فأنا أم لطفل عنده مرض متلازمة داون «سندرا» والمنتسب للجمعية السعودية الخيرية للتدريب والتأهيل وبحكم اختلاطي مع هؤلاء الأطفال وذويهم خرجت بعدة ملاحظات تعتبر مهمة جداً.
أولاً: أنه يوجد شريحة كبيرة من المجتمع من يجهل هذه الحالات بل إن البعض ممن عنده أحد من تلك الحالات يصل سنه إلى عشرين عاماً ولا يعلمون حتى الاسم الصحيح لتلك الحالات بل إن احدى الأمهات أخبرتني بأنها قد أصيبت بحالة نفسية حادة عندما علمت بعد الولادة أنه قد جاءها طفل عنده متلازمة داون وكثيراً ممن أعطاهم الله هؤلاء الأطفال لا يسمحون لهم بالاختلاط حتى مع الأقارب وهذا والله مصيبة عظيمة ومما يدمي القلب أن نتعامل مع هؤلاء الأطفال الأبرياء بهذا التصرف الذي ينم عن قلة الوعي والجهل.ولا أخفيكم أنني من بعد ما رزقني الله بابني حمود الذي يعتبر ترتيبه الثامن والأخير من اخوته أنا وأبوه واخوته نشعر بسعادة كبيرة معه وقد ملأ علينا البيت حباً وحناناً حتى ان عائلتنا كلها يحبونه ويكثرون السؤال عنه وهذا من فضل الله علينا.
ثانياً: إنه وللأسف الشديد لا يوجد إلا عدد قليل من المراكز المتخصصة في هذا المجال والموجود لا يغطي إلا نسبة قليلة قد لا تصل إلا إلى 40% تقريباً على مستوى المملكة وبعض الخدمات المقدمة دون المستوى المطلوب وبعضها قائم على مجهودات فردية ولقد أخبرتني احدى الأخوات أن زوجها اضطر إلى أن يقدم تقاعداً مبكراً وينتقلون إلى مدينة الرياض ويستأجرون بيتاً لمتابعة حالة ابنتهم.وهذا في الحقيقة يدل على جزء يسير من المعاناة وأطالب هنا بالآتي:
1- افتتاح مراكز متخصصة في جميع المحافظات لوجود حالات كثيرة في قائمة الانتظار ولتخفيف ما يعانيه ذووهم.
2- زيادة التوعية في وسائل الإعلام وخاصة في المناطق النائية والهجر ولأنه مع الأسف يوجد من يتعامل مع تلك الحالات على أنه مرض نفسي ومن هذا القبيل.
3- تعميم المخصصات المالية وزيادتها لجميع تلك الحالات لتخفيف الأعباء المالية على ذويهم من جراء المتطلبات الخاصة بهم.
والدة الطفل حمود عبدالعزيز النغيمشي
| 
