الكلية الصناعية

الكلية الصناعية هي جهاز خارج الجسم يوصل بالدورة الدموية للمريض ويمرر فيه الدم ليقوم بعمل توازن لأملاح الدم والمواد الذائبة في الماء ويعيدها لمعدلها الطبيعي.
ويستخدم في الكلى الصناعية أغشية من مادة شبه منفذة ويمرر دم المريض على سطح هذا الغشاء ويمرر سائل الغسيل على السطح الآخر تنفذ المواد الذائبة في الماء عبر الغشاء من السائل الأكثر تركيزاً إلى السائل الأقل تركيزاً ثم يستغنى عن سائل الغسيل بعد أن يكون الدم قد توازن فيعاد إلى المريض.
وسرعة النفاذ تعتمد على الفرق بين تركيز مادة معينة في الدم وفي سائل الغسيل، وهذا الجهاز - أي جهاز الكلى الصناعية - مزود بامكانية التخلص من السوائل الزائدة فبالامكان تخليص الجسم من حوالي 4-5 لترات في الجلسة الواحدة.
والجزء الأساسي في جهاز الكلية الصناعية هو ذلك المرشح الذي ينبغي حساب قدراته الترشيحية بدقة قبل الاستعمال وتوظيف كل مرشح لكل مريض على حدة.وبمرور الدم من جسم المريض بخروجه من شريان موصل بالمرشح ويعود إلى المريض بعد ترشيحه ويدفع الدم داخل المرشح بضخه للدم ضمن تصميم ماكينة الغسيل.
ويتم استصفاء الدم من المريض لمدة 12 ساعة أسبوعياً بواقع 4 ساعات 3 مرات أسبوعياً.
وقد حدث تطور سريع في استخدام ماكينة الغسيل الكلوي في السنوات الأخيرة فأصبح بالامكان حساب كمية السوائل المطلوب إزالتها من جسم المريض بدقة متناهية وعلى مدار الجلسة بطريقة لا تحدث للمريض أي اختلال بالدورة الدموية ومن هذه الأجهزة ما هو مزود بنظام إلكتروني بحيث يمكن وضع جميع بيانات المريض على أقراص مرنة وينفرد المستشفى السعودي الألماني - الرياض بامتلاك مثل هذه التقنية العالية وتوظيفها للمريض بما يضمن كفاءة عالية للغسيل الدموي.
حضر المريض أ.م.أ إلى قسم الطوارئ بالمستشفى السعودي الألماني - الرياض وهو يعاني من ضيق شديد بالتنفس وتورم بالوجه والقدمين وخمول وضعف عام وشحوب بالوجه وفقدان للشهية وميل للقيء ونقص ملحوظ بالوزن علماً بأن المريض يعاني من مرض الفشل الكلوي ويجرى له غسيل دموي خارج الرياض ومن ثم تم إدخال المريض إلى المستشفى وأجريت له الفحوصات اللازمة وقد شملت الآتي:
الوقوف على حالة وظائف الكلى وقياس نسبة الأملاح بالدم وعينة اختبار غازات الدم وصورة للدم كاملة وكذلك اختبار الفيروسات بالدم.
وفيما أظهرت النتائج الأولى ارتفاعاً شديداً بنسبة الكرياتينين 5 ،12 مجم% وكذلك البولينا 184 مجم% والبوتاسيوم 8 ،5 مللي مكافئ/ ل والفوسفور 29 ،2 مللي مكافئ/ ل أوضحت عينة غازات الدم ارتفاع نسبة حمضية الدم وكذلك أنيميا شديدة وقد أظهرت اختبارات فيروسات الدم أن المريض يعاني من الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي سي.
وعلى الفور قام فريق العلاج بالمستشفى بعمل غسيل دموي عاجل على ماكينة مخصصة لمرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي سي وذات قدرة وتقنية عالية وحديثة لمدة أربع ساعات وذلك باستخدام مرشحات ذات كفاءة عالية وتم إزالة السوائل الزائدة عن طريق استخدام خاصية إزالة السوائل الزائدة والمزود بها جميع ماكينات الغسيل بالمستشفى التي تعد من أحدث أجيال ماكينات الغسيل الكلوي في العالم هذا وقد تحسنت حالة المريض تدريجياً وقد تم درج وإعادة برنامج الغسيل الدموي للمريض بواقع ثلاث جلسات غسيل أسبوعياً لمدة أربع ساعات لكل جلسة غسيل وبالفعل تم ضبط الوزن المثالي للمريض بعد حوالي ثلاث جلسات إلى 5 ،46 كجم ومع استمرار الغسيل تحسنت الحالة العامة للمريض وتحسنت شهيته للطعام وبدأ وزن المريض يزداد تدريجياً بنسبة زيادة طبيعية ليصل إلى 5 ،47 كجم بعد أن كان يشكو من ضيق بالتنفس من كثرة تراكم السوائل داخل الرئتين.
وفي سياق الوقوف على حالة المريض لمعرفة مقدار التحسن يذكر أيضاً أن حالة الأنيمياً ونسبة الألبومين بالدم قد وصلت لمعدل من التحسن عالي المستوى حيث تم رصدها بنسبة 5 ،3جم %.
كما أثبتت آخر الفحوصات للمريض أن نسبة البولينا بعد الغسيل 37مجم % والكرياتينين بعد الغسيل 5 ،3 مجم والبوتاسيوم 8 ،3 ملي مكافئ/ ل والفوسوفور 21 ،1 مللي/ ل.
كما تم رصد تحسن في المجهود العام وزادت قدرة المريض على القيام بالنشاطات اليومية العادية.
مما سبق يتبين لنا كيف أن كفاءة عملية الغسيل وارتباطها بأحدث أجهزة الغسيل الدموي لها دور كبير وفعال جداً في إزالة أعراض الفشل الكلوي وذلك باستخدام الوصفة السليمة لعملية الديلزة والتي بموجبها أمكن التخلص وبدرجة عالية من الكفاءة من المواد السامة.. كذلك توافر المتابعة الجيدة للمريض والاختبارات والفحوصات الدورية تساهم هي الأخرى في تحسن حالة المريض.