Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

23/6/1390هـ ـ 25/8/1970م العدد 308 23/6/1390هـ ـ 25/8/1970م العدد 308
الجديد في الطب
نبات السوس يحدث ارتفاع الضغط الشرياني

من كان يظن ان ذلك العصير اللذيذ أي عصير النبات المعروف بِعِرْقِ السوس (بكسر العين) قد يحدث أضرارا للبدن؟ فمن الشائع جدا ولا سيما بين الاطفال والطاعنين في السن ان يشربوا هذا العصير أو أن يمتصوه من حبوب السكاكر. وانتشر استهلاك السكاكر المركبة من خلاصة جذور السوس انتشارا منقطع النظير في اوروبا واميركا في السنين العشر الاخيرة وكنا نظن ان هذه السكاكر. فضلاً عن طعمها الطيب. لا تسيء الى الصحة البدنية في شيء..
واذا بلفيف من الأطباء في انكلترا وفرنسا وسويسرا وهولندا وأميركا يكتشف في السوس مادة سكرية مضرة تسمى (غليسيريزين) وتحدث للمفرطين في أكل السوس ارتفاع الضغط الشرياني!
وحصل الاكتشاف من باب الصدفة والاتفاق، وهذا شأن الكثير من الاكتشافات العلمية فكانت إحدى النساء تشكو منذ زمان بعيد ارتفاعاً خطيرا في الضغط الشرياني وكان الاطباء الذين فحصوها متحيرين في أمرهم اذ لم يفهموا سبب ذلك الارتفاع في الضغط حتى جاءت ذات يوم تستوصف طبيبا شابا وتستوضحه السبب في مرضها. فطرح عليها الطبيب بعض الاسئلة عن طريقة معيشتها.. وحين سألها هل تدمن تدخين السجاير، أجابت بالنفي وقالت انها اقلعت عن التدخين، وتيسر لها ذلك منذ أن تعودت امتصاص سكاكر السوس كلما لج بها الشوق الى تدخين سيجارة ففطن الطبيب الشاب فجأة الى الصلة المحتملة بين سكاكر السوس وارتفاع الضغط الشرياني فسألها:
* وكم تتناولين من هذه السكاكر؟
ـ نحو خمس علب كل اسبوع.
* ومنذ متى تمتصين هذه السكاكر؟
ـ منذ سبعة أعوام.
فأشار عليها الطبيب بأن تكف عن تناول هذه السكاكر فورا (لكي نرى بالخبرة ماذا تكون النتيجة).
وظنت المرأة ان الطبيب كان يمازحها، فأي ضرر من السوس؟ ولكنها اصغت الى مشورة الطبيب على كره منها ومن باب المجاملة. كما اعترفت فيما بعد.
ولم يمض شهر واحد حتى ذهب عنها ارتفاع الضغط، فتعجب الطبيب واعلم زملاءه بالحادث، فأسرعوا الى اختيار مفاعيل السوس بالاساليب العلمية، وكان اول ما فعلوه انهم حقنوا خلاصة السوس في أجسام الجرذان فأصيبت فورا بارتفاع الضغط الشرياني.
وزادوا مقدار السوس المحقون في أجسام الجرذان فهلكت في المخابر الكيميائية!
حينئذ حللوا خلاصة السوس ووجدوا فيها المادة السكرية المذكورة وصنفوا السوس بين الادوية المضرة للقلب. ولكنها مفيدة في حالات هبوط الضغط وفي معالجة المصابين بأمراض نفسية كمرض الخمول العصبي وشتى انواع الانهيارات النفسية والانقباضات.ولكن عرق السوس لا يحدث أي ضرر لمن يتناوله باعتدال، نظير سائر الادوية، فجرب الاطباء مفاعيل عصير السوس على طائفة من العمال المنصرفين الى اعمالهم في الحر الشديد. وكان كل منهم يشرب نصف لتر من عصير السوس كل يوم لتسكين عطشهم، ومع ذلك لا يصابون بأي أذى. والمغزى من ذلك أن كل شيء مضر وكل شيء نافع حسبما يلزم المرء الاعتدال أو الشطط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved