البيئة كانت موضوعاً لملف العدد حيث سعى الملف للكشف عن أثرها في حياتنا، ومدى نجاحنا في ايجاد بيئة غير ملوثة، ودور الفرد والمجتمع في ذلك ولاشك ان موضوع البيئة ليس بجديد، ولكن أخطاره متجددة. جاءت مقالتا رانيا زهران وهبة عزت من مصر كاشفتين عن الاهتمام بالبيئة المحيطة بالبشر منذ القدم، فالانسان لاينفك عن الاحتياج إلى بيئته والتفاعل معها، الانشغال المتخصص بالبيئة والحفاظ على توازنها كما عرضت الكاتبتان في مقالتيهما لمفاهيم البيئة وتطوراتها عند المذاهب المختلفة مثل المذهب الكلي، والمذهب الماركسي، وختمتا مقالتيهما بالنظرة الإسلامية لمفهوم البيئة.
أما الاستاذ بركات محمد مراد من القاهرة فقد عرض لمفهوم التوازن البيئي مشيراً إلى أهمية الحفاظ على المحيط الحيوي للإنسان، ثم عرض لنماذج من التوازن البيئي على الأرض، مبيناً الأثر القوي الذي يتركه التلوث البيئي، وعلاقة ذلك بالخلل القيمي عند الإنسان، حيث ان سيطرة الإنسان على قوى الطبيعة لا تكفي وحدها لبناء الحضارة بل لابد ان ينضم إلى ذلك أيضاً سيطرة الإنسان على نوازعه الداخلية وأهوائه وشهواته منضبطة بالقيم الدينية والجمالية.
وفي مقالة محمد علي مصلوخ من المدينة المنورة كان موضوع النفايات الصلبة وأثرها البيئي حيث برزت في الآونة الأخيرة أساليب جديدة في مجال التعامل مع النفايات الصلبة مثل الطمر الأرضي والطمر البحري والحرق والتبديل والتحليل الحراري وإعادة التدوير وغيرها، وقد بينت المقالة أثر هذه الأساليب وثمرتها.
وعن اثر البلاستيك في حياتنا كتب الاستاذ عبدالله الفالح من الرياض مبيناً المقصود من إعادة البلاستيك والآثار الناجمة عن إعادة استخدام الحاويات البلاستيكية والمخاطر الصحية التي يتعرض لها الإنسان من ذلك، كما أشار إلى جوانب العلاج لحل هذه المشكلة.
وعن تأثير الحروب على البيئة جاءت مقالة هاني كرم من الإمارات مخصصاً حديثه عن أثر حرب الخليج، وآثار تسرب النفط من الناقلات النفطية، ملخصاً وجهة نظره بأن نحن البشر نميل إلى رؤية الأشياء من منظور ضيق فالحرب جحيم والناس يعانون ويموتون بالرغم من عدم صوابها فالحرب تستمر.
أما عبدالرحمن شاهين من المدينة المنورة فقد عرض لأساليب الدراسات المستقبلية للبيئة التي تتطلب قدراً من الخيال وحظاً من القدرة الذاتية على التصور المسبق، عارضاً لسيناريوهات مستقبل البيذة (التفاؤل... الاعتدال ... الفاجعة).
كما عرض ملف المجلة لمقالتين تبرزان نوعاً من المقارنة بين حماية البيئة في الدول العربية والدول الغربية، حيث اختار الكاتب عبدالله ارطال المملكة المغربية نموذجاً للدول العربية كما اختار الكاتب أسامة أمين ألمانيا نموذجاً لذلك، وقد بين الكاتبان المؤسسات ومقومات البيئة والاستراتيجيات الوطنية لحماية البيئة في البلدين.
أما محمد فالح الجهني من المدينة المنورة، فقد عرضت مقالته اختلال النظام البيئي الأرضي على نحو خطير في القرن العشرين، ودعا من وجهة نظر إدارية إلى إيجاد مجلس إداري للأرض، مشيراً إلى مفهوم الأداء الإداري الشامل الذي تقوم به مجموعة منتخبة رفيعة الاستعداد وعالية التأهيل.
ومن ناحية تربوية عرض جميل يحيى صوفي من الرياض في مقالته أهمية التربية البيئة ومفهومها، والمحاور الأساسية التي تنطلق منها، مبيناً أهمية ايجاد مادة للتربية البيئة في مناهجنا ومقسماً ذلك إلى أربعة مستويات ومبيناً الأهداف العامة وكيفية إعداد مادة التربية البيئية. وفي باب تقارير لهذا العدد عرض مطول للسيرة الذاتية ل «يورجين موليمان» نائب المستشار الألماني ووزير التربية السابق الذي مات منتحراً أو (بفعل فاعل).
ويكتب خالد الخميس من جامعة الملك سعود في باب رؤى عن تخصيص العقد القادم لأبحاث (الدماغ) بعد ان كان عقد التسعينات مخصص في جله لأبحاث (الجينات البشري). وفي باب نفس تقول المعرفة ان (شخصيتك يحددها لون قلمك) فإذا كنت تستخدم القلم الأحمر فإنك: تحصل على ترقية والأخضر: تسرق أقلام زملائك والأزرق: تتعرض دوما للانتقاد والأسود: لاتشعر بالملل من العمل.
كما احتوى العدد الجديد على العديد من الموضوعات التربوية والثقافية.
|