Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تتنوع أسبابها والنتيجة واحدة: تتنوع أسبابها والنتيجة واحدة:
خسائر مادية وبشرية سنوية نتيجة للحوادث المرورية
حاجة ملحة لإنشاء محكمة مرورية للبت في حوادث المرور

* تحقيق محمد راكد العنزي:
رغم برامج التوعية المتعددة والمتابعة المكثفة من قِبل إدارات المرور إلا أن حلقات مسلسل الحوادث المرورية المرعبة لا تزال تتواصل في مشاهدها الحقيقية داخل المدن وعلى الطرق السريعة في مناظر تقشعر لها الأبدان وفي كل عام تمضي الحوادث بلا هوادة في حصد المزيد من الأرواح البريئة مخلفة وراءها فواجع انسانية تكون نتيجتها الحتمية إما الوفاة أو الإصابة بعاهات قد تستمر مع الإنسان طوال حياته، كما أن المحصلة النهائية سنوياً لتلك الحوادث تقدر بملايين الريالات من خسائر مادية في المركبات والممتلكات وكذلك في قيمة العلاج المقدم لمصابي الحوادث.
فيما تشير الإحصائيات المرورية السنوية عن الحوادث إلى أن الأخطاء البشرية تُشكِّل ما نسبته 80% بينما يتبقى 20% للعوامل الأخرى المتعلقة بالمركبة او الطريق.. وقد صُنفت أخطاء القيادة المسببة لحوادث المرور في أربع فئات:
1 المخالفات المرورية ولعل أخطرها مخالفات السرعة الزائدة.
2 سوء استعمال المركبة كالتهور في القيادة والتفحيط.
3 سوء التخطيط أثناء القيادة.
4 آداب السياقة.
نتيجة واحدة
وعن أسباب الحوادث يقول فياض بن هجاج الرويلي تتعدد الوسائل التي تكون سببا مباشرا في وقوع الحوادث المرورية غير أن النتيجة الحتمية لها تكون واحدة وهي إما أن تتسبب في حالات وفاة وإما إصابة وعاهات مستديمة، والسرعة على وجه التحديد أحد هذه الأسباب إن لم تكن أيضا هي العامل الرئيسي في وقوع العديد من الحوادث، فالتهور في القيادة سواء داخل المدن أو على الطرق السريعة يجعل السائق يفقد السيطرة التامة على السيارة في حال تفاجأ بشيء في وسط الطريق أو أصيبت سيارته بعطل فني أو بانفجار أحد الإطارات، وقد يكون هذا السائق المتهور سبباً في التصادم مع سائق آخر آمن مطمئن في طريقه، ولذا فإن على كل سائق أن يخاف الله في نفسه وفي أرواح الأبرياء غيره فالطريق ليس ملكاً لأحد يفعل فيه ما يشاء دون حسيب أو رقيب بل إن المفروض طبعا أن نعطي الطريق والمارة وبقية السيارات حقهم منه وأن نعي تماماً المخاطر الجسيمة التي ستقع نتيجة الطيش والتهور في قيادة السيارات.
السير ببطء عامل أيضا من عوامل حصول الحوادث وكما أن للسرعة دوراً في الحوادث فإن للقيادة البطيئة أيضاً دوراً في ذلك كما يشيرفهد بن طلال الفقيري والذي يقول: لقد تفاجأت حقاً في عدد من المرات بسائقين على الطرق السريعة وهم يقودون سياراتهم ببطء كبير دون مراعاة للسيارات القادمة من خلفهم والتي قد تتفاجأ بشكل كبير عند دخولها في منعطف أو نزولها من منحدر بهذه السيارة وهي تسير بسرعة السلحفاة مما ينتج عنه تصادم شنيع قد يؤدي إلى وفيات وهؤلاء في نظري لا تقل مخالفتهم أهمية عن مخالفة السرعة طالما أنهم أيضاً يتسببون في وقوع الحوادث المميتة، وأغلب هؤلاء من بطيئى السرعة هم من كبار السن وكذلك بعض الشباب الذين يجدون في الطرق السريعة ملاذاً لهم ولأصدقائهم في التمشية والسير والاستماع بصوت عال للمسجل وهذا خطأ فادح قد يودي بحياتهم أو حياة الآخرين، فالطرق وجدت للنقل وليس لقضاء أمتع الأوقات وفي الطرق السريعة نجد مخالفات صريحة تحتاج لمتابعة.
عجائب!
ويقول: هادي بن فرحان العنزي: إنك ترى العجائب الكثيرة على الطرق السريعة ومخالفات بالجملة يعيها عامة الناس ولكن البعض من الدوريات الأمنية وللأسف الشديد يغفل عن هذا الجانب ويهمل في أداء عمله على الوجه المطلوب، مما يشجع البعض من قائدي السيارات على السير بمركباتهم في الليل بسيارات بنصف عين أمامية أو بدون نور خلفي سوى ما يظهر عند الضغط على دعاسة (البريك) فيما يحمل البعض منها حمولات زائدة تفوق طاقتها الاستيعابية المحددة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تساقط أجزاء منها على الطريق والتسبب في اصطدام السيارات الأخرى بها ووقوع حوادث نتيجة لذلك، كما أن البعض يسير يميناً وشمالاً في الطريق بسبب النعاس الذي يغالبه نتيجة الإرهاق والمشقة.
ولذا فإن على الدوريات أن تعي جيدا دورها التام في منع تلك الحوادث إذا تيقظت وركزت على مخالفة كل من يخالف الأنظمة والقوانين المرورية التي وضعت لمصلحة السائق على الطريق ويا حبذا لو تم الإسراع في انشاء مراكز لأمن الطرق على كافة الطرق السريعة في المملكة وتغطيتها بالكامل وأخص منها بالذكر طريق الشمال الدولي.
عيون القطط تأكل الإطارات
ويقول: طرقي فريج الرويلي: إن بعض الطرق أُنشئت منذ سنوات طويلة وقد صممت بطريقة لا تتناسب مع متطلبات العصر الحالي حيث انتشرت السيارات بشكل كبير وأصبح يرتادها يوميا مئات السيارات حيث إن بعضها يحتوي على العديد من المنحدرات والمنعطفات الخطرة والتي كان من الأجدى في ذلك الوقت تفاديها، كما ان العواكس الصغيرة التي تسمى عند البعض بمسمى (عيون القطط) لها تأثير كبير على إطارات السيارات، وذلك لأن الأجواء الحارة الشديدة في بعض المدن تؤدي إلى تسخين طبقة الاسفلت كما ترتفع حرارة الإطارات مما يعرضها كثيرا للانفجار في أي احتكاك بالطريق خاصة وأننا نعلم بأن هذه القطع الصغيرة قد صنعت من مادة صلبة.
كما أن بعض اللوحات الإرشادية لا تزال على حالها وقد تآكلت بفعل الوقت أو انطمست معالمها بفعل فاعل من أولئك الذين يحبون أن يسطروا ذكرياتهم على هذه الوسائل الإرشادية الهامة التي وضعت لهداية وتوعية مستخدمي الطريق، كما لا ننسى أيضا منافسة بعض الحيوانات للمسافرين على الطرق السريعة كالجمال التي التي ترتع لوحدها دون رقيب أو حسيب والأغنام حيث لا يحلو للبعض من الرعاة إلا قطع الطريق بها من مكان لا تراه السيارات وفي وقت الذروة مما يؤدي كثيرا إلى حوادث أليمة، أيضاً بعض الطرق انتهى عمرها الافتراضي وأصبحت بحاجة ماسة إلى إعادة سفلتتها وانشاء مسارين لها كطريق الشمال الدولي المعروف الذي يؤمه سنوياً مئات السيارات من المسافرين من دول الخليج العربي المتجهين براً الى دول الشام والاردن وتركيا والعكس.
وهذه الأمور يجب فيها على الفروع المنتشرة بالمناطق لوزارة المواصلات بالكشف دوريا على تلك الطرق ورفع تقارير سريعة وبناءة عن ذلك وعلاج ما يمكن علاجه لما فيه مصلحة الجميع.
للتوعية دور
يقول: مسلم محمد العنزي إنه متى ما تمت توعية الفرد منذ الصغر عبر إذاعات المدارس والمساجد وبعض النشرات الإرشادية التي توزع في أسابيع المرور ومن خلال المعارض التوعوية العامة التي تنقل للسائق نتائج السرعة والتهور ومخالفة الانظمة، فإن ذلك بلا شك سيؤتي ثماره في القريب العاجل، لانه متى أعددنا سائقاً متزناً ومثالياً فإننا سنضمن قيادة آمنة ومهذبة على الطرق، ولكن عندما يكون العكس بأن يترك العنان للسائق بدون ارشاد أو تحذير أو بدون محاسبة على أي تقصير يقترفه في القيادة فإن ذلك مدعاة للبعض للتمادي في السلوكيات المرفوضة التي لا يجني منها المجتمع غير الويل والألم والفواجع من جراء تلك الوفيات والإصابات الخطيرة التي تحصد سنوياً عشرات الأفراد والأسر في حوادث تقشعر لها الأبدان كان من الممكن تفاديها بجرعات مكثفة من التوعية التي يجب أن لا تقتصر فقط في الأسابيع المرورية وإنما تكون مستمرة طوال العام.
ويختتم العنزي حديثه بضرورة إقامة محاكم مرورية للبت في تلك المسائل المتعلقة بالمرور وذلك لتخفيف الضغط الحاصل على المحاكم الأخرى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved