي أملٌ في لقياكَ..
صديقي.. أخي.. رفيقي ماذا أقولُ عنكَ.. وبمَ أوصفكَ؟
اختاركَ الموتُ وأنتَ هناكَ.. ولم يمهلك لحظةٌ
الآنَ يا عزيزي وفي هذه اللحظة:
لاحتْ ذكراكَ «عطرةٌ».. وتحجَّرت مدامعي!!
لم يعُد بكائي.. لا نحيبيْ ذا فائدة..
فالله وحده اختارك لتنضم إلى قافلة الموتى.
اليوم...
لن أسمع صوتُكَ ثانية..
لن أراكَ إلا في خيالي وذاكرتي
محمد.. كيف لا أبكيكَ
وذكراك تُعانقُ زوايا ذكرياتي؟
كيف لا أبكيك..
وضحكتك.. وحديثُكَ يملآن فراغ رحيلك؟
بَعدَ اليوم.. لنْ تُشاكسني..
ولن تضحكَ كثيراً وأنت تراني في قمة «غضبي»
لن أسمعَ صوتك ثانيةً.. ولنْ أراكَ
رحلتَ يا محمد...
وتركتُ صديقكَ الذي صدقَكَ وصدقته..
يبكيك ليلاً.. ونهاراً.. وكلما «لُحتَ» له
تركتَ صديقكَ..
وهو يكتبُ لك الآنَ.. «بَاكياً»
محمّد عبدالوهاب:
كنتُ أقولُ لكَ لنْ أركبَ طائرةً وأنت قائدها
فتردها لي وتقول:
وأنا لَنْ أقرأ الجزيرة طالما كنت فيها...
رحمَكَ الله..
فما عرفتك إلا ذو قلبٍ ناصعٍ.. وزهرةً نادرةَ الوجود..
تفوحُ رائحتها أينما ذهبتَ..
محمد...
الله وحده هو الذي كتبَ عليك الموتَ..
وهو وحده كتب علينا «بكاؤك».. وسنلحقُ بكَ يوماً ما
محمد عبدالوهاب:
شابٌ في مقتبل العمر.. يدرسُ الطّيران المدني في المغرب بقي شهر على تخرجه.. وشهران على زواجه.. مات إثر حادث مروري في الدار البيضاء ودفن هناك بالأمس..
ضاقت بي الدُّنيا حين مات..
بكيته كثيراً..
وما زلت أبكيه..
رَحمكَ الله يا محمد وعزائي الوحيد أنَّك ذهبت بسيرةٍ طيبةٍ
وإنني رفعت بك رأسيِ حيّاً وميتاً..
أُعزي والدكَ وأُعزي فيصلَ ووالدتك والجميع..
وما هزَّني.. هو أن والدك قدَّم لي العزاء..
قال باكياً:
أخوك محمد.. ماتْ!!
لن أزيدَ ولكني أقولُ محتسباً {انا لله وانا اليه راجعون}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved