* الموصل - بغداد - واشنطن: الوكالات:
أكد أحد أقرباء صاحب المنزل الذي قتل فيه عدي وقصي صدام حسين في الموصل الشيخ نواف محمد الزيدان أمس الجمعة، ان الشيخ الزيدان حصل على مكافأة بقيمة خمسين مليون دولار من القوات الامريكية بعد ان أبلغها بمكان وجود نجلي الرئيس العراقي السابق.
وقال قريب الزيدان الذي رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس، إن نواف الزيدان حصل «أمس (الجمعة) في الموصل على شيك بخمسين مليون دولار»، مؤكداً انه رأى بنفسه الشيك.
وأوضح ان الشيخ نواف الزيدان موجود حاليا في منزل أحد أقاربه في الموصل، على بعد 400 كم شمال بغداد.
ولم يكن في إمكانه إعطاء إيضاحات حول قيمة المبلغ التي تفوق بعشرين مليوناً المبلغ الذي أعلنت عنه قوات التحالف الأمريكي البريطاني.
وكان التحالف حدد مكافآة بقيمة 25 مليون دولار لكل من يقدم معلومات تؤدي إلى القبض على صدام حسين، ومكافأة بقيمة 15 مليون دولار بالنسبة إلى كل من نجلي صدام. وقتل عدي وقصي في هجوم نفذته القوات الامريكية الثلاثاء على منزل نواف محمد الزيدان شمال الموصل وتخللته معركة عنيفة. وتضرر المنزل الفخم المؤلف من طابقين بشكل بالغ في المعركة.
من جهة أخرى أكد أحد الحراس الشخصيين السابقين لعدي صدام حسين ان الرئيس العراقي السابق ونجليه لم يغادروا بغداد قبل منتصف نيسان ابريل الماضي بينما كانت الدبابات الامريكية في وسط المدينة.
وفي حديث لصحيفة التايمز البريطانية، قال الحارس الشخصي الذي رفض كشف هويته واستخدم اسم أبو طيبة ان صدام حسين ونجليه واصلوا بعد ان غادروا المدينة، مقاومة القوات الامريكية والبريطانية. وبعد ان غادر بغداد، تولى عدي شخصياً قيادة ميليشيا «فدائيي صدام» الموالية للرئيس العراقي المخلوع، موضحاً ان «هذا ما كانوا قد خططوا له في آخر لقاء لهم في بغداد».
وأضاف الحارس السابق الذي انفصل عن عدي لدى فراره من العاصمة بغداد بعد ان أمضى معه سبع سنوات ان «الشيء الوحيد الذي كان عدي يفكر فيه هو قيادة المقاومة واعتقد انه كان ما زال يتولى قيادتها عندما قتل الثلاثاء».
وتابع «كان لعدي ربما للمرة الأولى في حياته هدف محدد» بعد ان ابتعد عن حياة اللهو التي تعودها.
ويروي الحارس ان «كل شيء تبدل مع اندلاع الحرب (بالنسبة لعدي) .. كان ينام عند منتصف الليل ليستيقظ في الرابعة صباحاً فيستمع إلى الأخبار في التلفزيون ثم يعود إلى النوم حتى السادسة صباحاً».
ويتذكر ابو طيبة ان عدي «عندما شاهد انهيار تمثال والده في (التاسع من نيسان ابريل في ساحة الفردوس في بغداد) كان شديد العصبية ومزاجه في اسوأ حال».
وتوقع أبو طيبة ألا يغير مقتل عدي وقصي من وتيرة المقاومة للامريكيين، وقال «قبل الحرب كنت مستاء من طبيعة عملي .. لكنني الآن أرى بلدي محتلا وأود أنا أيضا ان استشهد دفاعاً عن وطني».
وقالت الصحيفة ان والد أبو طيبة وهو حارس سابق لصدام حسين حضر المقابلة مع ابنه وانه علق قائلاً «ان الناس يكرهون الامريكيين ولا يريدونهم .. وسوف يواصلون القتال لهذا السبب وليس لانهم من فدائيي صدام».
وفي واشنطن دافع وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد عن قراره نشر صور جثتي نجلي صدام حسين لاقناع العراقيين بأن عدي وقصي قتلا فعلا. وقال رامسفيلد لصحافيين «كان قراراً صائباً وأنا سعيد لاتخاذه»، موضحاً ان هذا القرار اتخذ بعد تفكير عميق. ورأى الوزير الامريكي ان عدي وقصي صدام حسين «كانا سيئين جداً ومن المهم ان يعرف العراقيون انهما ذهبا وان يعرفوا انهما قتلا ولن يعودا». وأكد رامسفيلد «أعتقد ان ذلك سينقذ أرواح امريكيين وأرواح جنود التحالف وستكون له فائدة كبيرة لحرية العراقيين»، معتبرا ان ذلك سيضعف المقاومة ضد الامريكيين ويقلل من خوف العراقيين من البعثيين.
ورداً على سؤال عن نشر صور الجثث بينما ترفض وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» نشر صور جنودها القتلى، قال رامسفيلد انها «ليست المرة الأولى التي نبث فيها صور قتلى لكن ذلك ليس إجراء مألوفا في الولايات المتحدة».
|