* طريف - محمد راكد العنزي:
أوجدت وزارة التربية والتعليم وضمن إيمانها بالدور الكبير الذي يقوم به معلمو الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية عدداً من الحوافز والمميزات التي أرادت من خلالها ان تشجع هذه الفئة من المعلمين على بذل المزيد من الجهد في تدريس هذه الفصول التي يعتبر طلابها من صغار السن، وحول الموضوع نقدم هذه الآراء.
للجادين فقط
مدير مركز الاشراف التربوي بطريف الاستاذ فياض بن صالح الرويلي يرى انه نظراً لأهمية الصفوف الأولية في هذه المرحلة فقد عاملت الوزارة هذه الصفوف معاملة مستقلة بذاتها وعينت لها مشرفين تربويين خاصين وشددت على عدم اسناد مهمة التعليم فيها لغير المتمكنين علمياً وتربوياً كما خصصت حوافز تشجيعية لجذب المعلمين المتميزين للعمل فيها وتقديرا للجهود العظيمة التي يبذلونها في هذه الصفوف كل ذلك من أجل تحسين وتطوير عمليتي التربية والتعليم.
وحرصاً على تحقيق هذا الهدف ينبغي عدم إتاحة الفرصة لغير الجادين من المعلمين الذين يرغبون في التمتع بهذه المميزات وذلك دون تقديم الجهود المكافئة لذلك. إن معلم الصفوف الأولية الذي نتطلع إليه يجب ان يتمتع ببعض الصفات الشخصية التي تساعده على أداء مهمته على أكمل وجه وتجعله محبوباً ومقرباً من نفوس الطلاب ومن ذلك رحابة الصدر وتفهم حاجات الطلاب وخصائصهم النفسية والاجتماعية والعقلية، كما يجب ان يكون معداً إعداداً تربوياً مناسباً لهذه الصفوف، ومن هنا ينبغي التعاون بين مديري المدارس والمشرفين التربويين في اختيار معلمي هذه الصفوف وألا يكون اختيارهم قد تم بناء على أي اعتبار آخر غير الجوانب الفنية، وعدم منح هذه الحوافز التشجيعية إلا لمن يستحقها وذلك حتى تتحقق الأهداف التي وضعت من أجلها.
ضوابط وحوافز
ويؤكد مشرف الصفوف الأولية بطريف الاستاذ محمد اليابس البلعاسي بأن الصفوف المبكرة هي الركيزة الأساسية في مسيرة التعليم العام للطالب، ولذا فقد حددت الوزارة ضوابط عديدة ينبغي مراعاتها عند اختيار المعلم الذي سوف يدرس هذه الصفوف ومنها:
- اسناد تعليم هذه الصفوف للمعلمين المتمكنين ممن لديهم خبرة لاتقل عن سنتين.
- على المعلم ان يلم بحاجات الطلبة النفسية والعلمية والاجتماعية.
- ان يتحلى بالأخلاق الحميدة والقدرة على التعامل مع هؤلاء الطلبة الصغار بمهارة عالية.
- ان يجمع المعلم في التدريس بين مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية.
- أن يدرك أهمية تعليم الطلبة العلوم والمعارف والمهارات لكل مادة يدرسها.
ولأهمية دور المعلم في تعليم هذه الفئة من طلابنا فقد منحتهم الوزارة عددا من المميزات الخاصة بهم دون غيرهم وفق آلية توظيف الحوافز بما يخدم الطلبة كما لايشترط حصول كل من يقوم بتعليم هذه الصفوف على الحوافز وإنما يحصل عليها من يتمكن من الحصول على درجة معينة وفق استمارة منح الحوافز لمعلمي هذه الصفوف لايجاد روح التنافس الشريف بين المعلمين والسعي لتحقيق أكبر قدر ممكن من درجات هذه الاستمارة.
وهذه الحوافز أعتقد انها كافية جدا للغرض الذي وضعت من أجله بشرط ان تستخدم معايير منح الحوافز دون مجاملة أو محاباة من مدير المدرسة ولاسيما ان هذه المعايير وضعت من قبل العاملين في الميدان وأقرتها الوزارة بحيث انها لم توضع اعتباطاً.
ضرورة تأهيل المعلمين
ويقول عبدالله بن محمد المحيسن-وكيل: لقد أعطت تلك المميزات التي منحتها الوزارة لمعلمي الصفوف الأولية تنافسا كبيرا بين عامة المعلمين داخل المدرسة الواحدة للظفر بتدريس هذه المرحلة بجدية تامة والاستفادة من المميزات العديدة الأمر الذي يستوجب معه على كل مديري المدارس عدم الاستعجال في اختيار المعلمين فليس كل معلم قادر على تدريس هذه المرحلة الحساسة والهامة من عمر الطفل والتي تعتبر المحك الرئيسي له للوصول بنجاح إلى بقية المراحل الدراسية إذا تم تأسيسه بشكل جيد، كما ان هناك ضرورة كبيرة لتأهيل هؤلاء المعلمين من خلال انخراطهم في دورات تنشيطية وتأهيلية مستمرة تمدهم بالوسائل الحديثة في ايصال المعلومة وما يستجد في حقل التدريس كما يفترض على الوزارة فتح تخصصات جديدة في كليات المعلمين يكون مجالها تخريج معلمين ينحصر عملهم في سلك التعليم على تدريس هذه الصفوف فقط.
لا للمجاملة
ويؤيد المعلم تيسير بن حامد المدوح -مرشد طلابي: منح معلمي الصفوف الأولية تلك المميزات نظراً للجهود الشاقة التي يبذلونها مع أطفال في عمر الزهور يحتاجون منهم دوما المزيد من العمل لضبط الصف والتدريس والتدريب وتعليمهم أصول القراءة والكتابة والحساب خاصة وان أطفال هذه المرحلة كثيرو الحركة وعدم التركيز ويعتبرون خامة جديدة تحتاج منهم إلى دقة في التشكيل ورعاية حتى يبلغوا النجاح في حياتهم الدراسية القادمة، مشدداً على ضرورة ابتعاد مديري المدارس عن المجاملة في اسناد تدريس الصفوف الأولية إلى المعلمين غير الأكفاء وذلك حتى لايفتقد اختيارهم للمصداقية المطلوبة وحتى لايكون طلاب هذه المرحلة من صغار السن ضحايا لهذا الاختيار السيئ الذي قد لايكون في محله، وعليهم ان يرفعوا تقارير صحيحة لمكاتب الاشراف عن كل معلم من هؤلاء الذين يقومون بتدريس الصفوف الأولية حتى يحصل كل منهم على حقه في المميزات.
الحوافز غير كافية
فيما يشير الاستاذ سعد بن هجاج الرويلي - معلم صف أول إلى وجوب ابتعاد مديري المدارس عن ادخال الخلافات الشخصية في حجب تلك المميزات عن بعض المعلمين الاكفاء من خلال عدم اعطائهم شرف تدريس هذه المرحلة أو حرمان البعض منهم من التدريس فيها لمجرد وجود خلافات بينهم وبين الإدارة كما أنني أرى ان تلك الحوافز غير كافية أبدا لهذه الفئة من المعلمين وبالأخص معلمي الصف الأول ابتدائي حيث يعتبر هذا الصف هو البوابة الرئيسية لمراحل التعليم الأخرى ومتى تم اعداد وتأسيس الطلاب في هذا الصف بالشكل الجيد فإن الطفل سينجح في بقية المراحل التعليمية الأخرى ومن هذه المميزات المقترحة الحاقهم بدورات تطويرية في مجال عملهم وتقليل نصاب معلمي اللغة العربية الذين يقومون بتدريس الصف الأول بحيث لايزيد عن خمس عشرة حصة حتى يتفرغ المعلم لاعداد الوسائل وتدريب الطلاب على الكتابة والقراءة وحفظ الحروف بالإضافة إلى ضرورة منح هؤلاء المعلمين مكافآت نهاية العام الدراسي بناء على تقارير مديري المدارس ومكاتب الاشراف عنهم.
وأخيراً يخالفهم الرأي المعلم زيد مفرح العنزي -معلم ثانوي والذي يرى بأن الجميع في حقل التدريس لايختلفون أبداً عن بعضهم في نوعية الرسالة العظيمة التي يؤدونها، فالمعلم والمعلمة مجال عملهما واحد وكلاهما يقومان بعمل شاق ومضن في التدريس ولايختلف فيه معلمو الصفوف الأولية عن معلمي المراحل التعليمية الأخرى في التعليم فالطلاب كما هم والمقررات الدراسية والمناهج والوسائل المستخدمة في ايصال المعلومة وخطة التدريس واحدة فإذن ان هذه المميزات ليس لها داع أبداً وتخلق التمييز والتفرقة غير المبررة بين المعلمين كما تضع فوارق بين الجميع وطالما كان هناك مميزات لهذه المرحلة فإن كثيرا من المعلمين سيتنافسون على الظفر بها مما يؤدي إلى اختيار غير موفق لبعض المعلمين غير الأكفاء وتدخل المدير في اختيار من يريد منهم حسب رأيه الخاص كما ان هذه المميزات تحرم المدارس في أيام الامتحانات من عدد كبير من المعلمين الذين قد تحتاج لهم لمساعدة بقية زملائهم في لجان الامتحانات والمراجعة معهم ورصد الدرجات.
|