* القاهرة - مكتب «الجزيرة»- أحمد سيد:
بلغت عائدات السياحة في الدول العربية حوالي 79 ،10 مليار دولار بمعدل 2% من نسبة عائدات السياحة العالمية.وأكدت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار في دراسة حديثة لها أن عدد السياح العرب تضاعف خلال العقد الماضي من 89 ،9 مليون سائح عام 1991م إلى 36 ،17 مليون سائح عام 2000م، إلا أن نسبة السياح القادمين إلى الدول العربية لعدد السياح عالمياً بقيت حول 2% بالمعدل المذكور.وقالت إن متوسط العائد للسائح في الدول العربية ظل يتراوح حول 600 دولار خلال العقد الماضي مقارباً للمتوسط العالمي ما عدا عامي 1995م و 1999م إذ كان منخفضاً عنه بشكل واضح. فيما بلغت نسبة عائدات السياحة للناتج المحلي الإجمالي للدول العربية نحو 5 ،1%، وحوالي 5% من نسبة الصادرات العربية من السلع والخدمات.. مشيرة إلى أن 2% من القوة العاملة العربية تعمل في قطاع السياحة بينما في أوروبا تبلغ نسبة العاملين في السياحة 8% من القوة العاملة.
السياحة البينية
واعتبرت دراسة المؤسسة العربية ان قطاع السياحة يعد قطاعا رئيسيا في عشر دول عربية هي: الأردن والإمارات وسوريا وسلطنة عمان واليمن وتونس ومصر والمغرب وفلسطين.. موضحة أن السياحة العربية البينية بلغت ما نسبته 26% لهذه الدول، وهي نسبة مقدرة من السياح القادمين لهذه الدول بينما تحتل السياحة الأوروبية المرتبة الأولى إلى الدول العربية.
ومن اللافت للنظر أن أحداث 11 سبتمبر التي عانت منها جميع القطاعات الاقتصادية العربية كانت تأثيراتها إيجابية على القطاع السياحي العربي، إذ ان تشديد منح التأشيرات السياحية والإجراءات في مطارات الولايات المتحدة واوروبا أدت إلى تحول وجهة السياح العرب للمنطقة مما رفع معدلات السياحة العربية البينية خلال العامين الماضيين ويتوقع أن تحقق المزيد خلال الصيف الحالي.
وذكرت الدراسة ان المنطقة العربية شهدت إطلاق 86 مشروعا فندقيا من كبار السلاسل الفندقية العالمية بقيمة تتجاوز 5 ،2 مليار دولار تركزت في مصر وتونس والمغرب وليبيا وسوريا والإمارات والبحرين، كما أن هناك سبعة مشروعات لإنشاء وتطوير المطارات في الدول العربية بقيمة تقارب 1 ،4 مليار دولار.
ولاحظت الدراسة ان مدة اقامة السياح العرب في الدول العربية تتراوح ما بين 2 - 4 أيام ما عدا مصر واليمن فيرتفع معدل المدة إلى 5 - 6 أيام.. منوهة إلى أن عدد السياح العرب يتزايد في بعض الدول العربية بشكل موسمي في اشهر الصيف في الأردن وتونس ولبنان وفي شهور الربيع والخريف في الإمارات وسوريا لكنهم يتدفقون على مدار العام في مصر واليمن والمغرب وفلسطين، وان كانت السياحة قد تضررت في فلسطين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية سبتمبر 2000م إضافة إلى تعثر مسيرة السلام وتنامي عدم الاستقرار السياسي الذي ترك آثارا سلبية على المنطقة ككل.
خسائر
وأضافت الدراسة ان قطاع السياحة تكبد في أنحاء مختلفة من ا لعالم بما فيها الدول العربية خسائر ملحوظة قدرت بما يزيد على 15 مليار دولار بسبب تداعيات أحداث سبتمبر وحتى نهاية العام الماضي، ومازال هذا القطاع يجاهد للتعافي من الانتكاسة التي سببتها هذه الأحداث إضافة إلى الاعتداءات التي حصلت على السياح في بعض دول العالم.. مؤكدة أن تصاعد احتمالات قيام حرب ضد العراق خلال الشهور الماضية ثم عززها البدء الفعلي للحرب في 20 مارس الماضي أسهم في سيادة حالة من البلبلة مما جعل توقعات الخسارة ترتفع لعام 2003م بتأثير عامل الحرب خاصة على المناطق الأكثر عرضة لآثار الحرب على العراق وان كان هذا التأثير لن يكون بالدرجة التي اصابت قطاع السياحة ابان حرب الخليج الثانية عام 1991م أو أحداث 11/9 مع تنامي قدرة قطاع السياحة على إدارة الأزمات.
وأوضحت ان الأحداث المذكورة ستؤدي إلى تأخير التحسن في نشاط هذا القطاع لما بعد 2004م خاصة مع استمرار حالة القلق بين أوساط السياح العالميين من احتمالات الإرهاب الجوي.. ناهيك عن انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) الذي أدى إلى هبوط حاد في معدلات السياحة العالمية خاصة في الصين وهونج كونج وسنغافورة، وقد تكون لها آثار إيجابية بتوجيه جزء من السياحة الآسيوية إلى الدول العربية.
السياحة في المملكة
وحول بعض التطورات التي شهدها عدد من الدول العربية تشير الدراسة إلى أن قطاع السياحة في السعودية يساهم بنسبة 2 ،5% من الناتج المحلي الاجمالي ويبلغ عدد السياح الوافدين للمملكة نحو 20 مليون سائح ويتوقع ان يتضاعف العدد خلال العشرين عاما المقبلة، خاصة أن الهيئة العليا للسياحة في البلاد تستهدف بناء شراكات مع مجتمعات مؤهلة لخدمة السياح لتبيان أهمية السياحة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات المحلية والخارجية خاصة ان السعودية تعد من أهم الوجهات العالمية للسياحة الدينية عبر موسم الحج والعمرة.. منوهة إلى مشاركة رجل الأعمال العالمي سمو الأمير الوليد بن طلال في دعم صناعة السياحة على مستوى المملكة والاقطار العربية عبر افتتاح سلسلة فنادق في أنحاء مختلفة من المملكة في إطار الاستراتيجية الوطنية لتعزيز السياحة وفي عدد من الدول العربية منها لبنان ومصر وتونس والأردن وسيدخل قريباً إلى الجزائر وليبيا، وقد استثمر سمو الأمير الوليد بن طلال في 14 مشروعا فندقيا أكثر من المليار دولار في المنطقة.
وفي مصر شهد القطاع السياحي خسائر بلغت نحو 25 ،1 مليار دولار في أعقاب أحداث 11 سبتمبر امتد أثرها إلى منتصف عام 2002م عندما بدأت تشهد تحسنا إلا أنه من المتوقع ان تنخفض الحركة السياحية إلى مصر حتى نهاية العام الحالي بنسبة 35% في أعداد السياح مع انخفاض بنسبة 40% في الليالي السياحية وتراجع العائدات السياحية إلى 25 ،2 مليار دولار بما نسبته 38% عن مستواها لعام 2002م بتأثير الحرب على العراق .. منوهة إلى أن إجمالي خسائر قطاع السياحة في مصر يصل إلى ما بين ملياري دولار و5 ،3 مليار دولار وتقوم مصر بجهود حثيثة لدعم قطاع السياحة وتنفيذ بعض الاجراءات التي تصدر عن لجنة دراسة التيسيرات اللازمة لتنشيط السياحة الدولية والعربية في مصر ومنها تقديم مجموعة من الاعفاءات والمزايا لتشجيع السياحة.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي بدولة الإمارات وخاصة إمارة دبي أكدت الدراسة تأثر دبي النسبي بالعوامل السابقة، إذ ارتفعت عائدات المنشآت الفندقية عام 2002م بنسبة 19% عن عام 2001م وبما يزيد على مليار دولار، كما ارتفع عدد السياح بنسبة 30% للفترة ذاتها وبلغ عدد الأفراد نزلاء الفنادق والشقق الفندقية 8 ،4 مليون شخص وبلغت نسبة الاشغال 73% عام 2002م مقارنة مع 9 ،60% عام 2001م وبذلك احتلت دبي المركز الأول عالميا في الوجهات السياحية التي حققت أعلى نسبة نمو.. مؤكدة انه يقوم على الترويج السياحي لدبي 15 مكتبا منتشرة في أنحاء العالم تعمل في إطار دائرة السياحة والتسويق التجاري وقد أطلقت مؤخراً مشروعا ضخما هو (نخلة الجميرة) الفريد من نوعه في العالم الذي يضاف إلى سلسلة المشاريع السياحية المتميزة في الإمارات.
وقالت الدراسة ان دبي اعتمدت على برنامج حافل من المهرجانات والأسابيع والمعارض والمسابقات والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات والأنشطة التي تنظم على مدار العام وتقابل مختلف احتياجات الأذواق والفئات العمرية.واضافت الدراسة ان دولة قطر تشهد عدة تطورات ايجابية لدعم مساهمة قطاع السياحة منها اقامة مهرجانات متتالية على مدار العام ومنتجعات فندقية متميزة وتطوير الطاقة الاستيعابية لمطار الدوحة.
السياحة في الدول العربية
|