تظلل الاجواء الإسلامية اليوم سحابة سوداء، تكدر صفوهم، وتقض مضجعهم، وتقلق بالهم وتمنعهم الراحة والسعادة.. ذلكم هي عدو الإسلام والإنسانية «إسرائيل».
ولئن إصيب المسلمون بهذا الابتلاء، وتأصل فيهم هذا الداء، فليس غريبا أن يبتلي الله عباده وأن يصيبهم بأنواع المصائب ليبتليهم، وليعلم حقيقة ايمانهم وقوة احتمالهم.
والغريب في الأمر أن بعضا من المسلمين هداهم الله بعد عن الله عنه حكمته فتمادى في اليأس والقنوط وظن ان الله قد تخلى عن عباده، وأنه رفع تأييده عنهم، وانهم لن ينصروا، أو أن عدوهم لن يغلب.. ويعلل ذلك بالواقع المرير الذي يعيشه المسلمون اليوم، مع فشل المحاولات، واستمرار العدو في التقدم والمسلمين في التقهقر.
ونحن نطمئن أبناء المسلمين، ونضع بلسما شافيا من كلام الله عز وجل على قلوبهم، حتى يحسوا ببرودة الأمل. ويتنسموا هواء الحياة والخروج من الحيرة واليأس.
يقول الله تعالى: {وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فاؤلئك هم الفاسقون (55)} [النور: 55] .
فهذا وعد أكيد من الله لعباده المؤمنين بأنه سيستخلفهم في الأرض ويمكن لهم فيها، ويبدلهم بخوفهم أمنا وقنوطهم فرحا. تعقبه راحة تجعلهم يتفرغون لعبادته وطاعته.. ولكنه في وعده القاطع يؤكد ان ذلك الوعد هو للذين أمنوا وعملوا الصالحات لا لكل أحد، وكذلك فان من ينكث هذا العهد أو يخلف ما وعد الله به فان الله سيتخلى عنه ويعذبه.
|